لصحتك في أيام الصيام
{بسم الله الرحمن الرحيم }
كما نستمتع بالصيام نهارا فإن لنا أن نستمتع أثناء الفطر ليلا، وتنظيم عادات الأكل وسلوكيات تناول الطعام تجعلنا نتلذذ بصومنا وبطعامنا، ولهذا نذكر بعض السلوكيات التي تعيننا على صوم رمضان وقضاء أيامه ولياليه براحة ومتعة وبدون مشاكل صحية:
• الإفطار على تمرات وقليل من الماء كما جاء في سنة حبيبنا -صلى الله عليه وسلم- فالسكريات الموجودة في التمر سهلة الامتصاص وسريعة الوصول إلى الدورة الدموية، وهذا أول وأهم ما نحتاجه بعد ساعات طويلة من الامتناع عن الطعام.
• صلاة المغرب: فقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعجل فطره على تمرات أو ماء، ثم يعجل صلاة المغرب، ويقدمها على إكمال طعام إفطاره. وفي ذلك حكمة نبوية رائعة. فتناول شيء من التمر والماء ينبه المعدة تنبيها حقيقيا، وخلال فترة الصلاة تقوم المعدة بامتصاص المادة السكرية والماء، ويزول الشعور بالعطش والجوع. ويعود الصائم بعد الصلاة إلى إكمال إفطاره، وقد زال عنه الشعور بالنهم للطعام. ومن المعروف أن تناول كميات كبيرة من الطعام دفعة واحدة وبسرعة قد يؤدي إلى انتفاخ المعدة وحدوث تلبك معوي وعسر هضم.
• احتساء طبق الحساء الدافئ مهما كانت مكوناته. فالحساء أو الشوربة الدافئة قبل الطبق الرئيسي لها دورا مهما وذلك لتهيئة المعدة وتنشيطها بعد ساعات من الراحة.
• يأتي بعد ذلك طبق السلطة الطازجة لملأ المعدة بأطعمة ذات سعرات حرارية منخفضة حفاظًا على الوزن المعقول. ومن الضروري عدم التهام الطعام بسرعة والتأني في مضغه حتى لا يصاب الصائم بعسر الهضم.
• ثم يأتي دور الطبق الرئيس على الإفطار الذي يحتوي على اللحوم والنشويات أو الأسماك. وينبغي التأكيد على أن وجبة الإفطار لا تعتبر تعويضا عن ساعات الجوع بل تغذية الجسم حسب حاجته مما أنعم الله علينا من أصناف شتى من الأغذية التي لكل منها فائدة، فهناك الحبوب والبقول واللحوم والحليب ومشتقاته والفواكه والخضراوات، والوجبة الصحية المتوازنة هي خليط من هذه الأصناف وبكميات معتدلة ليحصل الجسم على جميع العناصر الغذائية الأساسية
• الحذر من الإفراط في تناول المنبهات مثل الشاي والقهوة. وللأسف فإن عددا كبيرا من الصائمين لديهم هذه العادات الخاطئة من أجل السهر ليلا والنوم نهارا دون الانتباه إلى مضار هذه المنبهات.
• بعض الناس يلجأ إلى النوم بعد الإفطار مباشرة، إلا أن النوم بعد تناول وجبة طعام كبيرة ودسمة قد يزيد من خمول الإنسان وكسله. ولكن لا بأس من الاسترخاء قليلا بعد تناول الطعام.. وتظل النصيحة الذهبية هي ضرورة الاعتدال في تناول الطعام، ثم النهوض لصلاة العشاء والتراويح، فهي تساعد على هضم الطعام، وتعيد النشاط والحيويه.
• من الأفضل تناول الحلويات بعد ساعتين أو ثلاث من الإفطار. وعلى الصائم مراقبة ما يتناوله من حلويات، لاسيما أن شهر رمضان يتميز عن باقي شهور السنة بأصناف خاصة من الحلويات يقبل الناس على تناولها بكثرة، فالاعتدال مهم جدا مع اختيار الأصناف التي تحتوي على سعرات حرارية أقل حسب مكوناتها. وباستطاعة الصائم أن يتناول طبقا من سلطة الفواكه بدلا من قطعة كنافة أو بقلاوة، أو حلوى قمر الدين بدلا من البسبوسة لتجنب زيادة الوزن.
• من الأهمية بمكان ممارسة رياضة المشي لمدة ربع ساعة يوميًا بعد الإفطار بساعتين على الأقل، وذلك من أجل هضم الطعام بشكل جيد، وهو الأمر الذي يفيد الجسم عامة والوجه بشكل خاص، والرياضة تساعد على تنشيط الدورة الدموية في الوجه وتخلص من تراكم الدهون والأتربة مما يجعل البشرة أكثر جمالاً.
10 - عدم إغفال وجبة السحور فهي ضرورية للصائم لتساعده على تحمل ساعات طويلة من الامتناع عن الطعام, كما أنها تفيد في منع حدوث الإعياء والصداع أثناء نهار رمضان، وتخفف من الشعور بالعطش الشديد.
11- في وجبة السحور يجب على الصائم تجنب تناول الأطعمة المالحة مثل المخللات أو الزيتون المالح والجبنة المالحة للحد من الشعور بالعطش، ويستحسن أن يحتوي طعام السحور على أغذية سهلة الهضم كاللبن الزبادي والعسل والفواكه وغيرها. ويستحسن تجنب استعمال الأغذية المحفوظة، أو الوجبات السريعة التحضير.
12 - البعض يعتقد بأن شرب الماء والسوائل بكثرة أثناء السحور سيمنع العطش، وهذا اعتقاد خاطئ لأن الجسم يتخلص فورا من الكميات الزائدة من السوائل عن طريق التبول. وجدير بالذكر أن الأطباء ينصحون الصائم بعدم شرب السوائل المثلجة عند بداية الإفطار لأنها لا تروي العطش كما يعتقد البعض، بل تؤدي إلى انقباض الشعيرات الدموية وبالتالي ضعف عملية الهضم، إلى جانب أن شرب السوائل السكرية والمشروبات الغازية مع وجبة الإفطار يحد من كفاءة الهضم ويملأ المعدة، إضافة إلى ضعف القيمة الغذائية لهذه الأنواع من المشروبات. إلا أن شرب كوب واحد من العصير الطازج لن يؤثر على كفاءة الهضم وهو أكثر فائدة عن غيره من المشروبات.
12- قال -صلى الله عليه وسلم-: « » [متفق عليه].. فمن المعلوم أن الغضب يزيد من إفراز هرمون الأدرينالين في الجسم بمقدار كبير، وإذا ما حدث ذلك في أول الفطار ( أي أثناء هضم الطعام ) فقد يضطرب الهضم ويسوء الامتصاص، وإذا حدث أثناء النهار تحول شيء من الجليكوجين في الكبد إلى سكر الجلوكوز ليمد الجسم بطاقة تدفعه للعراك، وهي بالطبع طاقة ضائعة. وقد يؤدي ارتفاع الأدرينالين إلى حدوث نوبة ذبحة صدرية عند ذوى الاستعداد لهذا المرض، كما أن التعرض المتكرر للضغوط النفسية يزيد من تشكل النوع الضار من الكولسترول، وهو أحد الأسباب الرئيسية لتصلب الشرايين.
13- الإمساك الذي يعاني منه بعض الصائمين يعود سببه إلى نوعية الأطعمة التي يتناولونها.. فعلى الصائم أن لا ينسى الفواكه والخضراوات لأنها تحتوي على نسبة جيدة من الألياف التي تمنع الإمساك وتنظم حركة الأمعاء وتعطي شعورا بالشبع فتقلل من كمية الطعام المتناول، وبالتالي تساعد في المحافظة على الوزن. كما أن الصائم يستطيع التنوع في مصادر الفواكه والخضراوات لكي يستفيد منها جسمه لما تحتويه من فيتامينات ومعادن وكمية عالية من السوائل التي تحد من شعوره بالعطش.
15- لا ننسى احتساب النية في جميع أعمالنا في الأكل والنوم والرياضة وقراءة القرآن, فلننوي بكل ذلك حفظ صحتنا لتقوى على طاعة الله فنحصل خيري الدنيا والآخرة ونعيش في ظلال قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام:162]
د/ خالد سعد النجار
alnaggar66@hotmail.com
خالد سعد النجار
كاتب وباحث مصري متميز
- التصنيف: