{فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ}

منذ 2016-06-11

الداعية مع أخيه يعززه ويشدد من أزره ويقوي عضده وساعده.

{إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ} [يس:14] أي: قويناهما بثالث، فصاروا ثلاثة رسل، اعتناء من الله بهم، وإقامة للحجة بتوالي الرسل إليهم (السعدي).

لاحظ كلمة {فَعَزَّزْنَا بِثَالِث} وما في معنى التعزيز من قوة ونصرة، فهي تدل على أن الرسول الثالث جاء مؤيدًا لهما ناصرًا لقضيتهما، لا هادمًا لهما ولا منتقصًا منهما.

هكذا ينبغي أن يكون الدعاة مع بعضهم، يعززون بعضهم بعضاً ويناصرون بعضهم كالجسد الواحد ولاسيما في اجتماع أهل الباطل عليهم.

فسنة الله ماضية بأن الفشل قرين للتنازع، وبأن فتحه ونصره وتوفيقه إلى الجماعة أقرب، لذا ينبغي على الداعية أن يطلب من الله أن يرزقه من يعينه ويشد من أزره ويقف معه شريكا في أمره.

قال موسى عليه السلام: {وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي . هارُونَ أَخِي . اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي . وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي} [طه:29-32].
بل وينبغي أن يبحث عمن يكون أفضل منه في بعض الجزئيات ليقدمه فيها ولا يجد في صدره حرج من الاعتراف بذلك، فلقد قال موسى عليه السلام: {وَأَخِي هارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِساناً فَأَرْسِلْهُ مَعِي رِدْءا} [القصص من الآية:34]
وأخبر ربنا عن فائدة مجيء هارون عليه السلام فقال تعالى: {قالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيك} [القصص من الآية:35]
إذن الداعية مع أخيه يعززه ويشدد من أزره ويقوي عضده وساعده.

 

أحمد عبد المنعم

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام