شذور الذهب من ذكرى سَفْرَة عجَب - (20) وأفطرنا حين غربت الشمس

منذ 2016-04-20

- فأجابت إحدى الأخوات: بل إذا غربت الشمس، حين ندرك ذلك الغروب بالنظر والحس؛ سنسارع إلى الفطر وبدأ بالتمر، ولا يلزمنا انتظار تمكن دخول الليل!

تقول صاحبتنا:

وبعد أن تأملت في الجبل، وأخذني شديد الوجل أعرضت عن تأمل الجبل، وقد عاودني شعور بالسقم؛ فغرقت على الفورفي لجة من النوم. انتبهت من النوم على قول أحدهم هيا يا قوم: ننزل لأداء صلاتي الظهر والعصر، فألفت السيارة واقفة أمام مسجد في الطريق، وقد هبط  بالفعل أكثر الفريق. هنالك جددنا الطهارة، وأدينا الصلاتين في جماعة، ثم أسرعنا إلى السيارة، فلما اكتمل العدد، واصلنا المسيرإلى المكان المحدد.

كانت قلوبنا بالشوق عامرة، إلى رؤية المدينة المنورة، وقرب وقت الغروب، ومازالت السيارة تقطع بنا الدروب. سألنا عن موعد أذان المغرب، فلم يستطع أحد من القوم أن يحدد.

- فقال بعضهم: أين لنا بموعد الإفطار، وما التوقيت الصحيح لانتهاء النهار؟

- فأجاب أحدهم: لابد أن ننتظر حول الظلام، هذا هو الاحتياط التام.

- فأجابت إحدى الأخوات: بل إذا غربت الشمس، حين ندرك ذلك الغروب بالنظر والحس؛ سنسارع إلى الفطر ونبدأ بالتمر، ولا يلزمنا انتظار تمكن دخول الليل.

- قالوا: ألا نحتاط!

- قالت: لا احتياط  مع نص، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أقبل الليل وأدبر النهار، وغابت الشمس، فقد أفطر الصائم» (صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1100).

فاطمأن الجميع لقولها، حين علموا دليلها، وحين غربت الشمس، أفطر الجميع وقد عمهم المرح والأنس.

ويتبع بإذن الله.

------------------------------------------------------

[1] جاء في: فتح الباري شرح  صحيح البخاري: كتاب الصوم 
«باب متى يحل فطر الصائم: قوله: (وأفطر أبو سعيد الخدري حين غاب قرص الشمس) وصله سعيد بن منصور وأبو بكر بن أبي شيبة من طريق عبد الواحد بن أيمن عن أبيه قال: "دخلنا على أبي سعيد فأفطر ونحن نرى أن الشمس لم تغرب" ووجه الدلالة منه أن أبا سعيد لما تحقق غروب الشمس لم يطلب مزيدًا على ذلك، ولا التفت إلى موافقة من عنده على ذلك، فلو كان يجب عنده إمساك جزء من الليل لاشترك الجميع في معرفة ذلك، والله أعلم». انتهى

http://www.islamweb....k_no=52&ID=1238

المقال السابق
(19) في الطريق إلى المدينة
المقال التالي
(21) وحدث في المدينة