السِّمْط الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع - 3- إن الله واسع عليم
واتصل دمع العين خيطا طويلا مديدا، وانخلع قلبي حال الفراق فصار مني بعيدا، فناشدت ربي صبرا على الفراق حميدا...
حان وقت الرحيل لأداء حج الفريضة، وتحتم ترك الصغار في تلكم السفرة الوحيدة، فركبني هم وغم وصيّرني فكري شريدة:
- من للصغار مثل أم حانية ودودة؟
- من يطعمهم، ويرعاهم، ويحفظهم من كل حادثة جديدة؟
- من يتعهد وقايتهم من قرّ ليلة شديدة؟
- من يرقيهم صباح مساء برقية محيطة حميدة؟
واتصل دمع العين خيطا طويلا مديدا، وانخلع قلبي حال الفراق فصار مني بعيدا، فناشدت ربي صبرا على الفراق حميدا، فصبّرت النفس أردد دعاء سفري لفضل ربي مريدة، فرزقني الرحمن فهما عجيبا رائقا وفريدا !!!
كأنما لم أكن لألفاظ الحديث واعية حافظة عتيدة: « ».
يصحبني في سفري ويخلفني في أهلي يكلأنا حافظا وشهيدا؛ فهدأ روعي و سكن قلبي لما جاء في الحديث سعيدة؛ وزال بذا هم فراق الصغار بعيدا، وكان أمري بفضل من الرحمن ميسرا وسديدا، ودام سفري قُــرءًا وعدتُ عودا حميدا، وعجبتُ من حفظ الإله صغاري حفظا كريما محيطا و ودودا.
فقلت لنفسي:
لِـمَ العجب؟ ألم يكن صاحبي في سفري وخليفتي في أهلي ربّا قيّوما واسعا وحميدا.
- التصنيف:
- المصدر: