التعداد الحقيقي للمسيحيين في مصر
والحاصل مما سبق أن خلال المائة والعشرين سنة الأخيرة كانت نسبة المسيحيين بمصر تدور حول 6% بأكثر قليلاً آو أقل قليلاً. وهي تعدت هذه النسبة إلى ما يزيد عن 7% أو 8% في سنوات من 1917م إلى 1947م لأن التعداد كان يشمل قوات الاحتلال البريطاني والجاليات الأجنبية، ثم عادت النسبة إلى ما كانت تدور حوله بعد جلاء القوات البريطانية وخروج كثير من الأجانب من مصر في عهد ثورة 1952م.
12 تعدادًا منذ 120 سنة لم يزد عدد المسيحيين المصريين عن 6%.
الموضوع محسوم ونسبتهم تدور حول الـ 6% منذ التعدادات التي أجراها الاحتلال الانجليزي عام 1897م وحتى آخر تعداد معلن قبل أن تخضع الحكومة للابتزاز وتمتنع عن إعلان التعداد.
وبالمنطق فأن هذه النسبة انخفضت كثيرًا لأن نسبة النمو السكاني للمسلمين تزيد بمتوالية هندسية، يضاف إلى ذلك أن الطوائف المسيحية الأخرى والانتقال للبروتستانتية يجعل أتباع الكنيسة الارثوذكسية يقل عن 5%.
هذا بمناسبة الحملة لإلغاء الديانة في البطاقة الشخصية للتعمية على عدد المسيحيين وأسباب أخرى، والأرقام المضللة التي يعلنها بعض الرموز الكنسية لمزيد من الابتزاز.
أنقل لكم ما كتبه المستشار طارق البشري المؤرخ المصري الكبير في كتاب "الدولة والكنيسة" وهو كتاب مهم لفهم الكثير من الحقائق.
يقول المستشار طارق البشري:
نحن بلد لديه تعداد رسمي للمواطنين بمصر والقاطنين بها منذ عام 1897م، وأجرى خلال هذه الفترة اثنا عشر تعدادًا شاملاً، أجرتها الدولة المصرية في عهودها المختلفة عبر هذه الفترة، إذ كانت محتلة من الانجليز ثم مستقلة، وكانت ملكية ثم جمهورية ورأسمالية ثم اشتراكية وتعددية ثم شمولية ثم بين بين، وقامت فيها من قديم ما سمي "مصلحة المساحة" قادها إنجليز وفرنسيون وأقباط مصريون ومسلمون مصريون، ويتولى التعداد الآن منذ عقود عديدة جهاز سيادي يعرف بالجهاز القومي للتعبئة والإحصاء.
هذا الجهاز قدر المسيحيين في مصر إلى عموم الشعب من المواطنين بنسبة 6,3 % في سنة 1897م، وبنسبة 6,4 % في سنة 1907م، وبنسبة 8,1 % في سنة 1917م، وبنسبة 8,3 % في سنة 1927م، وبنسبة 8,2 % في سنة 1937م، وبنسبة 7,9 % في سنة 1947م، ثم تعدلت سنة الإحصاء لإدخال المزيد من الأساليب العلمية به، فجرى إحصاء تجربة في سنة 1960م كانت النسبة فيه 7,3 %، ثم صارت 6,7 % سنة 1966م في التعداد العام الفعلي، ثم بنسبة 6,24 % في سنة 1976م، ثم بنسبة صارت إلى أقل من 6 % في تعداد سنة 1986م، ثم امتنعت الحكومة في التعدادين التاليين لسنتي 1996م و2006م عن إذاعة العدد ونسبته بعد أن أثار أقباط المهجر لغطًا واجهه النظام السياسي كعادته في هذه الفترة الأخيرة بالتراجع والتكتم.
والحاصل مما سبق أن خلال المائة والعشرين سنة الأخيرة كانت نسبة المسيحيين بمصر تدور حول 6% بأكثر قليلاً آو أقل قليلاً. وهي تعدت هذه النسبة إلى ما يزيد عن 7% أو 8% في سنوات من 1917م إلى 1947م لأن التعداد كان يشمل قوات الاحتلال البريطاني والجاليات الأجنبية، ثم عادت النسبة إلى ما كانت تدور حوله بعد جلاء القوات البريطانية وخروج كثير من الأجانب من مصر في عهد ثورة 1952م.
عامر عبد المنعم
كاتب صحفي
- التصنيف: