جدد حياتك في رمضان

منذ 2010-08-10

إن الرتابة الدائمة في الحياة والسير على وتيرة واحدة، تضفي على الحياة السآمة والملالة، ونتيجة لذلك ترى كثيرا من الناس يسأمون حياتهم ويملونها.. لكن الإسلام أعطى للحياة طعما مختلفا، ترمي خلف ظهرها كل سآمة وكل ملالة، حتى تصبح الحياة طيبة..


{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ} [سورة البقرة:185]...
«ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا »، متفق عليه...


إن الرتابة الدائمة في الحياة والسير على وتيرة واحدة، تضفي على الحياة السآمة والملالة، ونتيجة لذلك ترى كثيرا من الناس يسأمون حياتهم ويملونها..
لكن الإسلام أعطى للحياة طعما مختلفا، ترمي خلف ظهرها كل سآمة وكل ملالة، حتى تصبح الحياة طيبة كما قال الله تعالى: { فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً } [سورة النحل:97].

وما الصلوات الخمس إلا كسراً لرتابة اليوم، وما صلاة الجمعة في وجه من وجوهها إلا كسراً لرتابة الأسبوع، وما ليلة القدر إلا كسراً لرتابة الليالي، وما شهر رمضان إلا كسرا لرتابة السنة...
وفي كل محطة من هذه المحطات يجدد الإنسان حياته ويقف أمام معان جديدة تعيده إلى جادة الصواب.

ورمضان هو المحطة الكبرى من هذه المحطات إذ يساعد الله تعالى فيها العباد، فيصفد لهم الشياطين، ويبسط يده فيعطي ويجزل..
ورمضان نفحة إلهية وعطية ربانية للعالم، فيه يستطيع المرء أن يجدد حياته ويبعث فيها الأمل.


ومن الوسائل التي تجدد الحياة في رمضان:
1- وقت السحر...
وهو الوقت المبارك الذي يضيعه أغلب الناس في أغلب العام، فيأتي رمضان لينبههم عليه فيوقظهم ليتقووا من خلال الطعام، ولكن كثيرا من الناس يقضون هذا الوقت في الطعام وينسون الحديث الشريف: « إن الله ينزل في الثلث الأخير من كل ليلة إلى السماء الدنيا فيقول ألا هل من مسترزق فأرزقه، ألا هل من مستغفر فأغفر له، ألا كذا ألا كذا حتى يطلع الفجر»...
فكم نحن بحاجة لهذا الوقت المبارك نجدد فيه حياتنا ونطلب من الله ما يصلح ديننا ودنيانا و آخرتنا.

2- صلاة الفجر في المسجد...
وهي كذلك يضيعها الناس في سائر أوقات السنة، فيأتي رمضان ليوقظ في أنفسهم أن هناك صلاة مشهودة في المسجد { وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا } [سورة الإسراء:78]...
«بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة يفزع الناس ولا يفزعون ».

3- الدعاء والإكثار منه...
ولاسيما في هذا الشهر المبارك حيث إن دعاء الصائم مستجاب، كما ورد في الحديث الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ثلاثة لا ترد دعوتهم » وذكر منهم: « الصائم حتى يفطر »، صححه الألباني، وفي رواية: « الصائم حين يفطر »...
وقال العلماء إن الله وضع آية الدعاء بين آيات الصيام، إشعارا منه بأن الدعاء في الصيام لا يرد فكم عندنا من الحاجيات نريد أن تقضى!

4- قراء القرآن والتفكر والتدبر...
فهذا الشهر هو شهر القرآن {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ} [سورة البقرة:185]...
ويستحب للمسلم أن يختم المصحف ولو مرة واحدة مع مراعاة التفكر والتدبر .

5- صلاة الجماعة في المسجد...
«من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له نزلا في الجنة كلما غدا أو راح»، رواه البخاري.


وهناك كثير من الوسائل التي تجعلنا نجدد حيلتنا في رمضان منها: الإكثار من النوافل، وقيام الليل، والتصدق، وصلة الأرحام، وإدراك معاني الأخوة في الله ومراعاة شعور المسلم...
فكلها تعطي للحياة معنى آخر غير المعنى الذي كنا قد اعتدناه...

وأهم هذه الوسائل التي تجدد الحياة، أول كلمة نزلت في رمضان من القرآن، وهي كلمة اقرأ، والقراء باسم الله فهي الوسيلة الأولى لرفع مستوى الثقافة الإسلامية ونشر الوعي بين الصفوف...
فليجعل المسلم لنفسه في رمضان ساعة على الأقل يقرأ فيها، وليبدأ من سيرة الرسول عليه السلام فهي الوعاء الذي نزل فيه الإسلام.


كل هذه الوسائل تشكل البداية وليست النهاية فكثير من الناس يظن أنه في رمضان يفعل هذه الواجبات ليتركها بعده، وهذا ما يسبب لنا تراجعا دائما، فرمضان يمثل الشرارة التي يجب أن تقدح في كل واحد منا التقدم والاستمرارية والارتقاء، لا أن يكون موسماً كباقي المواسم نخلعه عند انتهائه!

والله ولي التوفيق...

 

عبد اللطيف البريجاوي

المهندس عبد اللطيف محمد سعد الله البريجاوي. <br /> <br /> - ولد في مدينة حمص - سورية عام 1971م.<br /> - حاز على شهادة الإجازة في الهندسة الزراعية من جامعة حلب عام 1995م. <br /> - عمل خطيبا ومدرسا في مساجد