أين الخلل؟
لابد أن نفرق بين حقيقة الإيمان ومظهر الإيمان
إن الإيمان قولٌ وعملٌ واعتقاد، عقيدة في القلب تؤمن بالله تعالي ربًا وإله يفصح عنها اللسان وتعبر عنها الجوارح، و من القواعد التي قررها القرآن الكريم: قوله تعالي {وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا} [النساء جزء من الآية: 141]
فمتي تحقق الإيمان في نفوسهم وتمثل في واقعهم المعيشي والقضائي، وتجردوا لله في كل أمورهم فلن يجعل الله للكافرين عليهم سبيلًا.
ولم يوجد في التاريخ كله واقعةٌ واحدةٌ تخالف هذه القاعدة القرآنية.
وما من هزيمة تلحق المسلمين علي مدار التاريخ كله سابقًا ولاحقًا إلا وتجد سببها ثغرة في حقيقة الإيمان إما في القول أو العمل.
ففي أُحد هُزم المسلمون وفيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خالفوا أمر الرسول وطمعوا في الغنائم،
وفي حُنين هُزم المسلمون بدايةً لما اعتزوا بكثرتهم وأعجبوا بأنفسهم ونسوا الركن الشديد، وهكذا في كل موقفٍ وعصرٍ يُهزم فيه المسلمون تجد هناك خللًا في حقيقة إيمانهم.
وبسبب هذا الخلل تكون الهزيمة الوقتية ثم يعود النصر للمؤمنين حين يوجدون.
ولابد أن نفرق بين حقيقة الإيمان ومظهر الإيمان، إن حقيقة الإيمان لها أثرها في النفوس ينبثق منها قولٌ سديدٌ وعملٌ طيب.
«فلا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن، ولا ينتهب نهبة ذات شرف وهو مؤمن». كما قال صلى الله عليه وسلم (البخاري: 6390)، «والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده» (البخاري: 10).
وحينما تتحول حقيقة الإيمان إلى مظهرٍ فإن حقيقة الكفر تغلبه، لأن حقيقة كل شيءٍ أقوي من مظهر كل شيء. حتى لو كانت حقيقة الكفر ومظهر الإيمان.
والأمة الآن تعيش مظهر الإيمان وبعدت عن حقيقته، وإن قلت من الأمة من بُعدٍ عن المظهر والحقيقة معًا ومن هنا أتى الخلل. والله المستعان
أحمد رشيد
داعية و إمام بوزارة الأوقاف المصرية
- التصنيف: