عضل النساء، العذاب الناعم
ما مفهوم العضل؟، هل الولاية على المرأة رعايةٌ أم سيطرة؟، وهل من المعيب شرعًا أن يبحث الولي زوجًا لمن هو ولي لها؟.
الحمد لله القائل: {وَأَنكِحُوا الْأَيَامَىٰ مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ} [النور جزء من الآية: 32]
والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم، وبعد :
ما مفهوم العضل؟، هل الولاية على المرأة رعايةٌ أم سيطرة؟، وهل من المعيب شرعًا أن يبحث الولي زوجًا لمن هو ولي لها؟.
العضل في اللغة هو المنع أو الحجب أو الإعاقة، وفي الشرع : هو منع الأب أو من ينوب عنه كالأخ الأكبر أو الخال أو العم البنت من أن تتزوج ممن ترغب مع انعدام وجود الأسباب المنطقية لذلك المنع لدى ولي الأمر وهو نوعٌ من أنواع الظلم، فقد كان العربُ قبل الإسلام يُعانون من أضرارِ العضل، كشأن سائر الجاهليَّات المحيطة بهم، ومن ذلك ما كان عليه أهلُ الجاهليَّة من عضل النِّساء، وجاء الشرع بالتحذير منه، قال الله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا ۖ وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ ۚ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّـهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا } [النساء: 19].
إليك أيها الولي ثمان وصايا:
أولًا: أيها الولي قبل أن توافق أو تمتنع عن تزويج من كنت وليها إعلم أن ولايتك على المرأة في التزويج ليست تشريفية بل تكليفية يوليها الشرع في عنقك لتبحث لها عن الأصلح لها.
ثانيًا: عليك أن لا تنتظر الخطاب إنما أن تسعى للبحث لها عن رجلٍ صالح يعفها، فالنساء خلقت للرجال والرجال خلقوا للنساء.
ثالثًا: لابد من التفكير بعقلية المرأة في هذا الجانب لا أن يفكر الولي بتفكيره هو فيشعر أن لها نوازع بشرية تحتاج إلى أن يحن عليها وقد تستحي من التصريح فتكتفي بالتلميح والتعريض فعليه سرعة الإدراك والتفاعل الإيجابي معها وسؤالها والدخول في أعماقها ليكون سندًا لها في الخير لا أن يستشعر بأن موليته لا تميل إلى الزواج بحجة أنها أرملةٌ أو مطلقةٌ.
رابعًا: الولاية ليست سيطرةً بل مسؤوليةً وإدارةً راعيةً وواعيةً ومن يفهمها أنه تحكم، فهو واهم.
خامسًا: إبحث أيها الولي عمن يعف وليتك واترك نظرة المجتمع أو أن تنتظر حتى يطرق بابك خاطبًا، بلا معايير شرعية بدافع الضغط الاجتماعي بل كن مثل الرجل الصالح الذي زوج نبي الله موسى عليه السلام كما قال الله تعالى عنه: {إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ} [القصص جزء من الآية: 27]، وكما عرض عمر الفاروق حفصة رضي الله عنها إبنته لأبي بكر ثم للنبي صلى الله عليه وسلم فتزوجها خير الأنام صلى الله عليه وسلم.
سادسًا: الثيب تختلف عن البكر فالثيب من سبق لها الزواج لابد من أخذ إذنها في زواجها لأنها أصبحت راشدة لا تعامل معاملة الطفلة لحديث: «الأيام أحق بنفسها من وليها» (صحيح مسلم: 1419) والأيم هي الثيب.
سابعًا: إن بلغت المرأة عمرًا متقدمًا ووليها على قيد الحياة فهو المسؤول الأول عن عنوستها.
ثامنًا: للمرأة الحق في تنصيب القاضي واليًا عليها في التزويج إن كان الأولياء يعضلونها ولا يزوجونها بصاحب الدين والخلق، وفي هذا مخاطر على سمعة الأسرة بأن يشتهر بين الناس أنهم يعضلون النساء فيحطاط الناس منهم.
الخلاصة:
لابد للمجتمعات من معالجة هذه الظاهرة التي تنخر في أي مجتمعٍ حلت فيه بإجراء دراساتٍ ثم توصياتٍ ثم معالجةٍ جريئة حتى تُحفظ الأعراض وحتى تنال المرأة حقها في التزويج فلم يكن يعلم في مجتمع الصحابة أن تبقى المطلقة زمنًا تحرم فيه من الزواج، اللهم حصن نساء المسلمين وأيقض الأولياء العاضلين من سباتهم.
نبيل محمد أحمد
- التصنيف: