غير معقول عبد الناصر رمز العزّة!!!
منذ 2010-12-24
بعدما أنهيت بعض الأعمال بمحكمة النقض يوم الأحد 12 ديسمبر وجدت مظاهرة لما يطلق عليه قوى المعارضة أمام المحكمة فوقفت أشاهد ما يحدث فمن المهم جداً فضح التزوير والاستبداد بكل الطرق..
بعدما أنهيت بعض الأعمال بمحكمة النقض يوم الأحد 12 ديسمبر وجدت مظاهرة لما يطلق عليه قوى المعارضة أمام المحكمة فوقفت أشاهد ما يحدث فمن المهم جداً فضح التزوير والاستبداد بكل الطرق..
فوجدت الآتي تجمع من يساريين ووفديين وناصريين وشباب يحملون أعلام الغد ومجموعة من حزب العمل ونواب الإخوان الذين تم إسقاطهم بالتزوير..
وانطلقت الهتافات تهتف ببطلان مجلس الشعب وسقوطه ورفض التوريث..
وكان مما استوقفني هو تصدر الدكتور البلتاجي من الإخوان لهتافات سقوط البرلمان بكل حماس..
ومن المشاهد المتكررة في هذه الوقفات هو تلفت بعض السياسيين للبحث عن الفضائيات والحديث معهم والنظر إليهم عند التصوير لالتقاط الصور وهكذا هم؛ السياسة عندهم منظرة وأسمائهم معروفة..
ثم بعد فترة جاءت مجموعة من شباب حركة 6 أبريل مخترقة كل التحصينات بمظاهرة صغيرة أذهلت الأمن الذي حاصرهم ودفعهم بالقوة إلى الدخول في كردون المظاهرة المحاصرة، وقد استوقفني مشهدهم وهم شباب صغار ينطلقون بكل حماس يهتفون ضد الدولة والفساد والتزوير في الوقت الذى أرى كثير من الإسلاميين يمرون من أمام المظاهرة كأنها لا تعنيهم مطلقاً رغم أنهم أولى الناس بالهتاف ضد الظلم..
وأقول في نفسي نعم الإسلاميون هم أشد الناس تعرضاً للقهر..
ولكن هل امتد القهر للأجيال الجديدة التي لم ترى ذل وقهر السجون أم أن فتاوى تكفير السياسة جمدت الجيل الجديد!!!
ثم جاء رجل (مسيحى) من قادة حركة كفاية متأخراً ووجد البلتاجي محمولاً يهتف والناس ورائه، فرأيت في عينه الغيظ فأسرع مخترقاً الجموع وهو يشير لكاميرات الفضائيات وصعد يهتف بسرعة لأخذ اللقطة..
وأخذت أتتبع بنظري جموع الحاضرين فوجدت بعضهم من أكثر الناس عداوة للتدين وللإسلاميين ولهم مواقف ومقالات في ذلك وحزنت وقلت في نفسي أين الإسلاميون؟! إنهم يسرقون منا العمل العام والتحرك السياسي وهم قلة متنافرة مختلفة ونحن الإسلاميون يجمعنا الكثير ولكن سيف الخوف والقهر والظلم وفتاوى التجميد والانعزال كل ذلك جعل حقيقة المشهد الذي ينبغي أن يمتلكه الإسلاميون بيد لصوص السياسة ومحترفي اللقطات الفضائية (وذلك بخلاف الإخوان فجهدهم متميز مشكور ورجال حزب العمل الكرام والبعض من الوطنيين الشرفاء) وظللت أُحدث نفسي بحسرة وأقول لماذا لا يتم تأصيل آلية تحرك سياسي تجمع الإسلاميين وتصعد بهم لمكانتهم الحقيقية في المشهد السياسي؟! ولماذا يبقى الإخوان وحدهم؟! ولماذا الخلاف معهم حول العمل السياسى لا يكون تنوع وليظهر من الإسلاميين من عندهم العمل السياسي المنضبط؟! وقلت في نفسي يقيناً ما يحدث مقصود..
ثم كان أهم ما استوقفنى في تلك المظاهرة صور للرئيس جمال عبد الناصر مكتوب تحتها عبد الناصر رمز العزة..
فقلت في نفسي غير معقول عبد الناصر رمز العزة؟!!!!
هل نحن فى آخر الزمان فانقلب المنكر معروف والمعروف منكرا؟!!
(ومع كل تقديرى لبعض الناصريين المعاصرين الذين ينكرون ما حدث فى الستينات) فالمصريين لم يشهدوا الذل إلا في عهده فقد تأسست البنية التحتية لقواعد الظلم والقهر وخاصة للمسلمين في عهده الذي تشرفت سجون مصر كلها أن ضمت بين جدرانها أشرف وأطهر الرجال من المسلمين المخلصين..
وتم تأسيس مدرسة التعذيب الجهنمي في عهده، وعرفت المذابح في المعتقلات في عهده، وجعل البلد معظمها مخبرين وقد ُكتب في ذلك الكثير لا يحصى..
وأنا شخصياً أعتقد أن عبد الناصر هو الأب الروحي للمستبدين والظلمة فى مصر..
فلم تشهد مصر في عهده إلا كل الظلم والاستبداد وضياع للحريات وإقصاء لكل شريف وتصعيد لكل وضيع منافق.
وأتسائل مع كل اعتراضي ومعارضتي لظلم النظام الحاكم لكن هل كان عبد الناصر رمز العزة كما يقولون يسمح بتلك المظاهرة؟! مع يقيني أن النظام ترك المظاهرة للتنفيس عن الغاضبين..
والله كان سحلوا الناس في بيوتهم قبل أن يتجمعوا في مظاهرة وأعتقد في عهد ناصر كانت المظاهرة ستخرج تهتف وترقص للمجلس الحر النزيه..
وهنا أشير إلى أن كثير من رموز الظلم والاستبداد الحالي هم من مدرسة عبد الناصر والاتحاد الاشتراكي والتنظيم الطليعي، ومنهم من مارس الظلم والخيانة وهو طالب في عهد عبد الناصر فكان يتجسس على زملائه وظل يترقى حتى وصل إلى ما وصل إليه الآن..
ومع تكرار صور عبد الناصر قلت في نفسي ماذا يقصدون بالعزة هل يقصدون السياسة الخارجية فهذا أعجب فمصر لم تعرف هزيمة في تاريخها العسكري مثل هزيمة 67 وفى عهده نعم تميز الخطاب السياسي ببعض العنتريات، فقلت ربما الناس تتشوق لبعض القوة في الخطاب السياسي وهو كان يجيد ذلك وفى هذه عندهم حق..
فخطابنا السياسي فى مواجهة العدو الصهيوني والطغيان الأمريكي مهين ويجعل كل مصري يشعر بالعار..
وإذا كان الكلام عن الاقتصاد فلا ينكر أن القطاع العام ساعد الكثيريين على العمل وخلق طبقة جديدة كانت مهمشة ولكن هل سعد المصريون وشعروا بالعزة لا والله فقد تحكمت فيهم مراكز قوى جمعت في يدها الاستبداد والثروة وانظروا كم يملك ورثتهم الآن ورغم أن الواقع تغيرت أشكاله الآن فقد ظهرت مراكز قوى جديدة بشكل جديد ولكن ما زال حق المواطن المصرى والمسلم خاصة في العدل والحرية مفقود ومازالت الشريعة الإسلامية والمنادين بها يعاملون معاملة الأعداء كل ذلك بسبب مدرسة الاستبداد التي أسسها عبد الناصر ومازالت تحكمنا.
وشاهدت أطفال وفتيان صغار يمرون مسرعين بيد أبائهم فأشفقت عليهم فالجو بارد جداً والرياح شديدة مملؤة بالأتربة وتركت المظاهرة وأنا أقول المناخ يشبه المناخ السياسي والاحتقان شديد وغبار الظلم تصاعد في كل مكان والجيل الجديد محاصر بين مدرسة تجمده ومناخ يفسده..
لكن من يأخذ بيد الجيل الجديد ويعلمه معاني العدل؟!! لقد فشل الناصريون وتركوا لنا كل قواعد الظلم، وفشل العلمانيون بكل مسمياتهم في بناء أي قاعدة للعدل في مصر وجعلوا مصر مسخ مشوه وأعتقد أن الوقت حان للإسلاميين أن ينهضوا ويقوموا بواجبهم في الحياة العامة ويقدموا النموذج في العدل والتضحية وقيادة الناس بهدي خير الناس محمد صلى الله عليه وسلم فهو رمز العّزة الحقيقي..
وأخيراً نهضة الوطن لن تكون إلا بالإسلام فأين أنتم يا أهل الإسلام؟؟؟
ممدوح إسماعيل - محام وكاتب
Elsharia5@hotmail.com
المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
- التصنيف: