القوة الكامنة
أكدت الأبحاث والنظريات عن وجود قوة كامنة داخل النفس البشرية تجعل من رؤية الإنسان لمستقبلة أمراً متحققاً بحسب قوة إيمانه بما يراه ويتوقعه لمستقبله، وعلي الرغم من ذلك فشلت كل هذه الدراسات والنظريات في وضع تفسير علمي مقنع لهذه القوة الكامنة.
أكدت الأبحاث والنظريات عن وجود قوة كامنة داخل النفس البشرية تجعل من رؤية الإنسان لمستقبلة أمراً متحققاً بحسب قوة إيمانه بما يراه ويتوقعه لمستقبله، وعلى الرغم من ذلك فشلت كل هذه الدراسات والنظريات في وضع تفسير علمي مقنع لهذه القوة الكامنة.
هذه القوة هي الشعور الايجابي والسلبي في نفس الإنسان والاستبشار بالخير أو التشاؤم وتوقع الشر، وهذه القوة يفسرها الإسلام بالتفاؤل والتشاؤم.
حرص التشريع الإسلامي في مجمله علي توقع الخير وحسن الظن بالتفاؤل، وحرم تحريماً جازماً التشاؤم واليأس والقنوط، وقال تعالى في الحديث القدسي: «قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ} [الحجر:56]، {إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّـهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف: من الآية 87]، وقال رسول الله صل الله عليه وسلم: « » (صحيح الجامع 7532).
»، وفي الاتجاه الآخر يقول الحق تبارك وتعالى: {إن يقظة الفكر، وقوة الإرادة، وثبات العزيمة، وعلو الهمة تتأثر بالتفاؤل والتشاؤم، فكلما كان الإنسان مستبشراً بالنصر متوقعاً للخير، زادت من قوته الداخلية على مواجهة ما قد يعترضه من عقبات والعكس بالعكس، وربما يكون هذا التفسير أكثر وضوحاً من غيره، حيث أن الله تعالى يجيب المضطر مسلماً أو كافراً ، فالإنسان عندما تواجهه العقبات، قد يتفاءل بالنجاة فيطلبها من ربه، والاخر تملكه اليأس والقنوت، فيقعده عن الدعاء، {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ} [النمل:62]، فمت تعلق بالله وأحسن الظن بمولاه، كان الله عند حسن ظنه، ومن أساء الظن بربه واستشعر الهلاك كان عند سوء ظنه.
تدبر جيداً قوله تعالى: {قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ} [الفرقان من الآية:72] مع الدعاء ليس هناك تشاؤم.
محمد سلامة الغنيمي
باحث بالأزهر الشريف
- التصنيف: