أبطالٌ مجهولون!

منذ 2016-04-06

هي تلك المرأة البسيطة التي تشاهدها في شوارع الوطن، تراها إمرأة "عادية" علي الهامش وهي من "أبطال" الحياة!

بعد أن ينام الأطفال ... تذهب إلى دولاب الملابس القديم، تستخرج قميص زوجها الراحل وتبحث عن رائحة الطمأنينة فيه، تبكي بشدة وتخاطبه وتعاتبه وكأنه يسمعها!

كان طيب القلب يحاول في معركة الحياة ويسعي علي رزقه ويعود في آخر الليل بعد عمل شاق علي "التاكسي" ليجلس مع الأطفال ويداعبهم أثناء تناول طعامه، ثم يصلي العشاء وينام استعداداً ليوم جديد، مرض سريعاً ثم رحل في هدوء كما يرحل البسطاء في بلادنا! كانت تحبه بشدة وهي الآن "تفتقده" بشدة!

تستكمل حكاياتها اليومية لملابس زوجها الراحل، تحدثه عن عملها البسيط والأولاد ودراساتهم ومشاكلهم! ثم تضع الملابس في الدولاب وتصلي العشاء بمفردها وتنام ... وفي اليوم التالي تتماسك وتستعد ليوم جديد تسعى فيه علي أطفالها الأيتام.

نعم، هي تلك المرأة البسيطة التي تشاهدها في شوارع الوطن، تراها إمرأة "عادية" علي الهامش وهي من "أبطال" الحياة! من الذين تسعد بهم الأرض إذا مشوا عليها وتبكيهم السماء إذا رحلوا .. ويعرفهم "الله"، وكفى به فوزاً عظيماً ... كفى به فوزاً عظيما!
||
مرةً أخرى ... عن "أبطال" الحياة المجهولين!

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

وسام الشاذلي

حاصل علي الماجيستير المهني والدكتوراة المهنية في إدارة الأعمال تخصص إدارة المشروعات