خطأ شنوده القاتل

منذ 2010-04-21

كان المذيع الموهوم عمرو أديب يحاول أن يستخرج كلمة عتاب أو إدانة من شنودة ضد زكريا بطرس.. وحاول شنودة التملص، لكن أديب كان لديه أمل كبير..



لم يكن التصفيق يوما عادتي -بعيدا حتى عن حكمه الشرعي- لم أعتد التصفيق من قبل، ربما لأنه لا يوجد في عالمنا العربي ما يستحق التصفيق... لكن على غير العادة وجدتني أقف أمام شاشة التلفاز وأصفق للأنبا شنودة حين تلفظ بـ أغبى جملة نطق بها قس في تاريخ الكنيسة...

كان المذيع الموهوم عمرو أديب يحاول أن يستخرج كلمة عتاب أو إدانة من شنودة ضد زكريا بطرس.. وحاول شنودة التملص، لكن أديب كان لديه أمل كبير..
 
وفي اللحظة الحرجة.. فتح شنودة فمه المطمر ونطق بهذه الألفاظ: "هو-زكريا بطرس- يسأل تساؤلات.. وعلى علماء المسلمين أن يجيبوه"..

 
هذه الكلمات "الغبية" فتحت أبواب الجحيم على الكنيسة الأرثوذكسية، ووضعت الكرة في ملعب الإعلام الإسلامي الذي استغل الموقف ببراعة شديدة..
 
بعدها بأيام قليلة كان بعض المفكرين والدعاة الإسلاميين يكيلون الصاع صاعين لصرصور الكنيسة زكريا بطرس، ويفلون دينه، وينشرون وسخ النصارى أمام ملايين المسلمين، ثم يتوجهون بالسؤال للأنبا شنودة إن كان هذا الرد يكفيه.. أم يريد المزيد؟!

 
منتهى الغباء -وربما الغرور- حين يطلب من علماء المسلمين أن يواجهوا زكريا بطرس إعلاميا لأنه لن يفعل هذا..كان شنودة يراهن على الأجهزة الأمنية التي ستمنع الدعاة من التعرض للمسيحية لعدم إغضاب الكنيسة.. لكن الدولة لم تعد تجد من المبررات ما تسكت به غضب المسلمين بعد قص شنودة بنفسه شريط الحوار مع المسلمين بنفس الأسلوب والكيفية..
 
الكنيسة تضغط الآن بكل ما لديها لوقف هذه البرامج المتلفزة التي أسرعت بالرد على زكريا بطرس وتفنيد أكاذيبه.. لكن الدولة تدرك أن كلفة هذا الإيقاف باهظة الثمن؛ لاسيما بعدما بدأت حكومات عربية وإسلامية توجه لوم خفي لمصر بسبب تخاذلها في إسكات غربان الكنيسة الزاعقة على القنوات التنصيرية.

..
 
في بحر أيام قليلة تغيرت الصورة ..لم يعد شنودة يبتسم حين يذكر أمامه زكريا بطرس.. أحس الجميع في الكنيسة بحجم الورطة وبدأت ساعة الحقيقة تدق.. ولا تزال الكنيسة تحاول الضغط على الأجهزة الأمنية لمنع القنوات الإسلامية من الرد على زكريا بطرس، وحين تفشل في هذا لن تجد أمامها سوى التبرؤ منه ومهاجمته.. حفاظا على الكنيسة التي أصابتها الردود الإسلامية بتشققات كبيرة وعميقة.

..

ما زرعه شنودة نسيئة في ثلاثين عاماً.. يُردُّ إليه الآن نقدا في لحظة واحدة

فـ"شنودة" الذي كان يقود مسيرة التعصب ويدفع النصارى تجاه الحقد والكراهية ضد الإسلام.. هاهو الآن يلهث خلف مسيرة الكراهية المنفلتة ليلحق بها، ولا يكون موقفه أقل من مواقف شعبه الذي أضحى مشحوناً بكل بذور العنصرية والتطرف.. وهو الآن بين خيارين أحلاهما مر:
 
- إما أن يصرخ في الأقباط ليتوقفوا ويفيقوا من أحلامهم الساذجة وأمانيهم العنصرية، وحينها سيفقد بريق القائد وكاريزما المحرض على الثورة..

- أو يظل قابضاً على النار، لاهثاً خلف الجموع المستنفرة.. حتى يهلك ويهلكوا جميعا..
 
ويمكرون ويمكر الله.. والله خير الماكرين.

 

خالد حربي

كاتب وباحث وخاصة في مجال الرد على النصاري.