اسألوا الصوفية
ونحن نعرف جوابا لهذا لكنكم لا تجرؤون على اظهاره: وهو أن الشيعة خشيت أن تقيم الصوفية مولدا لعلي بن أبي طالب فيترتب عليه مطالبة جمهور المسلمين بإقامة مولد لأبي بكر وعمر وعثمان، وهذا يترتب عليه أن الشيعة تعترف بالخلفاء الأربعة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد..
في واحد من الحوارات الرائعة والمناظرات وجه الشيخ صوت الشوادفي رحمه الله هذه الأسئلة الى مناظريه من الصوفية وقال:
- إذا كانت الصوفية أعلى مراتب العبودية، فهل أنتم أفضل من مرتبة الإحسان أم أقل منها أم عليها، فإذا قلتم نحن في مرتبة الإحسان، فقد استبدلتم الذي هو أدنى بالذي هو خير، سماكم الرسول المحسنين وسميتم أنفسكم الصوفية، وإذا قلتم أنكم أعلى من مرتبة الإحسان فقد كذبتم على الرسول - صلى الله عليه وسلم - الذي جعل الإحسان أعلى مرتبة، وإذا قلتم نحن أقل من مراتب الدين فقد تساويتم بغيركم من المسلمين فلا وجه لتسميتكم بهذا الاسم.
- أنتم تخالفون في مسائل العقيدة الأصلية، ثم ما أنتم عليه من بدع وخرافات منتشرة تصادم صراحة ما صدر عن علماء الأزهر من فتاوى بهذا الخصوص، فلماذا الاصرار عليها؟
- تقولون أن القرآن له ظاهره وباطنه ومعلوم أن هذا قالت به الباطنية قديما وقد جددتموه قديما وحديثا.
- تقولون من "اعترض انطرد"!! فليس عندكم شورى وليس عندكم "يسألونك" ولكن عندكم "كن بين يدي شيخك كالميت بين يدي من يغسله".
- إن كنتم تزيدون في مصر على سبعين طريقة فهل الرسول - صلى الله عليه وسلم - عند الله بسبعين طريقة أم بطريقة واحدة؟
- أنتم فيما بينكم تختلفون اختلافا لا يرتفع، فبعضكم يقول نحن لا نؤمن بالتصوف البدعي وهو التصوف الفلسفي، والآخرون يقولون بل أنتم أصحاب المذهب الباطل، فأنتم تخطئون بعضكم بعضا، ونحن نخطئكم جميعا، والفارق بيننا وبينكم ليس في مبدأ أنكم على خطأ ولكن الفارق في حجم الخطأ.
- نحن مأمورون بحب الأولياء فمن عاداهم فهو ضال مضل لكننا منهيون عن عبادتهم، وأنتم خلطتم بين الكرامة الربانية والخارقة الشيطانية فجعلتموهما شيئاً واحداً.
- نحن نعترف بكرامات الأولياء، ومنكرها يتردد بين الكفر والضلال، بنصوص القرآن الكريم، ولكننا نقول أن هذه الكرامات في أصلها أمر خارق للعادة، يمكن أن يكون كرامة ربانية أو خارقة شيطانية.
- هل في الكتاب والسنة: أن ينذر المريد للسيدة زينب فولاً وللبدوي عجولا؟ وما حكمه لو نذر للسيدة العجول بدلاً من الفول؟!
- دار الإفتاء المصرية أصدرت فتوى تقول "النذر لأولياء الله الصالحين باطل بالإجماع" فإذا كان باطلا بالإجماع فلماذا تصر الصوفية على مخالفة إجماع الأمة؟
- وصدرت فتوى أخرى تقول "لا يجوز بناء التركيبة والقبة فوق قبر الميت (أي الضريح)، فكيف تجرؤ الصوفية على مخالفة فتوى كبار العلماء ثم لا يقال لهم أنتم خالفتم؟ ولماذا السكوت على مخالفيهم؟
- الأوراد التي تستعملونها، إما أن تكون هي نفس الأوراد التي سنها الرسول - صلى الله عليه وسلم - وإما أن تكون غيرها، فإذا كانت هي فنحن معكم ولن نخالفكم، وإن كانت غيرها فلماذا تصرون على مخالفة السنة؟
- أنتم تقولون أن الأقطاب أربعة، من الذي جعلهم أربعة؟ ولم لم يكونوا أكثر من ذلك أو أقل من ذلك؟
- أنتم تحددون الأقطاب بأسماء ثابتة ليس فيها أحد من الصحابة، فإذا كانت الأقطاب مرتبة عالية، فهل يعقل أن الصحابة ليس لهم ممثل ينوب عنهم في هؤلاء الأقطاب؟
- تقولون أنه من المعروف صوفيا أن عدد الأولياء في كل عصر بعد جميع الأنبياء هو مائة وأربعة وعشرون ألفا !وأشهد الله أني لم أكن أعلم قبل ذلك أن هناك مكتب تنسيق للأولياء كالثانوية العامة! ومعروف أن الولاية إيمان وتقوى كما ذكر القرآن الكريم، فلم تصرون على منع أي مسلم مستوف لشروط الولاية من الالتحاق بالأولياء، لا انتظام ولا انتساب لأن العدد عند الصوفية - رجما بالغيب - قد اكتمل، وعلى كل ولي لله بعد العدد المذكور أن ينتظر إدراج اسمه في العصر القادم بأولوية الحجز؟! ولم تذكروا لنا توزيع عدد الأولياء المذكور على دول العالم المترامية الأطراف.
- في مسألة الموالد نسألكم لماذا تقيمون مولدا للحسين - رضي الله عنه - ولا تقيموا مولدا لعلي بن أبي طالب مع أنه بإجماع الأمة أفضل من الحسين، وهو أبوه؟ ونحن نعرف جوابا لهذا لكنكم لا تجرؤون على اظهاره: وهو أن الشيعة خشيت أن تقيم الصوفية مولدا لعلي بن أبي طالب فيترتب عليه مطالبة جمهور المسلمين بإقامة مولد لأبي بكر وعمر وعثمان، وهذا يترتب عليه أن الشيعة تعترف بالخلفاء الأربعة، والشيعة تبغض أبا بكر وعمر وتسميهما الجبت والطاغوت، فخوفا من أن تقام موالد لهؤلاء الأربعة ضحت الصوفية بعلي بن أبي طالب ولم يتم إقامة مولد له لا من الصوفية ولا من الشيعة حتى لا تقع في مأزق إقامة موالد مشابهة للخلفاء الأربعة.
- ونتساءل هل في الكتاب أو السنة أن تقام موالد للأولياء ولا تقام موالد للأنبياء؟
- الرأي العام يتساءل: لماذا يتسلم خليفة السيد البدوي أكثر من 100 ألف جنيه سنوياً (بإحصائية قديمة منذ 7 سنوات) لأنه يركب الحصان لمدة دقائق وهي مجموعة من أموال الفقراء والمحتاجين؟ وإذا كنا نحرر واقعة نصب واحتيال لمن يبتز أموالاً قليلة من المواطن فماذا يُقال عن هذا الخليفة الذي يبتز بدون عمل ولا وظيفة؟
ولماذا تصر وزارة الأوقاف على السكوت عن هذا الابتزاز بصفتها مسئولة عن صناديق النذور؟
- وهل هذا الخليفة أولى من توجيه هذه الأموال للمنافع العامة، مع أن أصلها غير مشروع؟
- ولكن حتى لو تنزلنا إلى هذا القول فإن وزارة الأوقاف قد عجزت ولا أقول أنها رفضت عن أن تنفذ مثل هذا الرأي لأنها وُوجهت بـ(لوبي صوفي) يستطيع أن يوقف أي قرار من هذا النوع، لما له من منافع شخصية تتعارض مع الصالح العام.
- المجلس الصوفي الأعلى في مصر أو المشيخة مَن رئيسه المباشر؟ لا أحد، إذاً فقد اُنشئت الفرق الصوفية في مصر بطريقة تجعلها لا تتبع وزيراً من الوزراء ولا تخضع للمساءلة إلا إذا أخطأت خطأً يهدد الأمن العام.
إذا فالمقصود أن تناوئ الطرق الصوفية مشيخة الأزهر، فتصبح لها مشيخة، ولا يخضع شيخ الطرق الصوفية لا لمشيخة الأزهر ولا لسلطان وزير من الوزراء فمن الذي أنشأ هذه الفكرة الخبيثة في مصر، ولماذا تكون الصوفية مستقلة تقول وتفعل ما تشاء؟
__________________________________________
صفوت الشوادفي
كان رحمه الله نائب رئيس جمعية أنصار السنة المحمدية ورئيس تحرير مجلة التوحيد
- التصنيف: