الدين النصيحة

منذ 2016-07-24

أما النصيحة للمسلم فهي الأخذ بيده إلى الخير وما ينفعه، وإبعاده عن الشر وما يضره وأهميتها أهم من الطعام والشراب، فبها صلاح حال الأمة ونجاة سفينة المجتمع ونشر الفضائل وكبت الرذائل والأخذ بالمسلم إلى الصالح العام والخاص.

كلمات كررها رسول الله  صلى الله عليه وسلم  في توجيهاته للأمة، على مثل هذا النحو (ثلاث مرات)، وتكراره لها إنما يعني أهميتها في الدين الحنيف، وأن الدين كله (ظاهرًا أو باطنًا) ممكن اختصاره في النصيحة وهي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

والنصيحة تكون لله ولكتابه ولرسوله ولأمة المسلمين وعامتهم. كما ورد في الحديث الصحيح، والذي قال عنه العلماء أنه أحد الأحاديث الأربعة التي تجمع الدين.


1. فأما النصيحة لله تعالى: فالاعتراف بوجوده ووحدانيته وكمال صفاته وقدرته في كونه على وجه لا يشاركه فيه أحد.
2. والنصيحة لكتابه الكريم: فبحفظه وتدبره والعمل بأحكامه والسير على منهاجه وهديه.
3. والنصيحة لرسوله صلى الله عليه وسلم: فبالإيمان به وإعلان محبته ونصرته ونصرة سيرته وسنته.
4. والنصيحة لأئمة المسلمين: وهم ولاة الأمر وتكون باعتقاد ولايتهم والسمع والطاعة لهم وإرشادهم للخير.
5. والنصيحة لعامة المسلمين: فبحب المسلم لأخيه المسلم وتحقيق المنفعة لكل المسلمين.

ولكن ما هي النصيحة للمسلمين وفضلها وشروطها وآدابها؟

أما النصيحة للمسلم فهي الأخذ بيده إلى الخير وما ينفعه، وإبعاده عن الشر وما يضره وأهميتها أهم من الطعام والشراب، فبها صلاح حال الأمة ونجاة سفينة المجتمع ونشر الفضائل وكبت الرذائل والأخذ بالمسلم إلى الصالح العام والخاص.

وهو واجب كل مسلم لكل مسلم ومسلمة وهي من بين حقوق المسلم على أخيه المسلم؛ «وإذا استنصحك فانصح له» (صحيح مسلم [2162])، وهي من بين ستة من حقوق المسلمين على بعضهم، يقول عمر بن الخطاب: "من سره أن يكون من هذه الأمة فليؤد شرط الله تعالى فيها"، قالوا: "وما شرط الله تعالى فيها يا أمير المؤمنين؟"، قال: "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهي النصيحة"، وهذا يبين فضلها وأهميتها وعظمتها.

ولكن ليس لكل أحد أن ينصح بل لابد من شروط وآداب لتؤدى النصيحة دورها على الوجه الكامل النحو التالي.

إن للنصيحة شريط وآداب، ومن بين شروطها وآدابها:
1. الإخلاص في النصيحة.
2. العلم بما ينصح والعمل به أولاً.
3. الرفق واللين في النصيحة.
4. الإسرار بها وعدم الفضيحة.
5. اختيار الوقت والمكان المناسبين.

فيلزم أيها القراء الأعزاء:
-  ألا نبخل بالكلمة الطيبة وننصح الآخرين، وأن نخلص في نصيحتنا للآخرين، وألا نريد بها شهرة ولا تشهيرًا بالغير. وأن نكون على علم بما ننصح به وكيف ينصح الجاهل غيره ففاقد الشيء لا يعطيه، وكل إناء ينضح بما فيه.

-  ثم إنه يلزم العمل بما تنصح به غيرك: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ} [البقرة من الآية:44]، {كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} [الصف:3].

-  ولتكن رفيقًا في نصحك ومتلطفًا في أسلوبك، لَيِّنا في عَرْضِك وتذكّر قصة رسولك مع الشاب الذي أراد الزنا والأعرابي الذي تبول في المسجد، فما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما كان العنف في شيء إلا شانه.

-  لا تفضح من تنصحه وأسر له نصيحتك، فالنصيحة - كما يقولون - في الملأ فضيحة.

-  اختر الوقت والمكان والأسلوب المناسب لنصيحتك، {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ} [النحل من الآية:125]، والحكمة هي وضع الشيء المناسب في المكان والزمان المناسبين.

-  وأخيرًا أولى الناس بنصيحتك أنت ثم زوجتك ثم أبناؤك ثم أهلك وجيرانك.

-  لا تتباطأ فقد يغير الله تعالى حال مسلم بسببك وبسبب نصحك، لا تتباطأ فقد تكون كلمتك سببًا في إصلاح الآخرين.



عادل عبد الله هندي

المصدر: موقع رسالة الإسلام