المسيح الدجال - [5] المطلب الثالث: فتنة الدجال، وكيف نتقيها، وماذا نفعل إذا وقعت (2)
لقد أشارت نصوص السنة النبوية المطهرة إلى أمور تقي بإذن الله من فتنة الدجال
لقد أشارت نصوص السنة النبوية المطهرة إلى أمور تقي بإذن الله من فتنة الدجال منها:
1. التمسك بالإسلام، وتقوية الإيمان للمؤمن، والحرص على زيادة نصيبه من العلم الشرعي، مع العلم بأسماء الله وصفاته، والعلم بحال الدجال، وما ورد في فتنته.
2. التعوذ بالله من فتنة الدجال، وخاصة دبر الصلوات المكتوبة، لما ورد في صحيح مسلم، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « »[40].
3. حفظ أوائل، أو أواخر سورة الكهف العشر الآيات منها، فإن حفظها الآن وقراءتها في وجه الدجال عند ملاقاته عصمة من فتنته بإذن الله، لما في حديث النواس بن سمعان في صحيح مسلم، وفيه قوله صلى الله عليه وسلم: « »[41].
في حديث آخر أن نفس حفظ هذه العشر الآيات عصمة من الدجال، قال صلى الله عليه وسلم: « »[42].
4. سكنى مكة والمدينة، ففيهما عصمة للمؤمنين من فتنته؛ لما تقدم من أنه محرم عليه دخولهما.
5. بث أحاديث الدجال، وتعليمها للصغار وللعامة، إذ هو يخرج في زمن يقل فيه ذكره، ويكثر فيه الجهل بحاله (لوامع الأنوار البهية).
أما ماذا يفعل المؤمن إذا سمع بخروج الدجال أو قابله؟
لقد أرشدت السنة النبوية إلى كيفية تصرف المسلم حيال هذه الفتنة العظيمة إذا وقعت من ذلك:
1. الفرار من الدجال، وعدم ملاقاته لما معه من الفتن التي قد تزعزع الإيمان، لما روى أبو داود وغيره، عن عمران بن الحصين رضي الله عنه قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « »".
2. الفرار إلى مكة والمدينة، أو مسجد الطور، أو المسجد الأقصى؛ لأنه محرم عليه دخولهم لما تقدم، فيفر المؤمن إذا سمع بالدجال إلى أحد هذه المساجد.
3. وإن قدر الله على العبد ملاقاة الدجال ومواجهته فعليه أن يقرأ فواتح سورة الكهف في وجهه، ويستعين بالله تعالى، ويثبت لما في صحيح مسلم: « ».
4. الشرب أو الوقوع في نار الدجال فإنها ماء بارد، لما ورد في صحيح مسلم بعد ذكر جنة الدجال، وناره قوله صلى الله عليه وسلم: « » (صحيح البخاري [3450])، وفي حديث آخر: « » (صحيح مسلم [2934]).
5. اللحاق بالجماعة المسلمة الموجودة آنذاك، والتي يقودها عيسى ابن مريم عليه السلام حينما ينزل لقتال الدجال.
------------------------------------
[1] (صحيح مسلم بشرح النووي [5/87]، كتاب المساجد، باب التعوذ من عذاب القبر وعذاب جهنم).
[2] (صحيح مسلم الْفِتَنِ وَأَشْرَاطِ السَّاعَةِ [2937، 293]، سنن الترمذي الْفِتَنِ [2240، 224]، سنن أبي داود الْمَلاَحِمِ [4321،4321]، سنن ابن ماجه الْفِتَنِ [4075،4075]).
[3] (صحيح مسلم صَلاَةِ الْمُسَافِرِينَ وَقَصْرِهَا [809]، سنن الترمذي فَضَائِلِ الْقُرْآنِ [2886]، سنن أبي داود الْمَلاَحِمِ [4323]، مسند أحمد [6/450]).
- التصنيف: