حصاد الإفك !
لم يأت شاتم النبوّة، زنديق لندن، بجديد عندما تطاول على شرف الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم-، فقد كرر قصة عبدالله بن أبي بن أبي سلول نفسها، وأعاد تولي كبـْر الإفك المتجدِّد، وكان أهلا لهذا المقام اللعين...
لم يأت شاتم النبوّة، زنديق لندن، بجديد عندما تطاول على شرف الرسول
الكريم -صلى الله عليه وسلم-، فقد كرر قصة عبدالله بن أبي بن أبي سلول
نفسها، وأعاد تولي كبـْر الإفك المتجدِّد، وكان أهلا لهذا المقام
اللعين، وأحـقّ به، فالله -تعالى- يستعمل في مراضيه أحباب الرسل،
وأحباب صحابتهم، ويستعمل في مساخطه أعداءهم في كلِّ عصر.
كما أنـَّه لم يأت بجديد عندما صرح بما يخفيه أهل مذهبه في كتبهم،
وأبان ما يتكتّمون عليه في مؤلفاتهم، وأوضح ما سطرته أيديهم المأفونة
في مصنفاتهم استمرارا للعقيدة السلولية نفسها عبر القرون.
{وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ
الْمُجْرِمِينَ} [الأنعام: 55]،
ولنضع أمامكم البرهان الواضح، إليكم هذه الوثيقة المشهورة التي تمتلىء
بهـا كتبهم، ويتم تداولها بكثرة في مواقعهم الإلكترونية، أعني ما
يُسمـَّى دعاء (صنمي قريش، وابنتيهما)، ويقصدون: الصديق، والفاروق،
وعائشة، وحفصة، رضي الله عنهم أجمعين،
إليكم هذه الوثيقة، مع بيان كيف أنَّ مراجعهم العظام توثّقها، بل
تجعلها من أفضل الأدعية في مذهبهـم:
"اللهم العن صنمي قريش، وجبتيهما، وطاغوتيهما، وإفكيهما، وابنتيهما،
الذين خالفا أمرك، وأنكرا وحيك، وعصيا رسولك، وقلبا دينك، وحرفا
كتابك.. اللهمّ ألعنهما وأنصارهما.. إلى آخـره.. فهو دعاء طويل، وفي
آخره تقول أربع مرات: اللهم عذّبهما -يقصدون أبابكر وعمر- عذابًا
يستغيث منه أهلُ النار"!
ثم قالوا في إفكهم: روى هذا الدعاء، الشيخ تقي الدين إبراهيم بن
عليبن الحسن بن محمد بن صالح العاملي، المعروف بالكفعمي في كتاب
المصباح ص 552 - 553 الطبعة الثانية من منشورات مؤسسة الأعلمي
للمطبوعات بيروت لبنان،
وفي بحارالأنوار للعلامة المجلسي 85/240 عن المصباح للكفعمي: إنَّ
دعاء (صنمي قريش) عظيم الشأن، رفيع المنزلة، وهو من غوامض الأسرار،
وكرائم الأذكار، عن أمير المؤمنين، أنه كان يقنت به، ويواظب عليه في
ليله، ونهاره، وأوقات أسحاره، وقد ذكر بعض العلماء أن قراءة هذا
الدعاء مجرب لقضاء الحوائج! وتحقق الآمال! وقد روي أنّ الداعي بهذا
الدعاء، هو كالرامي مع النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- في بدر! وأحد!
وحنين بألف ألف سهم!
وذكره القاضي السيد نور الله الحسيني المرعشي التستري الملقَّب
بمتكلِّم الشيعة في إحقاق الحق 1/337، منشورات مكتبة آية الله المرعشي
قم إيران.
وقد ذكر صاحب الذريعة إلى تصانيف الشيعة 8/192 أنّ هذا الدعاء محل
عناية علمائنا، حتى إنّ أغا بزرك الطهراني، ذكر أنّ شروحه بلغت
العشرة!
وورد هذا الدعاء في كتاب مفاتيح الجنان ص 114، للمحدث الشيخ عباس
القمِّي.
"ولايكاد يحج أحد منهم إلى كربلاء والنجف -وهو عندهم أفضل من سبعين
حجة للكعبة !!- إلاّ وفي يده مفاتيح الجنان هذا!!".
وذُكر هذا الدعاء في كتاب إكسير الدعوات ص60 لعبدالله بن محمد بن
عباس الزاهد، طبعة مكتبة الفقيه - الكويت - السالمية.
وقد ورد هذا الدعاء في كتاب تحفة العوام لمنظور حسين ص422 وما بعدها،
وذكر أنه مطابق لفتاوى ستة من كبار المراجع وهم: السيد محسن الحكيم،
السيد أبو القاسم الخوئي، والسيد روح الله الخميني، الحاج السيد محمود
الحسيني الشاهرودي، الحاج سيد محمد كاظم شريعتمداري، العلامة سيد علي
نقي النقوي.
وقال آية الله العظمى السيد شهاب الدين الحسيني المرعشي في حاشيته
على إحقاق الحق لنور الله الحسيني المرعشي 1/337 هامش: "اعلم أنَّ
لأصحابنا شروحا على هذا الدعاء، منها الشروح المذكورة، منها كتاب ضياء
الخافقين لبعض العلماء من تلاميذ الفاضل القزويني، صاحب لسان الخواص،
ومنها شرح مشحون بالفوائد للمولى عيسى بن علي الأردبيلي، وكان من
علماء زمان الصفوية، وكلها مخطوطة وبالجملة صدور هذا الدعاء، مما
يطمئن به لنقل الأعاظم إيـّاها في كتبهـم، واعتمادهم عليها" انتهت
الوثيقة.
ولاريب أنَّ كلَّ هؤلاء النتنى يجب أن يُقدَّموا لحكم الشريعة، وليس
شاتم النبوة زنديق لندن لوحده، فهذا الجرذ المبلَّل بالنجاسة، خرج من
مجاري تلك الحشوش الكبيرة، وتغذَّى من فضلاتها حتى إذا امتدت خاصرتاه،
اندلع لسانه فقاء خبثَه، قبل أن يتداركوه فيمنعوه من إخراج خبيئتهم
النتنة، لئلا يفضحهم، لكنه فعل.
هذا وإنَّ فيما جرى عـبر، وفوائد عظيمة، نحصدها فيما يلي:
1- فيه أنَّ الله -تعالى- لما أظهر الإسلام، وصار لهذا الدين صيت في
الأرض، وأقبل الناس عليه أفواجا، أراد أن يُذكر أصحابُ النبيِّ -صلى
الله عليه وسلم- لما لهم من فضل نشره الأول، وحمله إلى العالم،
فتسلَّط هؤلاء الكلاب النابحة، على سيرتهم العطرة، فأقبل الناس يقرؤون
عنهم، ويعرفون فضلَهم، وذلك كما قال الله -تعالى- في قصّة الإفك لما
تكلم أهل النفاق في عائشة -رضي الله عنها-،
{لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا
لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ}
[النور: 11]، وهذه الآية الكريمة، تشملها أيضا -رضي
الله عنها-، فقد نالت من الخير ما لم يكن يخطر على بالها كما قالت هي،
إذ تولـّى الله -تعالى- إنزال صـكِّ براءتها بذاتـه، بكلامه المقدس،
ونزل به جبريل بنفسه، وأوحاه إلى خير البشر -صلى الله عليه وسلم-،
وجعله قرآنا يتلى في المحاريب في الأرض كلِّها، عبـر الأزمنة كلِّها،
فما أعظمه من خير نالتهُ حبيبةُ رسول الله -صلى الله عليه
وسلم-!.
ولاجرم فإنَّ كلَّ مقارنٍ تصيبُه من بركة مصاحبِهِ، على قدر عظمة
مَنْ صاحبه، وهذه الزوجة الطاهرة المطهرة، نالت باقترانها بسيد الخلق،
وإمام المرسلين، هذه الكرامة العظيمة، والنعمة الجسيمة.
وتأملوا كيف انتشر الترضِّي عليها -رضي الله عنها-، وتذاكـر فضائلها،
مع إنزال اللعائن على شاتمها، وذلك في العشر الأواخر من رمضان، فسبحان
المتفضّل على من يشاء من عباده بفضله العظيم.
ولنتأمـَّل أيضـا ما في قوله -تعالى-:
{وَلَوْلَا إِذْ
سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا
سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ}
[النور: 16]، فقد أمرنا الله -تعالى- أن نسبحّه هو
سبحانـه، ونقدسه، وننزهه جلَّ في عُلاه، عندما يتكلـَّم أحـدٌ في
عائشة -رضي الله عنه-، ننـزِّهُـهُ عـن أن يختـار لنبيّه المصطفى،
ورسوله المجتبى، وخليله المحتفى، زوجـة إلاَّ أطهر الزوجات، وأشرف
القرينات، و أكمل النساء.
وبهذا النص القرآني، فإنَّ من يتنقص عائشة -رضي الله عنها-، إنما
يشتم ربَّنـا، ويسبُّ نبيَّنا، ويكفر بقرآننا، وليس بعد هذا كفر، بل
من لم يكفّر هذا المتنقِّص، فهو كافـر مثله.
2- هذا الإفك الذي نفثه زنديق لندن، فتح أعين كثـير من المسلمين على
حقيقة ما يريدُهُ هؤلاء المنافقون من ديننا، وبلادنا لو مُكّنـوا
فيها، فقـد فتح أعينا عميا، وآذانا صما، وقلوبا غُلـفا، ذلك أنَّ من
الناس من لايستفيق إلاَّ بالصدمة، وهذا من فوائدها.
ومعلوم أنَّ الطعن في عائشة -رضي الله عنه هدفه الطعن في النبوة
بتلطيخ شرفها،
وأيضا الطعن في نقل عائشة الجانب الشخصي من حياة النبي -صلى الله
عليه وسلم-، لتبطل الأحاديث فتذهب فائدة الرسالة، لأنها مكثرة جدًا في
هذه الرواية.
وقد كـان من حكمة تزويجها صغيرة من النبي -صلى الله عليه وسلم-، لكي
تحفظ حياته الخاصة، وتطلع على أحواله التي لايطلع عليها صحابته وهو في
بيـته، وذلك في سن ينطبع في قلبها كلُّ شيء، ثم تعيش بعده عمرا
لترويه، ولتنشره في الناس، ولهذا لم ترزق الأولاد لئلاّ تشغلها تربية
الأولاد عن هذه المهمّة التي هيئها الله -تعالى- لها، وهي رواية
الجانب المخفي وراء جدار بيت النبوة الشريف.
ولهذا تطعن الرافضة في أبي هريرة المكثر في روايـته سيرته -صلى الله
عليه وسلم- خارج بيته، وعائشة المكثرة في رواية سيرته داخـل بيته،
وذلك لإبطال السنة برمتها، كما حاولوا إبطال القرآن بدعوى
تحريفه.
3- لايخفى على من يعرف حقيقة هذا المخطـَّط الصفوي الذي يشتعل
أوارُه، وتضطـرم نارُه هذه الأيام، أنَّ إنكار من أنكر منهم على زنديق
لندن، ليس لأنه قال ما لايعتقدون،
كلا... بل لأنـَّه قاله قبل أوانه.
ومعلوم أنَّ كراهيتهم لعائشة -رضي الله عنها-، ولأبيها، ولحفصة -رضي
الله عنها- ولأبيها، وإعتقادَهم البراءة منهم، أنـَّه من أشهـر
عقائدهم، التي يعرفها العامة قبل الخاصة، وسبب ذلك أن تحريمهم التسمية
بهذه الأسماء بينهم، أعظـم عندهم من تحريم المحرمات القطعيـّة، كشرب
الخمر، وعمل قول لوط، والزنا، والربا، ولهذا يعرف عامة الناس عقيدتهم
في أخصِّ أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، وزوجاته، وأنها البراءة
منهم، وبغضهم، ولعنهـم، كما تعـلم العامـّة أنَّ كلَّ ما يقولونه خلاف
ذلك فهو من التقية.
وكلّ من خالطهم يعرف أنهم يتسامحون في تلك الموبقات العظيـمة، وأنها
تُغفـر بحبِّ علي -رضي الله عنه- ما لايتسامحون بالتسمية باسم عائشة،
أو حفصة، أو عمر، أو أبو بكر، أو عثمان، رضي الله عنهم أجمعين، فهـذه
عندهم لاتغفـر أبدا حتى يغيـّر الاسـم!!
ويستحيل أن تجد في إيران كلّها -إلاّ مدن السنة- ولا في جنوب العراق
-إلاّ عشائر السنة- ولا مناطقهم في بلاد الخليج، ولاغيرها، اسم عائشة
قـط، وأن هذا الاسم من أبغض الأسماء إليهم، قاتلهم الله،
وقبحهم.
وكلُّ هؤلاء الذين يستعملون التقية في التبرؤ من كلام شاتم الرسول
زنديق لندن، لايُسمِّي زنديـقٌ منهم ابنته عائشة حتى يلـج الجمل في
سمِّ الخياط، بل يرى ذلك من أعظـم المنكرات، وأشدّ المحرّمات، وهذا
أعـظم دليل على كذبهم، ونفاقهـم، وأنهم يبطنون عقيدة هذا الخبيث،
زنديق لندن شاتم النبوة.
ولهذا السبب أيضـا لم يحرّك مراجعهـم ساكنـًا للرد على شاتم الرسول
زنديق لندن، كما فعلوا ضد الشيخ العريفي، عندمـا قال كلمتين فقط عن
السستاني: (زنديق فاجر)، فأقاموا الدنيا ولم يقعدوها، بينما كانَّ
الأمر لايعنيهـم إذا شتمت أم المؤمنين -رضي الله عنها-.
ولولا إثارة أهل الإسلام الضجّة على هذه الجريمة، وخوف مبغضي عائشة
-غير المراجع- من أن يتسبَّب سكوتهـم بفقدان مكاسب تحصَّلوا عليها
بالتقية السياسية تحت شعاراتهم الكاذبة عن (نبذ الطائفية) و(الحوار
الوطني) لما نطلقوا ببنت شفة.
4- ولهذا فالواجب أن نتجاوز الوقوف على (حادثة الإفك اللندني) إلى
فضح المشروع برمته، والمخطـط الأكبـر، فنشير بإلإصبع إلى صورة هذا
الخبيث شاتم الرسول، ثـم نحركها فننقلها لنضعها في موضعها الصغير من
الصورة الكبيـرة للمشروع الصفـوى، وإنـه من الخطـأ الجسيم الوقوف
عليها، وعندها فحسب.
5- هذا.. ومن يقرأ اعترافات شاتم الرسول زنديق لندن، التي أوضح فيها
كيف خرج من المعتقل في الكويت، ووجد من سهـَّل له كلَّ شيء، وأمـدّه
بما يحتاج، حتى جواز السفر العراقي، وما استُقبل به من حفاوة، في
تنقلـّه، حتى استقر في لندن، وأُمـدَّ بالأموال ليقيم له مركزا، ويقوم
بأنشطته في محاربة الإسلام، والنيل من ثوابته، غير عابىء بمصادر
التمويل له، ولمركزه.
من يقرأ اعترافاته، يتبين له أنه عملُ مؤسسةٍ بدعم مالي، ومعنوي، تقف
وراءه دول!
وليس الحـدث كما يحـاول أن يستغفلنا المستغفلـون أنـّه صوت نشاز
لايمثل إلاّ نفسه!!
6- هدف هؤلاء المنافقين في إثارة الكلام القبيح في شتم النبوّة، هو
تعويد الناس على سماعه، وكسر المحرمات في باب الصحابة الكرام،
ولايفوِّت عليهم هذا الهدف إلاّ جعلهـم يندمون أشدّ الندم على إطلاق
ما أطلقـوه من القبائـح، وذلك بجعله يُعـقب من الآثار المدمّرة عليهم
مالـم يخطـر على بالهم، ولا قدَّرته عقولهم المريضة، ومن أعظـم
الوسائل إشتداد صيحات النكير التي تؤدي إلى الحصار التـام لهذه
الجريمة، ثم بتـرها.
7- يجب أن نركز على العبرة بالخواتـيم في التحرُّك ضد هذا الحدث وما
وراءه، وأنَّ هذا الحدث الجزئي إذا خُتم بإلحاق الهزيمة بالفكرة التي
يحملها، وبجعله عبـرة، فإنـَّه يسجل هزيمة أخرى بمشروعهم برمّته،
ويؤخّـره، ولهذا يجب أن لاتتوقف الحملة عليه إلاّ بتحقيق هذه
النهاية.
8- وليُعلـم أنَّ هذه الجريمة -كما أنها الردَّة بعينها- فيها أيضـا
حقُّ للأمـّة بأسرِها، لأنها في حقِّ أمِّ جميـع المسلمين، وهم جميع
الأمـّة الممتدة حضارتهـا عبـر القـرون، والآن عبر الكرة الأرضية
كلَّها، من اليابان والصين إلى سواحل أمريكا الغربية، فكلِّ مسلم
مخاطب بالتحرك ضد هذه الجريمـة، فالإسلام لايعترف إلاّ برابط الإيمان
وحده، فهـو فوق الجنسيات، والتبعيـّات للدول، وفوق القوانين المحلية،
والدولية..إلخ
بل العلاقـة هنـا بين الله -تعالى- منزّل القرآن، ومرسل الرسول
الكريم -صلّى الله عليه وسلّم-، وبين أمّتـه التي اختارها الله في
الأرض، واختار لهـم أمهاتٍ بنفسه المقدسـة، فقـال:
{وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ}
[الأحزاب: 6]، ولهذا فـ(ملفّ) هذه
الجريمة النكـراء، يبقـى مفتـوحا في شريعة الله -تعالى-، وعند أمّة
محمد -صلى الله عليه وسلـم- حتى يتمّ إنفاذ حكم الله الشرعي
الإلهي.
9- يجب أن لاننسى هنا الدور البريطاني الخبيث الذي يؤوي سلمان رشدي
ثم تمنحه الملكة لقب فارس! وتسليمة نسرين، وشاتم الرسول الكويتي هذا،
وغيره من أعداء الإسـلام، وما رواء هذا الدور من أهداف خبيثة تستهدف
الإسلام، وكذلك الدول الغربية التي تتلقف كل زنديق مارد، فتؤويه،
وتكـرمه، وتشجعه على نشر كفره، وضلاله، ومن المهـم أن لاننسى أن نقرن
بين كلِّ هؤلاء في نطـاق واحـد.
10- من الواضح أنَّ هؤلاء المنافقين الصفويـين الحاقدين، أعداء
الإسلام، يتحرَّكون حراكًا ممنهجا، يقوم على الإنفـاق المالي الكبير
على المنابر الإعلامية، لاسيما الفضائيات، لتحقيـق أوسع انتشار في
فضـاء العالـم الإسلامي، بهدف تهيئة العالم الإسلامي لاستقبال التشكيك
في الثوابت مع كثرة الترديد، وطرقه الأسـماع، وانتشاره في وسائل
الإعـلام.
كما أنـَّه من البيـّن جدا، أنَّ الهجمة الغربية الشرسـة على
الجمعيات الخيرية الإسلامية، والمنابر الدعوية الإسلامية، ورموز
الدعوة، وملاحقـتهـم تحت تهمة (الإرهـاب)، منذ عقـد من الزمـان، تزامن
مع غض الغـرب طرفـه عن كلِّ مخططات التمدد الصفوي الإيرانـي، رغم
المعرفة التامة من قبل الدوائر الغربية بسيـر الأموال التي تخدم هذا
المخطط، وأنّ منها ما يذهـب إلى تدريب الكوادر على التفجير، والتخريب،
في بلاد حليفة للغرب منذ عقـود، ومع ذلك لم توضع هذه كلُّها في دائرة
ملاحقة (الإرهاب)!!.
ومن آخر ذلك، تجاهل بريطانيا طلب حلفائها في دول الخليج طرد قادة
المخطط الانقلابي في البحرين، رغم أنهم المسؤولـون عن العمليات
(الإرهابية) الوحشية التي تجـري في البحرين!
وكذلك ما يجري في الكويت من حركة أموال هائلة تحت إشراف الحرس الثوري
وتوابعـه، مع حراك محمـوم واضح لكوادر حزبية تابعة لإيران، كويتية،
وغير كويتية، عبر مربع (الكويت، إيران، العراق، سوريا ولبنان) وكأنهـا
تمهـّد لولادة تغيير إقليمي وشيك!!
ومن العجـب أنَّ هذه الحقيـقة المثيرة للدهشة، لايكـاد أحـدُّ يتحدث
عنها، وكأنها السـرُّ المكنـون المحـرَّم!
وليس لهذا تفسير -كما ذكرت مرارا في مقالات خلـت- إلاَّ الفرح
الصهيوغربي بمصـاب الإسلام بهذه الفئة الضالة المفتونة، وأنهم لم
يجدوا من أهل النفاق مثلهم من ينقـب حصـن الإسلام من داخله.
غير أنَّ الله -تعالى- وعَـدَ هذه الأمـّة، ووعدُه الحـقّ، أن يجعلَ
كيدَ أعدائِها في نحرهم يعـود، ويريهـم آياته فيمن يمكـر السوء بهذا
الدين، وهـم شهـود.
ونسأل الله -تعالى- أن يستعملنا في هذا الوعد الحـقّ، وأن يوفّقنا
للجهاد للدفاع عن ثوابت الدين، وأن يشرفنا بالذود عن مقام النبوّة،
وأمّهاتنا أمّهاتنا المؤمنين، وأصحاب النبيِّ الكرام عليهم من الله
-تعالى- الرضوان إلى يوم الدين ثم أبد الآبـدين. آمين.
حامد بن عبد الله العلي
أستاذ للثقافة الإسلامية في كلية التربية الأساسية في الكويت،وخطيب مسجد ضاحية الصباحية
- التصنيف: