شذور الذهب من ذكرى سَفْرَة عجَب - (33) يوم في السكن
وبالكاد أنهيتا الطعام عند المغرب، فقد كان الزحام شديد على الموقد!!
تقول صاحبتنا:
قمت لأتوضأ بما عليّ من ثياب، فأخبرتني أخواتي ألا أخرج من باب الحجرة إلا بكامل الحجاب!
- فقلت متعجبة: ولم هذا الشقاء، أليس هذا القسم خاص بالنساء؟!
- فقلن: النساء اللاتي يفترشن الرواق، يسمحن بدخول محارمهن أي من الأوقات!
فلم أجد بدًا من لبس كامل الحجاب، فلما خرجت من الحجرة إذا بجمع غفير أمام الباب، فألقيت السلام، وانتظرت دوري كي أدخل الحمام، بعد قليل خرجت من المرحاض امرأتان، وأعقبتهما في الدخول اثنتان!
- فقلت في استنكار وعجب: الاثنتان معًا ما الداعي و ما السبب!!
- فضحكت النساء وأجبنني كأنما يخاطبن بلهاء: وماذا في ذلك ألسنا جميعا نساء؟!
- فقلت وأنا دهشة: يا قومنا لايجوز اطلاع بعضنا على بعض تلك مسألة حرمة ويجب ستر العورة!
- فقالت إحداهن: أنتم المتسننين، دائمًا وأبدًا متشددون!
- فقلت في كمد: عذرًا لن أسمح أن يدخل معي الخلاء أحد
- قلن: كما تشائين، كذلك فعل أخواتك من المتسننين!
وفيما بعد أعلمنا الرجال بما اتخذوه من قرار: إننا لن نؤدي العمرة إلا بعد الإفطار!
فلم أستطع لهم المعارضة، لأنني كنت لجميع قواي -حقًا- فاقدة، شديد دوار وغثيان بالإضافة إلى ضعف عام. مكثنا هذا اليوم في السكن، محبوسات في الحُجر!
وتولت أمي وأمي أخت لنا أمر الطهي لرجالنا ونسائنا: فقد كان المطبخ يعج بالغرباء، رجال مع نساء؛ ولم تكونا منتقبتين لهذا السبب بالذات قامتا بأمر الطهي وسط هذا الجمع والاختلاط!
وبالكاد أنهيتا الطعام عند المغرب، فقد كان الزحام شديد على الموقد، فصبّرنا أنفسنا تصبيرًا: إن هذا الوضع -إن شاء الله- لن يستمر طويلاً!
ويتبع بإذن الله.
- التصنيف:
- المصدر: