أويس القرني
فمع أن أويسا كان رث البيت ، قليل المتاع ، نزر المال إلا أنه كان - كما في سير أعلام النبلاء للذهبي 4 / 30 - إذا " أمسى، تصدق بما في بيته من الفضل من الطعام والشراب ، ثم قال: اللهم من مات جوعا، فلا تؤاخذني به، ومن مات عريا، فلا تؤاخذني به "
أويس القرني ، ومن مثل أويس : دينا ، وزهدا ، وتعبدا ، وخشية ، وإنابة !
أخبر صلى الله عليه وسلم أنه خير التابعين ، وحرص عمر بن الخطاب رضي الله عنه على لقائه ، وطلب الدعاء منه ، لما سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال « يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن ، من مراد ثم من قرن ، كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم ، له والدة هو بها بر ، لو أقسم على الله لأبره ، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل» [ رواه مسلم]
فتأمل حال أويس ، خير التابعين ، الذي لو أقسم على الله لأبره .
له والدة هو بها بر ! فتلك خصلة ما أعظمها ، وكم يبلغ بر الوالدين بأصحابه !
ثم خصلة أخرى عجيبة غريبة .
فمع أن أويسا كان رث البيت ، قليل المتاع ، نزر المال إلا أنه كان - كما في سير أعلام النبلاء للذهبي 4 / 30 - إذا " أمسى، تصدق بما في بيته من الفضل من الطعام والشراب ، ثم قال:
اللهم من مات جوعا، فلا تؤاخذني به، ومن مات عريا، فلا تؤاخذني به "
فأي نفس مرهفة ، محبة للخير ، شفيقة بالخلق ، حريصة على الناس ، مثل تلك النفس .
فاللهم من مات من المسلمين مظلوما ، مقهورا ، جائعا ، مشردا ، مريضا ، فلا تؤاخذنا به ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
أحمد قوشتي عبد الرحيم
دكتور بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة
- التصنيف: