شذور الذهب من ذكرى سَفْرَة عجَب - (19) في الطريق إلى المدينة
إذا برفيقة لنا تسأل ملهوفة عن الماء، فلما أعطتها إياه أحدنا شكرتها بالدعاء ...!! فشربت -حفظها الله- القليل عازمة الفطر ذلك اليوم؛ اعتذرت أنها لا تقوى على الصوم؛ فلها أن تأخذ برخصة الفطر بلا عتاب ولا لوم ...!!
تقول صاحبتنا:
جمعت رفقتنا سيارة واحدة، جلست الأخوات في عجزها على حدة، تعمدنا ذلك العمل، حتى نتخفف من الحجاب إذا أمنا من القوم النظر، بينما احتل رجالنا الأمام وشاركهم بعض مواطنينا صدر السيارة في سلام، فلما انطلقت السيارة في الطريق، وقد اتخذت كل منا مجلسها براحة وبلا ضيق.
إذا برفيقة لنا تسأل ملهوفة عن الماء، فلما أعطتها إياه أحدنا شكرتها بالدعاء، فشربت -حفظها الله- القليل عازمة الفطر ذلك اليوم؛ اعتذرت أنها لا تقوى على الصوم؛ فلها أن تأخذ برخصة الفطر بلا عتاب ولا لوم.
- فقلت: سبحان الرحمن الرحيم، ومن يلمكِ إن ترخصتِ برخصة الكريم هاك أخيتي الماء، عبيه واشربي حتى الارتواء.
- قالت: أخذت بلغتي، والحمد لله الذي أذهب عني عطشتي
ثم تذاكرنا في السفرالدعاء، وأخلدنا إلى لذة الراحة بعد شديد العناء، وكنت جالسة بجوار النافذة، أتأمل الطريق بنظرة نافذة، كنت أتأمل بطرف شارد أتعجب لسرعة مرورالمشاهد، حتى إذا مرت السيارة بالجبال، تملكني شعورعجيب كالخيال، حتى أني ظننت نفسي نائمة، لا يُتصور ما رأيت إلا من عين حالمة.
برغم أن سرعة السيارة لم تتغير، إلا أن مشهد الجبل ظل ثابتًا بلا تحول، كيف يظل المشهد في ثبات، بينما كل مشهد مرت به السيارة كلمح البصر فات، فأخذت أتحرك في المقعد؛ حتى أتحقق من أنني جد واعية وأتأكد، فظللت أحملق في مشهد الجبل، وظل المشهد نفسه ثابتا إلى أجل!
حتى أني نبهت جارتي، لتشاركني نظرتي وأتأكد من صحة ملاحظتي، فعجبتْ كما عجبتُ، لما لم يتغير المشهد وطال على ثباته الوقت!
ثم أخذت أعمل الفكر حتى امتن الله عليّ بجلاء ذلك الأمر: إن الجبل عظيم ظيم الخلق، يبدو صغيرًا بسبب بعده إلى ذلك الحد؛ لذا تحتاج السيارة إلى وقت، حتى تخلفه وراءها وإن كان عن بعد؛ فالجبل ليس كالشجيرات، ولا هو كالبِنَيات التي تمر بجوارها السيارات!
سبحان الذي خلق الجبل، ألم أقل يتملكني إذا رأيته الوجل!
ويتبع بإذن الله.
- التصنيف:
- المصدر: