سامي والعصابات السوداء.. ووفاء قسطنطين

منذ 2010-05-19

...هؤلاء هم الرهبان الأرثوذكس، الذين تولوا محاربة دين المسيح والقضاء على المسيحيين الموحدين (المسلمين) بمصر، والذين كانوا يرون أن المسيح عليه السلام رسول مخلوق، وأن الله واحد أزلي ليس له مثيل.


"العصابات السوداء "هكذا كان يطلق المصريين على مجموعات الرهبان تلك التسمية في نهاية القرن الرابع الميلادي؛ بسبب ما لقوه من قتل وتنكيل وتعذيب على أيديهم.

حيث تذكر لويزا بتشر في كتابها تاريخ الأمة القبطية أن أتباع المذهب الأرثوذكسى أصبحوا يميلون إلى اضطهاد كل من يخالفهم فى العقيدة .

وتصفهم في (1/305) من كتابها فتقول :" وكان الرهبان أكثر الناس شراً ، وقد تعدت شرورهم الحد وعم إثمهم كل مكان خصوصاً فى مصر فأصبحوا فيها جيشاً نافذ الرأى، وكانوا يسيرون حفاة الأقدام حتى أنهم اشبهوا جماعة من الثوار، ولكنهم كانوا جهلاء حمقى، ولم يتسلحوا بسلاح العلم والمعرفة، كما فى الأزمان السالفة ، فسقطوا فى هاوية الشر والفساد، حتى أنه وصل الأمر أن انعدم عندهم وجود الرابط الطبيعى الذى يربط الإنسان عن ارتكاب المعاصى . ثم زاد عصيانهم وتحجرت أفكارهم واضطربت فلم يكونوا يطيعوا آدمياً سوى رؤساء أديرتهم" .


هؤلاء هم الرهبان الأرثوذكس، الذين تولوا محاربة دين المسيح والقضاء على المسيحيين الموحدين (المسلمين) بمصر، والذين كانوا يرون أن المسيح عليه السلام رسول مخلوق، وأن الله واحد أزلي ليس له مثيل.
هؤلاء الرهبان لم يتورعوا عن قتل الملايين، وحرق الأناجيل، وطمس كل الحقائق، والاستيلاء على كنائس الموحدين، وتزيف الحقائق.

وتأمل قولها :" ولم يتسلحوا بسلاح العلم والمعرفة، كما فى الأزمان السالفة" فما هي كانت الأزمان السالفة؟، إنها كانت أزمان التوحيد، ودين المسيح. فهذا هو العهد الذي كان سابقا للزمن الذي فرضت فيه الأرثوذكسية التثليثية بسلطان الإمبراطور، والذي تسلط فيه الرهبان الذين كان العمة والجهل فاشيا بينهم على حسب ما جاء في تاريخ الأمة القبطية (1/320).

والآن فما أشبه الليلة بالبارحة، ونحن نشاهد مسلسل سخيف ، إذ مجرد ما أن يعلن أحد إسلامه إلا ونشاهد أؤلئك أصحاب المسوح السوداء يخرجون التظاهرات ويرشقون مراكز الشرطة بالحجارة، ويحرضون على الوطن، حتى أنهم قد سبق لهم أن استنفروا الهالك شارون ضد الوطن. ها؛ وطن يعيش فيهم لا يعشون فيه، حقا ؟!!



كانوا في السابق يثورون من أجل النساء، ويزعمون أن هن خطفن، واليوم أصبحوا يطالبون بالقبض على من أسلم من الرجال وتسليمهم إياهم؛ فأي منطق هذا؛ هل الرجال خطفن واغتصبن أيضا؟!!

أم هي الرغبة في الإكراه الديني التي استند إليها أجدادهم حينما طلب منهم الإمبراطور سند لهذا، فأخرجوا له من إنجيل لوقا (14: 23) : "فقال السيد للعبد اخرج إلى الطرق والسياجات وألزمهم بالدخول حتى يمتلئ بيتي". واستنبطوا منه إلزام أو إكراه الناس بالدخول في دينهم. وأن من لم يذعن لتلك العنصرية وهذا الإكراه فمصيره الذبح ففي لوقا أيضا (19: 27) : "أَمَّا أَعْدَائِي أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي».

فهل عرف من يُسْلِمون، لا أقول الموحدين أو المسلمين، ولكن أقول مواطنيهم، إلى أي مصير يسلمونهم إليه. ألا تستحوا أن تحدثونا بعد هذا عن ، ها، المواطنة.

إن كان من تولى أمرنا، أعجز من أن يقوم بالعدل، أو أن يحمي مواطنيه من تحقيق رغباتهم في حرية، فليقف محايداً، ولا يتولى البحث والقبض والتسليم وتقيد الحرية.

وكذلك حقيقة فالمسلمون في مصر أعجز من أن يقدموا يد العون لهؤلاء؛ إذ أنهم يخافون ويرهبون بطشة الأمن وسطوته.

الأمن الذي سمح للقس بتفتيش حجرات قسم الشرطة على حسب ما ذكرت صحيفة الوفد. ممكن أن نتفهم هذا التصرف من الأمن ، ولكن هل يتفهم الجميع الآن سر غضب المجتمع المصري من الفئة القبطية، وأن الغضب ليس سببه خلاف ديني. ولكن سببه ميراث من الاضطهاد محاولة محو هوية شعب، طمس ديانة أمة مسلمة منذ فجر التاريخ.


وفي ظل هذا أذكر كل من يقدم على الإسلام أن هذا من الابتلاء لمعرفة الصادق من المبطل، كما قال تعالى: "ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين". فإن تحقق فيك الصدق فاعلم أنه سبحانه وتعالى قرر :"ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز".

وأذكرهم هنا بقصة أبي جندل، فقد صالح النبي صلى الله عليه وسلم المشركين على أن يرد من يأتيه مسلما إلي المشركين، فلما أتى أبي جندل النبي صلى الله عليه وسلم أرسل المشركين في طلبه، فسلمهم له وفقا لشروط الصلح، فما كان من أبي جندل إلا أن قتل من قبضوا عليه من المشركين، وهرب إلي ساحل البحر، وصار من يسلم بعد ذلك يذهب فيقيم مع أبي جندل حتى صارت مجموعة قوية، وقاموا بالتعرض لقوافل المشركين الذين منعوهم حريتهم، حتى استجاروا هم بالنبي صلى الله عليه وسلم منهم، وأرسل المشركين للنبي صلى الله عليه وسلم معلنين تنازلهم عن هذا الشرط.

فهذا دينكم ، وحريتكم ، وحايتكم فدافعوا عنها، ولكن ليقف صاحب السلطان على الحياد، فما من أحد يستطيع أن يقف في وجهه؛ أو ليقم العدل.

وختاما : فخيرا موقف الأزهر حتى الآن، عساه أن يظل سندا للحق والعدل، ورحم الله الشيخ كشك لما قال : هم لهم بابا ونحن ليس لنا بابا.

 

المصدر: المرصد الإسلامي لمقاومة التنصير