إحياء السنن المهجورة - النافلة حياة البيوت

منذ 2016-06-22

من أبرز السنن المهجورة ترك صلاة النوافل فى البيوت, رغم أن الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم تأديته النوافل فى بيته, عن عبد الله بن شقيق قال سألت عائشة عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تطوعه فقالت كان يصلي في بيتي قبل الظهر أربعا ثم يخرج فيصلي بالناس ثم يدخل فيصلي ركعتين وكان يصلي بالناس المغرب ثم يدخل فيصلي ركعتين ويصلي بالناس العشاء ويدخل بيتي فيصلي ركعتين وكان يصلي من الليل تسع ركعات فيهن الوتر وكان يصلي ليلا طويلا قائما وليلا طويلا قاعدا وكان إذا قرأ وهو قائم ركع وسجد وهو قائم وإذا قرأ قاعدا ركع وسجد وهو قاعد وكان إذا طلع الفجر صلى ركعتين . وكلام عائشة رضى الله عنها يدل على أن ذلك كان هديه في النوافل لاسيما الراتبة الا التى شرعت جماعة. وعن زيد بن ثابت ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اتخذ حجرة - قال : حسبت أنه قال : من حصير - في رمضان فصلى فيها ليالي ، فصلَّى بصلاته ناسٌ من أصحابه فلما علم بهم جعل يقعد فخرج إليهم ، فقال : قد عرفت الذي رأيت من صنيعكم فصلُّوا أيها الناس في بيوتكم فإن أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة .
أما فوائد صلاة النافلة في البيت فعديدة نذكر منها:
1-    إقامتها في البيوت إحياء للبيوت, لأن عدم إقامتها فيه تجعلها كالقبور من الوحشة والنفور, عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم ولا تتخذوها قبوراً»  .
2-    الصلاة في البيوت نور لها؛بما تبثه من طمأنينة وما يترتب عليها من انشراح الصدر , وذلك من بركة الصلاة, وقال عمر بن الخطاب وزيد بن ثابت رضي الله عنهما: "صلاة المرء في بيته نور فنوروا بيوتكم" ."وَالصَّلاَةُ نُورٌ"رواه مسلم. 
والصلاة من أسباب الراحة وكان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: ««قُمْ يَا بِلَالُ فَأَرِحْنَا بِالصَّلَاةِ»» . قول الله تعالى : { إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَر }  كل ذلك من بركة الصلاة فإن كان ذلك فى البيت كانت بركته على البيت ومن فيه.
3-    التربية بالقدوة العملية للأبناء وتذكيرا للزوجة, وحثا لها على آداء الصلاة لأن النساء يضعف عندهن جانب الدين مقارنة بالرجال.
مَشى الطاووسُ يَوماً بِاختيالٍ -- فَقَلَّدَ شَكَلَ مَشيَتِهِ بَنوهُ
قال عَلامَ تَختالونَ،قالوا -- سَبَقْتَ بِه ونَحنُ مُقَلِّدُوهُ
ويَنشأُ ناشِئُ الفتيانِ مِنَّا -- على ما كان عَوَّدَهُ أَبوهُ
4-    قال ابن قدامة :والتطوع في البيت أفضل … ولأن الصلاة في البيت أقرب إلى الإخلاص ، وأبعد من الرياء ، وهو من عمل السر ، وفعله في المسجد علانية والسر أفضل . 
5-    "وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ" جعلها الله تعالى من المعينات على الهموم والبلايا, يطفئ الله به ظلمة الشحناء ويستبدلها بالسكينة والتواد بين أهل البيت, فكيف إذا إقيمت في البيوت على النحو المذكور؟ تجلو ما قد يكون في نفس الرجل من أهل بيته وتعمر قلبه بالسكينة والهدوء في تلقيه أمور بيته.

 

  1.  رواه مسلم ( 730 )
  2. رواه البخاري ( 698 ) ومسلم ( 781 )
  3.  رواه البخاري ( 422 ) ومسلم ( 777)
  4. أخرجه ابن أبي شيبة (2 / 60-61)، وينظر: شرح البخاري لابن بطال (3 / 176)، وأثر عمر فيه انقطاع فعاصم بن عمرو لم يسمع منه. وليس في أثر زيد " فنوروا بيوتكم".
  5.  أخرجه أبو داود (4985)
  6.  " المغني " ( 1 / 442) .

محمد سلامة الغنيمي

باحث بالأزهر الشريف

المقال السابق
سترة المصلي
المقال التالي
الصلاة في الحذاء