مقاربة بين التكلف الحياتي.. والتكلف الأدبي
الصور البيانية في العربية بكافة أنواعها.. لتجميل النص وليس لتكون النص.. وتبقى روح النص وفكرته وصدقه هي مايصل القارئ ويستقر في قلبه..
جميل حين ينمق الإنسان ألفاظه ويهذبها في تعامله مع الناس.. جميل حين يخفي عفوية بعض الطباع السيئة الفطرية فيه بنقيضها الجميل من باب.. «
»(أخرجه الطبراني)؛ لا من باب الخديعة ..لكن حين يزيد الأمر في التكلف عن حده.. يصبح الانسان أشبه بآلة تعمل كل ماهو صائب ومطلوب منها.. ويفقد معها جمال فطرته العذبة وعفوية بعض الأفعال البريئة .. بل ربما يفقد جوهر إنسانيته.. وهو الروح.
كذا التكلف الأدبي...
يخطئ البعض حين يكثر من الصور البيانية والتراكيب اللفظية المبهمة والمعقدة فيتخم بها النص المكتوب ليفقد صدقه وروحه.. ويصبح كمن يمتلك جواهر كثيرة رصع بها تراصا.. ثوب حرير .. مزهوا ببريق جواهره وامتلاكه لها .. فيخفي بترصيعه هذا ماهية الثوب الحقيقية .. وتضيع معالمه الحريرية الفاخرة .. ولو أنه اكتفى بتوشية الأطراف لكان الثوب فائق البهاء .. وللمسنا روحه ومافاتنا ملمسه الناعم ولمعان الحرير الحقيقي لا لمعان تلك الجواهر فحسب.
الصور البيانية في العربية بكافة أنواعها.. لتجميل النص وليس لتكون النص.. وتبقى روح النص وفكرته وصدقه هي مايصل القارئ ويستقر في قلبه..
وهي الوجبة الدسمة التي ستستقر في الأرواح.. لامانع بل والجميل أن تكون بملعقة من ذهب .. لكن ليست الملعقة هي الوجبة ولا الهدف.
وماخرج من القلب وقر في القلب.
ريما حمود
لها عدة قصص قصيرة ومجموعة مقالات اجتماعية ذات توجه اسلامي.
- التصنيف:
- المصدر: