قيمةُ النِّعم!
علم أطفالك شكر "النعم" حتي تحافظ عليها وعليهم، وعلمهم "العطاء" فالحياة متقلبة ولاشك، وعلمهم أن هناك نهاية لكل مانحن فيه الآن مهما طال الزمن.
تقف بجانب "الكانتين" في المدرسة الحكومية! الأطفال يشترون الحلوي والزحام شديد، ليس معها أي نقود، وهي لاتعرف السبب تحديداً! تعودت الصغيرة ذات الخمس سنوات أن تخرج بلا إفطار وأن تذهب للمدرسة بلا نقود، أبوها لايهتم بذهابها للمدرسة أصلاً فهي "بنت" ولاداعي لأن تتعلم وأمها حاربت لإدخالها للمدرسة وهو أقصي ماتستطيع، ملابسها قديمة متسخة، باختصار تعيش علي "الهامش" ولامكان لها في صفحة "الوطن"!
تحكي لي إحدي المدرسات أن الطلاب الفقراء في المدارس الحكومية يتعرضون للإغماء في طابور الصباح بسبب "الجوع"! وكثير منهم بلا مصروف!
وحدي أسير في شوارع منطقتي "الراقية"، أطفالنا يشتكون من "جودة" الطعام ويعترضون علي "كثرة" السندويتشات ويتحفظون علي كوب اللبن الموضوع بجانب فراشهم وترجوهم الأم أن يقبلوا مشكورين أن يأكلوا الطعام وسيتم إعطائهم "مكافأة"!! ثم يعترضون علي المصروف "الكبير" ويطلبون زيادته!
وهناك علي هامش صفحة الحياة من يحلم بـ "جنيه" واحد فقط يمنحه الفرصة ليعيش "فرحة" الوقوف مع الأطفال والشراء في زحام "الكانتين" المدرسي.
علم أطفالك شكر "النعم" حتي تحافظ عليها وعليهم، وعلمهم "العطاء" فالحياة متقلبة ولاشك، وعلمهم أن هناك نهاية لكل مانحن فيه الآن مهما طال الزمن وهناك مشهد أخير ووقوف وسؤال "طويل" ومخيف ... مخيف فعلاً!
دمتم تدركون قيمة النعم ومتعة "العطاء"، تسارعون في الخير و"تصنعون" فرحة البسطاء.
||
عن النعم "الكثيرة" والأحلام "الصغيرة" ... مرةً أخرى!
وسام الشاذلي
حاصل علي الماجيستير المهني والدكتوراة المهنية في إدارة الأعمال تخصص إدارة المشروعات
- التصنيف:
- المصدر: