كلمة للشيخ أبو إسحاق حول أحداث الأسكندرية
منذ 2011-01-05
علمت اليوم بحادث تفجير مروع وقع في الأسكندرية أثناء احتفالات النصارى بعيد الميلاد، وأن شاباً فجَّر نفسه في جموع الحاضرين مما أسفر عن مقتل أكثر من عشرين نفساً من النصارى والمسلمين، وإصابة أكثر من مائةٍ، إصابةُ بعضهم خطيرة...
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه كلمتي في الأحداث الجارية
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فقد علمت اليوم بحادث تفجير مروع وقع في الأسكندرية أثناء احتفالات النصارى بعيد الميلاد، وأن شاباً فجَّر نفسه في جموع الحاضرين مما أسفر عن مقتل أكثر من عشرين نفساً من النصارى والمسلمين، وإصابة أكثر من مائةٍ، إصابةُ بعضهم خطيرة.
وهذا الذي حدث لا يجوز شرعاً، ومرتكبه آثم، والقصد منه إشعال نار الفتنة في بلادنا، لاسيما في الآونة الأخيرة، والمشهد كله يحتاج إلى قراءة صحيحة وعاقلة، فهذا التوتر الكائن بين المسلمين والنصارى خلفه مقصد رئيس لأعدائنا، وهو إشاعة ما اصطلحوا على تسميته بـ: "الفوضى الخلاقة" في بلاد المسلمين.
ومقصدهم: الفوضى المنظمة التي تقوم على أصول لإشاعة أكبر قدر من الفساد وليست الفوضى بمعناها العام، كما لو قلت: إن المؤسسة الفلانية تحولت من الفساد إلى إدارة الفساد.
ومعلوم أن الفتنة إذا وقعت واتصل شرها بالعوام فلن يستطيع إطفاءها كل عقلاء الدنيا، فالذي ينبغي أن يكون ولا يجوز غيره هو توعية الجماهير بالأحكام الشرعية والآداب المرعية، وذلك بنشر العلم الصحيح بينهم، وفتح الباب أمام جهود العلماء الربانيين الذين تثق الجماهير في علمهم ودينهم وجعل الله لهم لسان صدق في الناس، فلن يرجع الناس إلى الحق والعدل إلا أن يعرفوا كلام الله ورسوله وتفسيره على وجهه الصحيح الذي كان فاشياً في السلف الصالح، وصار الآن غريباً كل الغربة.
فيجب على الدولة أن تحشد كل طاقتها بالحق والعدل لوقف هذا النزيف.
ومعلوم لكل من يقرأ المشهد قراءة صحيحة -حتى ولو على عجل- أن أعدائنا لا يريدون بمصر خيراً، ولن ينجينا من هذا إلا أن نرجع إلى الله عز وجل ونطرح أنفسنا على عتبة عبوديته، ونستعين به حق الاستعانة بعد بذل الأسباب الصحيحة.
وعلماء الشريعة هم الجهاز المناعي للأمة فيجب تقويته والحرص عليه، وما انتصر المسلمون على أعدائهم كالتتار مثلاً إلا لما قام العلماء بدورهم وساندهم الأمراء.
فالعلماء هم الملوك بغير تيجان، وتنحيتهم عن المشهد خسارة جسيمة، والله أسأل أن يحفظ مصر وسائر بلاد المسلمين مما يراد لهم من قبل أعدائهم، إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير.
وكتبه أبو إسحاق الحويني
حامداً الله تعالى ومصلياً على نبينا وآله وصحبه
محرم 1432 - يناير 2011
أبو إسحاق الحويني
أحد الدعاة المتميزين ومن علماء الحديث وقد طلب العلم على الشيخ الألباني رحمه الله
- التصنيف: