خطير.. التأثير السلبي والنفسي على المُنتقبات!!
هل الأمر فعلًا جدي في بلدنا هذا الإسلامي؟!
هل كان يدري من شن حملة منع بيع النقاب وخياطته في المغرب أن هذه الخطوة الغريبة عن ديننا وتقاليدنا وأعرافنا والمستفزة لكل مسلمٍ غيورٍ على شرائع دينه، أنها لن تؤثر سلبًا فقط على الباعة ومحلات الخياطة اقتصاديًا، بل سيكون أثرها الأخطر -بعد استفزاز مشاعر المتمسكين بخطاب الله تعالى لعباده (رجالًا ونساءً)- على النساء والفتيات اللواتي اخترن لبس النقاب عن طيب خاطر ورغبة واختيارًا منهن؟!!
كما أن فيه مسًا وتهديدًا للأمن الروحي لعددٍ كبيرٍ من المواطنين، إذ المفترض في الدولة ومؤسساتها القيام بالحفاظ والدفاع على الأمن الروحي للمغاربة، لا المس بذلك بين الفينة والأخرى.
نعم لقد كان لهذا القرار (حملة المَنْع) أثرٌ سلبيٌ وخطير على نفسية عدد من المنتقبات اللواتي سجلن رفضهن واستنكارهن بل واستهجانهن، وعبرن عن الصدمة والقلق والخوف من آثاره وتبعاته.
ففي تصريح لموقع "هوية بريس" قالت (فاطمة.س): "الصراحة أشعر بقلقٍ شديدٍ فلم أتصور يومًا أنني سأعيش هذا الضغط في بلدي المغرب نظرًا لتنوع الثقافات والانفتاح في القرارات الشخصية كل فردٍ حرٌ فيما يرتديه، فقبل أن يكون النقاب حريةً شخصية -أرتديه من حوالي عشر سنوات عن اقتناعٍ تام- هو أمرٌ ربانيٌ وهكذا أراه.. لم أتعرض يومًا لمضايقاتٍ مباشرة ولست مسجونةً في خيمةٍ كما يَدعي البعض.. أُمارس حياتي الشخصية بشكلٍ طبيعيٍ وألبس ما أريد.
وأعرف الماركات العالمية وأعرف الجينز وغيره.. لم يكن النقاب سِجنًا لي في يومٍ من الأيام ولم أندم على هذا القرار بل كنت أعمل به لما يزيد عن سبع سنواتٍ مع أجانب فرنسيين ولم أتعرض لمضايقاتٍ بل كنت أحظى بالاحترام من طرفهم.
والآن بعد هذه الضجة أبكي مراتٍ عديدةٍ في اليوم خوفًا من أن يُمنع فِعليًا ونعيش ما تعيشه أخواتنا المسلمات في أوروبا.. صِرت أخاف أن أكون وحدي في الشارع تحسبًا للتعرض لمضايقاتٍ من المتعصبين من هذا اللباس".
وجوابًا عن: كيف تلقت خبر مَنْع بيع النقاب؟ قالت (نعيمة.ت): "نعم تلقيته بحزنٍ شديد، وسبب لي إحباطًا ومرضًا، وعُذرًا لا أقوى على المزيد فلا أستطيع ذلك نظرًا لصحتي".
أما (صالحة.ب)، فقالت: "لقد صعقت بهذا الخبر وبالخصوص أننا في المغرب بلدة الحرية -كما يقال-؛ وهذا أظنه سيعقد الأمر لأن هنالك أخوات كُثر يفضلن الموت على خلع النقاب".
(بشرى.م): "أنا حقيقة أخافني (القرار).. ونحن ارتضينا لبس النقاب حُبًا واتباعًا لأوامر الله، وبإذن سبحانه لن يخزينا أبدًا في دينينا".
وفضلت أخريات التعبير عن أن القرار لن يزيدهن إلا تمسكًا بهذه الشعيرة التي تيعبدون الله بها، فجاءت تصاريحهن كالتالي:
(امنة.ط): "والله ثم والله ما زادنا هذا المنع إلا حُبًا في النقاب، وسنبقى منتقبات ثابتات حتى نلقى به ربنا إن شاء الله.. ونسأل الله الثبات بل رأيي ورأي الأخوات المقربات.. بالنقاب حتى الممات وليموتوا بغيظهم (بنو علمان)".
(أسية.ج): "تلقيت خبر قرار مَْنع بيع النقاب بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء» .
لا أحس بسوى أن الحرية التي ينددون بها لا تتجلى في كل المواطنين، فماذا يعتبروننا؟ أنحن لسنا مواطنات؟
بالطبع لن يغير شيئًا، وسأخرج ولن أبالي لهؤلاء الذين يتحدون شرع الله سبحانه؛ وللإشارة فلم يفرض علينا أحد أبدا هذا اللباس إنما هو امتثال لأوامر الله سبحانه، وأقول: بالنقاب حتى التراب بإذن الله صامدات لا نبغي عن شرع الله بديلا".
(صفية.د): "تلقيت الخبر بغضب، فالمسلم المفروض أن يغضب إذا رأى انتهاكًا لحرمات الله، خاصةً أنه ضرب في لباس أمهات المؤمنين.. لا أحس بانزعاج أبدًا لأن الله ولينا.. أبدًا لن يضيق على خروجنا بإذن الله تعالى".
وبالرغم من أن هذا القرار ارتجالي لا أساس له شرعي ولا سند له قانوني، فهمت منه أخريات أنه منع للبسه وارتدائه، حيث قالت (مونية.ب): "مباشرةً بعد سماعي لمَنع بيع النقاب، أول ما تبادر لذهني أنني سأُمنع من لبسه قريبًا في الشارع، وهذا هو الذي لم أتقبل حتى التفكير فيه، كيف ستتعامل مع أحد من أعوان السُلطة وهم يأمرونني بخلعه؟! هل الأمر فعلًا جدي في بلدنا هذا الإسلامي؟!".
ولا ننسى في الأخير أن نذكر بالآثار السلبية التي كانت لإشاعة "منقبة سلا التي تشرمل وجوه الفتيات!!" قبل عامين، والتي راح ضحيتها عددٌ لا يستهان به إذ تعرضن لظروف تخويفٍ وترهيبٍ شديدة، بل وتعرضت منقبات للضرب والإهانة والقذف والتشهير.
إبراهيم بيدون
صحفي بجريدة هوية بريس الإلكترونية، وجريدة السبيل الورقية.
- التصنيف: