جناية شنودة الثالث على مصر والأقباط

منذ 2010-07-24

الكيان النصراني الموجود الآن في مصر إفرازٌ لحراكٍ نصراني متطرف بدأ في العقد الثالث من القرن الميلادي الماضي بهدف الحفاظ على الأقباط من الذوبان بفعل إرساليات التنصير الكاثوليكية والبروتستنتية القادمة مع المحتل الإنجليزي ..


الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وعلى آله وصحبه ومن أحبه واتبع هديه :ـ
الكيان النصراني الموجود الآن في مصر إفرازٌ لحراكٍ نصراني متطرف بدأ في العقد الثالث من القرن الميلادي الماضي بهدف الحفاظ على الأقباط من الذوبان بفعل إرساليات التنصير الكاثوليكية والبروتستنتية القادمة مع المحتل الإنجليزي ؛ ظل هذا الحراك المتطرف المتحزب ينمو حتى تمكن من السيطرة على الكنيسة بعد أن رحل المحتل في خمسينيات القرن الماضي . تكونت عند هؤلاء المتطرفين الثائرين آلية للعمل وبرزت كوادر مغامرة تربت في محاضن العمل السري ، وراح هؤلاء الثائرون على الكنيسة المحتلون لها يخططون للسيطرة على مصر . وإقامة كنيسة الرب على أرضها . وبدأ العمل الثوري لتنفيذ هذا الحلم . بدأ هذا العمل ضد المسلمين لا ضد الكاثوليك والبروتستانت!! .

والسؤال لم بدأ هذا العمل ضد المسلمين لا ضد الكاثوليك والبروتستانت ولم يكن المسلمون هم الهدف من نشأة جماعة الأمة القبطية ؟ ، لم . ولم يكن المسلمون خطراً يتهدد الأقباط إذ لم تكن دعوة الأقباط إلى الإسلام شغل يشغل القائمين على الدعوة في مصر ؟ ، قد كان الحال مستقراً بين المسلمين والنصارى .

السبب من وجهة نظري أن العمل السري كان قد أثمر حين رحل المحتل ، وأن الكوادر التي تكونت رأت أن من المستحيل الصدام مع نصارى الغرب وأن الجانب الأضعف هو المسلمون ولذا اتجهوا إليهم .
أضف إلى ذلك أن فترة الستينيات كانت فترة تحالف فيها نصارى الغرب ( الكاثوليك ) على تنصير العالم وأعلنوا ذلك في مؤتمرات ، وهموا بدعم كل طوائف النصارى لتنصير العالم فكان الداعي للإفادة من الغرب أكبر من الداعي للصدام مع الغرب . وانتهى الأمر بأن راح هؤلاء يخططون للسيطرة على مصر كلها وطرد المسلمين منها وأول من أعلن ذلك هو شنودة الثالث هذا أو ( الراهب المقاتل ) كما يسميه بعضهم ، أعلن ذلك في محاضرة ألقاها في الأسكندرية بعد تنصيبه بطريركاً تناقلت هذه المحاضرة وانتشرت .


محاور العمل عند شنودة الثالث وكيف أنها أصبحت أسباب انهيار ؟!

بدأ العمل على عدة محاور :
منها إيجاد ذراع خارجية ، ما عرف بأقباط المهجر . وهم منتشرون في شرقها وغربها .. في استراليا وأوروبا وأمريكا الشمالية والجنوبية وأفريقيا . ولهم علاقة مباشرة بالكنيسة ، بل تحركهم الكنيسة . وجملةً ليس بينهم توجه يعارض الكنيسة ، بل تعاون فكري ومادي . وما يشبه التمثيليات التي تحاك بالتعاون المشترك بين الداخل والخارج ، واستعمل هؤلاء في التشهير بمصر بالخارج ، أو تدويل بعض الأحداث الفردية الصغيرة . وقد لاقى هؤلاء قبولاً في ظل سياسة أمريكا الرامية إلى إدارة المشاكل لا حلها .

ومنها إعداد الصف الداخلي فكرياً . بعد سيطرة جماعة الأمة القبطية على الكنيسة في خمسينيات القرن الماضي تكونت فاعلات كثيرة طالت المنتسبين للكنيسة القبطية الأرثوذكسية وخاصة الأطفال والشباب ، تمثلت جملةً في تفعيل دور الكنيسة ، وكان الهدف من تنشيط دور الكنيسة هو تثقيف النصارى بثقافة مغلوطة عن وضعهم في مصر وثقافة مغلوطة عن الإسلام ، فكان حديثهم عن أن الإسلام ليس بدين ، وهو الدين {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ }آل عمران19، وعن أنهم مظلومون ولا منتصر . ولذا تجد أن عامة من يتحدث منهم الآن يرجع الظلم الواقع على هؤلاء ـ بزعمهم الكاذب ـ إلى عهد الثورة ، يقولون بدأ الظلم بعهد الثورة ، وتجد تفسيرات خفيفة مضحكة ، يقولون عهد مجيء الإخوان وحكمهم لمصر ، سمعت هذا الهراء من شنودة الثالث ومن ساويريس ومن صبيان البالتوك وكثيرين ممن يتحدثون منهم .

والحقيقة أن لا ظلم عليهم من الثورة فقد كان عامتهم أذلة يثيرون الأرض ويسقون الحرث ، ولا يجدون رواتب قساوستهم ، وجاءهم الفرج على يد عبد الناصر .. هو الذي بنى كاتدرائيتهم في العباسية ، وأقرضهم من مال الدولة ، والثورة لم تأت بالإخوان وإنما حاربت الإخوان بعد قيامها بعامين فقط ، والإخوان لم يكونوا يوماً طرفاً معادياً للنصارى وأقرب شاهد الآن أنهم يدعمون مرشحين أقباط ويتعاطون بإيجابية مع قضايا الأقباط حتى أن دستور حزبهم المؤمل خطته يد نصراني على حد قول عمرو أديب في الحلقة التي استضاف فيها شنودة .
وهؤلاء يؤرخون للاضطهاد بالثورة بدون وعي ، والحقيقة أن مع مجيء الثورة جاءت جماعة الأمة القبطية للقيادة الكنيسة ، وقامت الفعاليات التي تزرع الكراهية في صدر النصارى ضد بلدهم والمسلمين فظن كلٌ أن الاضطهاد بدأ بالثورة . الثقافة الكاذبة التي زرعت في الصدور أن ثم اضطهاد هي التي جاءت مع الثورة .


نشاط الكنيسة الفكري ، ورداءة الطرح الذي قدمته للمنتسبين لها أخرج جيلاً متعصباً حاقداً على الإسلام وعلى المسلمين بل وعلى بلده مصر .
وتطور هذا المحور لاحقاً حين لم يجد معارضا من المسلمين فنشط في اتجاه تنصير المسلمين .

والمتأمل في الخطاب الذي خرج من نصارى مصر فيما سمي بالتبشير بالنصرانية في مصر يعلم جيداً أن أقل ما يوصف به هو ( سوء الأدب ) ، فمع أن عامة المتحدثين ممن شابت رؤوسهم كزكريا بطرس ومرقص عزيز إلا أنه هؤلاء لم يحترموا شيبتهم ، كانوا كذبة ، وكانوا عديمي الأدب ، قدموا خطاباً منحطاً لأبعد درجة ، بدت حالة نفسية أكثر منها حالة دعوية ، بدت وكأنها نفوس مكلومة جاءت تنفس عن ما في صدرها على المسلمين ، بدوا وكأنهم مقاتلون يشنون الغارة لا دعاة محبة كما يزعمون . وهذا نتاج طبعي جداً للنشاط الكنسي الذي اشتد في عهد شنودة الثالث وملأ هؤلاء بالكذب على الإسلام ونبي الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .


وأخطر ما أرصده في هذا الصدد هو طبيعة الخطاب النصراني الذي امتلأت به صدور هؤلاء .. إنه خطاب استعلاء عدائي . وهذا خطر جداً ولابد من تفكيك هذا الخطاب بتعريف النصارى بأنهم أذلة كثروا أو قلوا .. فلا كرامة لكافر كونه لا يعبد الله ، ونصارى مصر أخص ذلك أنهم يعتقدون فكراً قبيحاً مناقضاً للمعقول ، فلا يكرم من يقول بأن الله ـ تعالى ربي وتقدس سبحانه وعز وجل ـ تكون في رحم امرأة ونزل من فرجها ودرج بين الأطفال يأكل ويشرب ويبول ويتغوط ثم قبض عليه وأهين وصلب ، إنه قول قبيح ، وإن تعظيم الصليب عمل يضاد المعقول إذ كان عليهم إهانته لا تعظيمة ، ثم بعد ذلك هم قلة وليس للقلة أبدا أن تتحكم في الكثرة .
كان التنصير من المحاور الرئيسية التي نشط عليها شنودة وحزبه ، ولا تسمع لمن يقول بأن التنصير فعل ( أقباط المهجر وحدهم ) ، أبداً . فأقباط المهجر من رعايا الكنيسة أو لم تحرمهم الكنيسة ، والمبرزين فيهم محل رضا عند الكنيسة بل كانوا من رؤوسها ، وأقرب شاهد على ذلك هو القمص المتطرف مرقص عزيز ، وزكريا بطرس يلتقي شنودة ، ودافع عنه شنودة في لقائه مع عمرو أديب حين ادعى أنه يتكلم بعلم وعلى المسلمين فقط الرد عليه .
كلها من صنع يد شنودة الثالث هذا ، أو بالأحرى يمسك بخيوطها شنودة الثالث هذا ، ومسؤوليته عما يحدث مسؤولية مباشرة .
ومنها المرتدون ، وهم قلة ، كانت الإفادة من هؤلاء تتجه نحو إخراجهم من مصر وتفعيلهم بالخارج ضمن الخطاب التنصيري ، ورأينا كيف أن غير قليلٍ ممن يظهرون في قنوات التنصير من المرتدين ، وبعضهم كاذب فلم يكن يوماً مسلماً ، ثم امتطت الكنيسة هؤلاء لإثارة الفتنة في مصر ، تحارب بهم المجتمع ، وتستفز بهم الكثرة من المسلمين ، وذاك في حديثها عن المادة الثانية من الدستور ، وفي حديثها عن حد الردة في الإسلام والسماح للناس بالكفر .


واصطدم شنودة بصخرة

هذه هي أهم المحاور الرئيسية التي عمل عليها النصارى بقيادة شنودة الثالث . وبعد أربعة عقود من العمل الدءوب انقلب السحر على الساحر . أصبحت هذه المحاور مصدر إزعاج للكنيسة المصرية ، وبذلك جنى شنودة الثالث على النصرانية . فلم يزرع غير الشوك ولن يجني غير ثمراتٍ خبيثة ، وقد أينعت وبدأ قطافها بحول ربي وقوته .
لم يكن شنودة ( وجماعة الأمة القبطية عموماً ) موفقين حين ظنوا أن باستطاعتهم إخراج المسلمين من مصر أو تنصيرهم ، كان عليهم أن ينتبهوا إلى أن مصر ـ والأمة الإسلامية كلها ـ تعيش حالة صحوة إسلامية ، وأن يداً قوية آثمة حاولت البطش بالصحوة وتذويبها وفعلت ما لا يقدر على عشره معشاره شنودة الثالث ولم تستطع شيئاً ، كان عليه أن يتذكر أن مصر في قلب العالم الإسلامي وليست متطرفة مكاناً كما الأندلس قديماً ، وكان على شنودة أن يستحضر أن الأمة الإسلامية عموماً والمصرية خصوصاً تعالج من قرنين من الزمان ومن القوى العالمية الكبرى ـ كما يسمونها ـ التي تمتلك كل أسباب المعالجة الفكرية والعسكرية كي تترك دينها ولم يفلح معالجوها بل راحت تستمسك بدينها . أو كان عليه ـ إن أبى إلا أن يخرج من طوره ويرتدي غير ثوبه ـ أن يكون عاقلاً ويراعي السنن الربانية في تغيير الشعوب .
علم اتكأ شنودة ؟؟
لا شيء !!

إن منشأ هذا التفكير والسير في هذا الاتجاه هو طبيعة نفسية شنودة ومَن حوله . والمعطيات الأخرى من دعم القوى العالمية وضعف الداخل ووجود يسر في الحالة المادية عوامل مؤقتة لا تصلح للنهوض بمشروع كهذا . إن هؤلاء يبحثون عن دورٍ تاريخي ، ويغامرون من أجل رفع رصيدهم الشخصي ، وكل المعطيات العقلية والتاريخية والواقعية تدفعهم ليرجعوا ، ولم يرجعوا ،فماذا كانت النتيجة ؟
صحوة المسلمين : باستقراء حال من يقفون في وجه نصارى مصر الآن تجد أن هناك إجماع لا يكاد ينخرم بحالة واحدة على أنهم جميعاً جاءوا بعد أن سمعوا النصارى يسبون النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأمهات المؤمنين .
وأهم من هذا أن هذه الظاهرة تتطور في ذاتها ، فقد أصبح هؤلاء يصنفون الكتب ويعقدون المناظرات ، ويغلبون أعلى التخصصات في النصرانية ، وحال عبد المسيح بسيط أستاذ اللاهوت الدفاعي معهم مشهور معروف .
وفضلاً عن أن هذه الظاهرة تتطور في ذاتها فعما قريب يتم دعمها من التوجه الإسلامي العريض المنتشر في مصر ، أعني السلفي وغير سلفي ، ودخول هؤلاء ـ وقد بدأت بشائر الدخول بالفعل ـ يعني اتساع رقعة التصدي للنصرانية واتساع قوة الصدام الفكري الذي لن يصمد له شنودة . بل وامتداده عبر الزمن ، فلن ينس الناس ما تعلموه من حال النصرانية وما عرفوه من هذه التجربة ، فلم يزد شنودة على أن وضع دراسة دينه وبيان عواره على مناهج الصحوة الإسلامية ، ولم يزد شنودة على أن جعل دعوة الأقباط هدفاً عند كل العاملين للدين .

قد كان غبياً مَن قرر أن يدعو لدينه بالكذب وسوء الأدب على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأمهات المؤمنين . وقد كان شنودة غبياً حين أرسل صبيانه يتحدثون لعامة الناس . إن استحضار العامة للمشهد كارثة يتضح شيء من أثارها حين يشب صدام صغير في قرية منزوية بين مجموعة من النصارى وعامة المسلمين . ولا أدري كيف يفكر شنودة ورعايا الكنيسة في كل مكان .
فقط أبين أن من عشر سنوات فقط لم يكن دراسة النصرانية هدف عند الشرعيين فضلا عن المثقفين فضلا عن غيرهم فقط كان يدرس النصرانية قلة في التخصصات العليا الجامعية لنيل شهادة علمية . والآن تغير الحال .
وإن التحدي الآن ـ أتحدثُ للمهتمين بالتصدي للنصارى ـ في ضبط النفس والبيان للناس المسلمين والأقباط ، نعرفهم بما يدعوهم إليه شنودة الثالث ، ونعرفهم بما بالله ـ سبحانه وتعالى وعز وجل ، ورسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وما أنزل على رسوله ، وأن في شرعنا نجاتهم ( خلاصهم ) في الدنيا والآخرة ، وأن في اتباع شنودة هلاكهم في الدنيا والآخر .


قدّم شنودة بغباوته شيئاً ثميناً لنا حين حشد العوام وعلينا أن نستعين بالله ونتحدث الآن . إنها والله بشائر نصر . وعما قريب يخزي الله هذا الوضيع المدعو شنودة الثالث ومَن حوله . ومن المبشرات التي يشتد بها العزم :

تفرق صف النصارى
الخطاب الحماسي الاستعلائي يعطي الجماهير شيئا من النشوة والإحساس الكاذب بالذات ، ثم يسوقهم إلى حيث لا يريدون ، أو إلى عكس ما يتلى عليهم ، تماماً كما كان خطاب الثورة المصرية وقبلها الفرنسية في أوروبا . وإن مدققاً يرقب الصف النصراني القبطي الأرثوذكسي يعي جيداً أنه بدأ يتصدع ، فأقباط المهجر أصبحوا أصحاب قرار ولهم حسابات خاصة ولابد أنها ستصطدم مع الكنيسة ، وأقل سلبياتها غداً أن يأتي قوياً للسلطة لا يرضى بإهانته والتشهير به في الخارج من قِبل أقباط المهجر ، وكلما هاج هؤلاء ذهب هو لمن تحت يده يضغط عليهم ليسكت مَن بالخارج ، وبذلك تصبح الذراع الخارجية أداة للضغط على الكنيسة ، وإن من بالخارج غداً غير الذين كانوا بالأمس وغير الأولي نراهم اليوم . الذين كانوا بالأمس كانوا على تواصل وتعاضد مع الداخل فهم شركاء . والذين باليوم وسط منتفعون وأصحاب قضية ، والذين بالغد علمانيون أو بروتستانت ونفعيون سيتحولون إلى الأضعف وإلى من يقف بينهم وبين مصالحهم ، ولو انتشرت بينهم مشاكل اجتماعية ـ كالطلاق مثلا وقد انتشر الآن بين الداخل ـ فلن يصبروا على شنودة ومن معه ، وسيركبون إليه .

وهذا الأمر ليس استثناء أبداً ، فمن يرقب حديثهم يعلم أن الاتهام بالبروتستانتية منتشر ، ومن يدقق أكثر في عقائد كثير من المتصدرين يجد أن كثيراً منهم ليسوا أرثوذكس خلص وإنما متأثرين بغيرهم ، ومن يدقق أكثر يعلم أن هناك قنابل موقوتة فكرية بين الأقباط لو اشتد الخطاب الإسلامي انفجرت بينهم وشُغلوا بأنفسهم ، ليس أكبرها مخرجات القمص ( متى المسكين ) وأتباعه من رهبان دير ( مقاريوس ) وخلافة شهير مع شنودة الثالث ، ولا جورج حبيب بباوي وتكفيره لشنودة الثالث ، وإنما قد بدأ الناس يطالبون بالرجوع للكتاب ( المقدس ) وهذا يعني إسقاط الموجود الآن كله . واسمع لهذه :

الأقباط يطالبون بالحجاب

بعد أن شاع الحديث عن الحجاب ، وكيف أنه شريعة الله في الإسلام والنصرانية واليهودية ، وأن لا يحل للمرأة مهما كان دينها أن تتبرج ، بعد أن شاعت هذه الثقافة التي أخرجها للناس ـ فيما أعلم ـ الباحث الأستاذ سامي عامري في كتابه القيم ( الحجاب شريعة الله في الإسلام واليهودية والنصرانية) ونقل كلامه للعامة الشيخ محمد الزغبي ـ جزاه الله خيراً ـ ، خرج بين النصارى من يطالب بالحجاب في دينهم . وأقل ثمرات هذا الخطاب أنه شق للصف النصراني ، واستفراغ لجهدهم ، ووهن يفت عزمهم . ويصلح الله به من في قلبه خير منهم .

ولا تستقل هذا ، فقد كان من ثمرات الحملات الصليبية على العالم الإسلامي شق صفهم بالبروتستانتية . ثم وهن عزيمتهم عن غزو المسلمين عسكرياً مرة أخرى حتى جاءت العلمانية ـ وهي دين جديد ـ .
فكلما زادت مساحة الخطاب الديني ـ وخاصة العاقل المؤدب ـ الموجه للعوام رأيت عجباً . فالله الله أن يتقدم كل بما يستطيع . بالتي هي أحسن لا ضعفاً ولا خوراً ، وإنما عوامهم لا جرم لهم . الجرم في شنودة وأمثاله ، وما هاج هؤلاء علينا إلا لثقافة مغلوطة بثها قومهم فيهم ، وإن فهمت العامة أقبلت أو خذلت من يترأس فيها حال البأس ، وتدخل في دين الله أفواج حين يُصرع الملأ ، وهذا ما حدث مع الدعوة الإسلامية ، ويحدث مع كل الدعوات المقنعة .


ويتطاولون على شنودة

بل بدا بينهم من يتطاول على شنودة ، من يكفره .. ومن يسخر منه .. ومن يقاضيه في المحاكم ... ومن .. ومن .. هذا وهو بين أظهرهم يقول ويفعل ، فكيف لو وهن أو جاءه مَن يأخذ على يديه ؟؟ !!
أصبح التندر من شنودة حديثاً نراه ، نعم على نراه على بُعد وبصوتٍ خافت ولكنه موجود ولم يبق إلا دعمه بمزيدٍ من البيان للناس بحال شنودة هذا هذا .


المرتدون

المرتدون من الثمار النكدة التي جناها شنودة الثالث ، فهؤلاء كالجمر يحمله شنوده في ثوبه . وتكمن خطورتهم في أنهم نوعية رديئة جداً من الناس ، فاسدون في أنفسهم مفسدون حلُّوا أو ارتحلوا ، ولك أن تتدبر في حال نجلاء الإمام ، ومحمد رحومة ، والمدعو أحمد أباظة . لصوص يبحثون عن المال ، وأهل فتنة وشغب داخل الصف النصراني ، وجملةً هؤلاء ثمار نكدة يمكن تفعيلها ضمن الخطاب الإسلامي فقط بكشف حالهم . لنبين للناس طبيعة مَن يستجيب للخطاب التنصيري .

لم يعد شك في أن شنودة الثالث زرع الشوك ، وأثمر زرعه وبدأ حصاده ، وعبأ جيوبه جمراً يحرقه بحول ربي وقوته ، واصطدم بصخرة ، وهب له مَن لن تهدأ صولته ـ بمشيئة ربي وحوله وقوته ـ حتى تكون العزة لله ورسوله وعباده المؤمنين ، وتولى عنه من شجعه ورعاه ، وهاج عليه من كان بالأمس مولاه .

هذا هو حصاد شنودة الثالث .

يأتي هذا المقال ضمن التفاعل مع بيان جبهة علماء الأزهر عن شنودة الثالث ، ومع الحملة التي أطلقها إخواني الكرام للقبض على شنودة الثالث ومحاكمته .

رابط بيان جبهة علماء الأزهر ( وفيه سرد لبعض جرائم شنودة في حق مصر )




رابط الحملة المطالبة بمقاضاة شنودة على جرائمه .( وأرجو المشاركة ولو بنشر الرابط والدعاء للقائمين عليها فقد طغى شنودة وبغى ) .


رابط موقع المرصد الإسلامي




محمد جلال القصاص
ظهر الثلاثاء
8 شعبان 1431 هـ
21 / 7 / 2010 م