عون الرحمن في وسائل استثمار رمضان - (30) يوم في حياة صائم
رمضان شهر القرآن، فيَنبغي أن يكون العمل مضاعفًا في هذا الشهر، لا بدَّ أن تكثِّف وتُكثر في هذا الشهر من تلاوة القرآن، فيا بن الإسلام، ألستَ تحبُّ الله؟ فلماذا لا تُكثر من تلاوة كلامه؟!
بدايةً: بركة اليوم التبكير إلى صلاة الصُّبح وسَماع الأذان في المسجد:
والتبكير له فضلٌ، وله بركته، ولكن للأسف الشديد تجد كثيرًا من الناس - ولا سيَّما الإخوة الملتزمين - لا يُبكِّرون إلى المسجد إلا بسبب أن شيخًا مشهورًا سيستمعون إليه، فيضطر للتبكير؛ ليراه وليَقترب منه وليُصافحه، ولكنه لا يُبكِّر لوجْه الله، أمَّا المسجد الذي يصلي فيه -فى حَيِّه - فإنه يتأخَّر عن صلاة الجمعة والجماعة، يأتي في نصف الخطبة، أو يَجلس قريبًا من الباب؛ لتكون مغادرته للمسجد سريعًا بعد انتهاء الخطيب؛ أسأل الله أن يَهدينا جميعًا، ويتوب علينا.
انتبه أخي يا بن الإسلام، وبَكِّر إلى صلاة الصبح، واسْمَع الأذان وأنت في المسجد؛ لتحصِّل الفوائد الكثيرة للتبكير إلى المسجد وانتظار الصلاة، وقد ذكَرتُ بعضًا منها قبل ذلك، فارْجِع إليها إن شئتَ.
والتبكير في كلِّ الصلوات، ولكني أخصُّ بالذِّكر الفجر والمغرب، وأحبُّ أن أنبِّهك أن تستيقظَ لصلاة الفجر لله، وليس للعمل أو للسحور، والأكل والشرب، أو غير ذلك، بل لله وحْده.
واخرج إلى الصلاة لا تُريد إلا الصلاة؛ لتحصُل على الأجر كاملاً، ففي الصحيحين: «إذا توضَّأ أحدُكم، فأحسَن الوضوء، ثم خرَج إلى المسجد لا يَنزعه إلاَّ الصلاة، لَم تَزَل رجله اليسرى تَمحو سيِّئة، وتكتب الأخرى حسنة، حتى يدخل المسجد».
في صلاة الفجر بعد أن تصِلَ إلى المسجد، صلِّ ركعتين فقط، ولا تَزِد على ركعتين؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- نَهى أن يصلَّى بين الأذان والإقامة في الفجر إلاَّ ركعتا النافلة، ثم استحضِر الخشوع والسكينة، وعليك بالدعاء؛ لأن قرآنَ الفجر مشهودٌ، تَشهده الملائكة، والله تعالى يَنزل في الثُّلُث الأخير من الليل نزولاً يَليق بجلاله، حتى تنتهي صلاة الصبح، وجمهور المفسِّرين على أنَّ المراد بقرآن الفجر في قول الله تعالى: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} [الإسراء: 78]، أنه القرآن الذي يُقرأ في الصلاة؛ لتهيِّئ بذلك قلبَك لقرآن الفجر.
احْتَفِظ بحرارة الخشوع بعد الصلاة، وذلك بالمكث في المسجد أكبر وقتٍ مُمكن بعد الصلاة، لا بد أن تَعتكف حتى الشروق، وبعد شروق الشمس بعشرين دقيقة، ثم تُصلي ركعتين.
ماذا تصنع بعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس؟!:
أولًا: تقول أذكار الصباح.
ثانيًا: تقرأ وِرْدك من القرآن.
ثالثًا: الكلمات الخمس التي تحدَّثت عنها في وسيلة الاعتكاف اليومي.
لا بدَّ أن توطِّن نفسك على هذا، على أن تَمكث في المسجد أطول وقت ممكن؛ كان شيخ الإسلام إذا قضَى صلاة الصُّبح، أقبلَ بوجهه إلى الحائط في مِحرابه حتى الضحى، ولا يَلتفت ويقول: هذه غَدوتي، إذا تركتُها سقطَت قوتي؛ يعني: هذا غذائي إن لَم أفعَلْه أَمُتْ؛ ولذلك إذا جلستَ في المسجد بعد صلاة الفجر، فممنوع أن تتكلَّم، ممنوع التعامل مع أحدٍ، ممنوع الانشغال بشيء غير الأذكار، لا تَلتفت، ولا تنظر لأحدٍ، وَجِّهْ وجْهك إلى الحائط، وقلِ الأذكار، واقرأَ وِرْدك من القرآن، ولا تَنسَ الكلمات الخمس التي هي وصايا مهمَّة لا بدَّ منها.
تتمَّة الأعمال:
ثم بعد ذلك هناك صلاة الضحى، فصلِّها ركعتين أو أربعًا، أو ستًّا أو ثماني، ثم انصرِفْ من المسجد، وإن كان ثَمَّةَ وقت للنوم، أو المُضي إلى العمل، فامْضِ.
ثم المحافظة على الأذكار الموظفة، كأذكار دخول المسجد، والخروج منه، ودخول البيت، والخروج منه، وأذكار النوم، والأكل والشرب، والركوب، وغيرها، وعليك في هذا الشأن بكتاب حِصْن المسلم؛ للقحطاني، أو كتاب مختصر النصيحة؛ للمُقدّم.
فإذا مضَيتَ إلى عملك، فاعْلَم أنك في عبادة من ساعة نويْتَ الصوم عند طلوع الفجر، كأنك دخلتَ الصلاة بتكبيرة الإحرام، فإيَّاك أن تلتفتَ بقلبك عن الله أثناء النهار، فلا يصحُّ أن تكون في عبادة وتكذِب، أو تَنِمُّ أو تَغتاب، أو تنظر إلى امرأة متبرِّجة، إذا صُمْتَ، فليَصُم سَمعُك وبصرك ولسانك، وأنت تعرف عن ماذا يصومون.
ثم انْتَبِه إلى أنَّ رمضان شهر القرآن، فيَنبغي أن يكون العمل مضاعفًا في هذا الشهر، لا بدَّ أن تكثِّف وتُكثر في هذا الشهر من تلاوة القرآن، فيا بن الإسلام، ألستَ تحبُّ الله؟ فلماذا لا تُكثر من تلاوة كلامه؟!
إنَّك لو أحببْتَ الله لأطَعْتَه، وليس شرط المُحبِّ العِصمة، ولكن شرطُه كلما زلَّ أن يتلافَى تلك الوصمة، وحال السلف في رمضان مع القرآن عجيبٌ، وقد ذكرتُ شيئًا من ذلك عند الكلام عن القرآن، فليستحوذ القرآن على غالب وقْتك بالنهار: قراءةً، وتدبُّرًا، وترتيلاً، ولتَحرِص على الختمة دائمًا، فلا تترك المصحف من يدك أبدًا، وأمَّا إذا كنتَ في عملك، فالْزَم الذِّكر، ولا تَفتُر مُطلقًا.
احْذر الذين يأكلون وقتك:
بعد أن تذهب إلى كُليَّتك أو عملك، ستجد مَن يقابلك، فيقول لك: هل سَمِعت فزورة الأمس؟ تعالَ نلعب؛ لكي نسلي صيامنا، هل رأيت المسلسل؟ هل رأيت المسرحية؟ يريد أن يضيِّعَ وقتك، ويُعطِّلك عن طاعة ربِّك؛ لأن قلبه فارغٌ، فيريد منك أن تكون مثله، وأشرُّ ما على القلب خُلطة البشر؛ لذلك حَوِّلْ - أخي يا بن الإسلام - الحوار لصالح الدِّين، حوِّل مجلس الغيبة والنميمة واللغو إلى مجالس ذِكرٍ لله، إذا قال لك: هل سمعت المسلسل؟ فقل له: وهل سَمِعت أنت قول الله تعالى: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ﴾ [البقرة: 186].
هكذا يبتعد عنك، أو تكون قد أفَدْته وعمَّمت الخير، ودعوت إلى الهدى، فإذا قرأ عشر آيات فكأنَّك قرأتَها، لكني أُريدك أن تنجوَ بنفسك، وأن تعبدَ الله وحْدك بجدٍّ ونشاط؛ فقد فاتَت سنون طويلة وأنت تسوِّف وتؤجِّل، وإذا مَدَّت إليك فتاة يدَها لتُصافحك، فقل لها: "إني لا أُصافح النساء"؛ كما قال نبيُّك فيما أخرَجه أحمد وصحَّحه الألباني، فإذا قلت ذلك، فسوف تتخلَّص من هذه المشكلة نهائيًّا، والله المستعان.
واحْذَر أن تُضيِّع رمضان في المُزاح، دَعْك من الضحك واللهو، وتضييع الأوقات بالنكات الكاذبة الفجَّة المُنكرة، إنما ينبغي أن يَعلوكَ الحزن؛ لأنك تَخاف ذنوبك، وتَخاف يومًا تشيب فيه النواصي، فهل تستطيع أن تَضحك في هذا اليوم والله يقول: ﴿ وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا ﴾ [مريم: 71].
أريد أن تَمتنع عن الضحك والمُزاح قليلاً، خَفِّف ما استطعتَ.
وكذلك تَقلَّل من الأكل، والمصيبة أن الناس جعَلوا رمضان موسمًا للأكل، شرَع الله الصيام للامتناع عن الطعام بالنهار، فانفتَح فيه الناس بالليل، وتجد تَكلفة الطعام في رمضان ضِعفَ غيره من الشهور، ولو قلنا لك: إنك تأكل في غير رمضان ثلاث وجبات، وفي رمضان وجبتين، فلماذا لا تجعل الثالثة للفقراء؟ تقول: ومن أين؟ إننى أقترض في رمضان من أجْل الطعام.
هذا هو الواقع عند كثيرٍ من الناس، صاموا عن الطعام بالنهار، وتوسَّعوا فيه بالليل، صاموا عن شهوة الفَرْج في النهار، فسَخِر بهم شياطين الإنس بالمسلسلات والأفلام والفوازير؛ ليزيدوا لهم من هذه الشهوة في الليل، وهكذا حصَّل الناس عكس المقصود من مشروعيَّة الصيام في رمضان، فزادَت الشهوات التي شُرِع رمضان لعلاجها وضَبْطها، وتلك عقوبة، فانسَ الضحك والمُزاح في رمضان، وتعوَّد على المُجاهدة.
اخرُج للعمل وأنت ذكَّار:
وأُريدك أن تعدَّ الأذكار حتى تتشجَّع؛ قل سيِّد الاستغفار خمسمائة مرة، قُلْه مائة مائة، فإذا شَعَرت بلذَّة الذِّكر، فاستمِر وأكْمِل، فلا تَدري متى يُغلق عنك باب هذه اللذَّة، وهكذا ينفتح لك باب الأذكار، قل: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم، ألف مرة أو أكثر، فالله يَدلُّك على ما يُحبه ثم أنت لا تقوله! قل: ربِّ اغفر لي، وتُبْ علىّ؛ إنك أنت التوَّاب الرحيم، أو صَلِّ على النبي بالصلاة الإبراهيميَّة، أو بأي صيغة أخرى من صِيَغ الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- وهكذا أكْثِر من الأذكار، وعُدَّ على أناملك؛ فإنها مستنطقات، واحْذَر المسبحة.
صَلَّينا الصُّبح في جماعة، وجَلَسنا في المسجد حتى شروق الشمس، ثم صَلَّينا الضحى، ثم ذهبْنَا إلى العمل، وفي العمل تنشغل بعملك فقط وتُتقنه، وإذا لَم يكن هناك عمل، انْشَغِل بالقرآن والذِّكر، وحتى وأنت تعمل تستطيع أن تعملَ بيدك، ولسانك وقلبك مُنشغلان بذِكر الله، انْشَغل بالذِّكر طوال يومك: في الطريق، في السيارة، في البيت، في كلِّ وقتٍ انْشَغِل بذِكر الله، لا تَغْفل، ولا تَفتُر، والله المستعان.
متابعة أهل البيت:
أخي الحبيب، الآن عُدتَ من العمل، عندما تدخل بيتك، قبل أن تَسأل زوجتك عن الطعام، سَلْها عن الصلاة: هل صَلَّيْتِ العصر؟ هل صَلَّيْتِ الظهر؟ هل قلتِ الأذكار؟ كم مرة استغفرتِ اليوم؟ كم جزءًا قرأتِ اليوم؟ وتتابع أولادك: تعالَ يا بُني: ماذا حفظتَ اليوم؟ استغفرتَ اليوم كم مرة؟ صَلَّيتَ على النبي كم مرة؟ بماذا دعوتَ الله اليوم؟ قل يا بُني: مَن ربُّك؟ ما دينُك؟ مَن نبيُّك؟ قل يا بُني: ما معنى الإسلام؟ ما معنى اليقين؟ ما معنى الإخلاص؟ تعلَّم وعَلِّم ولدَك وزوجتك، هاتِ المصاحف واجْلِس في حلقة تقرأ فيها القرآن معهم وتتدارسه، فاللهم امْلأ بيوت المسلمين قرآنًا وخيرًا وبركةً يا ربَّ العالمين.
البيوت اليوم مليئة بالمشكلات؛ لأنه لا يُذكر الله فيها إلا قليلاً، البيوت مليئة بالمشكلات؛ لأن الزوجة ترى الزوج غافلاً، فتزداد غفلة، ترى الزوج يعصي الله، فتزداد عصيانًا، ترى الزوج لا يُطيع الله، فتَجْتَرئ عليه.
فلا تغفل أخي يا بن الإسلام عن الصلاة والصيام، والذِّكر والقرآن؛ فقد أخرَج الترمذي وحسَّنه الألباني: ((من كانت الآخرة هَمَّه، جمَع الله عليه شَمْله، وجعَل غناه في قلبه، وأتتْه الدنيا وهي راغمة)).
اجْلِس مع أولادك وزوجتك قبل المغرب، اقرؤوا جزءًا من القرآن، واجْتَمعوا للدعاء لأنفسكم وللمسلمين؛ فيُصبح البيت جنة، وتعيش في جنة، مع زوجة من الجنة، وأولاد من الجنة.
انْشَغِل بأذكار المساء حتى يؤذّن للمغرب، ثم تُفطر على ثلاث تمرات، ثم تَشرب شيئًا من الماء، وعندما تُفطر لا تَنسَ دعاء وذِكر الإفطار: "ذهَب الظمأ، وابْتَلَّت العروق، وثبَت الأجر إن شاء الله"، أسأل الله أن يأْجُرَنا، وأن يكتبَ لنا الأجر كاملاً، ثم صَلِّ بعد الأذان سنة المغرب القبليَّة، فيَجتمع لك أمران: أنَّ الوقت بين الأذان والإقامة يُستجاب فيه الدعاء، وأنَّ هذه ساعة إفطار يستجاب فيها الدعاء، وأنك وأنت ساجد يُستجاب لك الدعاء، فجمَعت بين هذه الثلاثة، فاجْعَل من الدعاء دعاءً لي وللأُمَّة: اللهم اكْشِف الغُمَّة عن جميع الأُمَّة.
صلاة المغرب في المسجد:
ثم سارِع إلى صلاة المغرب في المسجد، إذا أُذِّنَ للمغرب أفْطِر، واعْلَم أنه يُباح الأكل مع الأذان وأنت تردِّده، ولا تَنس أن للصائم عند فِطره دعوة مستجابة، فيا تُرى ما هو الذي ستَطلبه في هذا الدعاء؟!
أنصحك اطْلُب الجنة وأسبابها، اللهم إنا نسألك الجنة وما يُقرِّب إليها من قول أو عملٍ، ونعوذ بك من النار وما يُقرِّب إليها من قول أو عملٍ.
حين يؤذِّن المؤذِّن تذَكَّر أنك مطالَبٌ بصلاة فريضة، لا تَجعل الارتباط بالأذان هو الأكل فقط، إنما الأذان نداء للصلاة: حي على الصلاة، حي على الفلاح، والأفضل أن تذهب إلى المسجد قبل الأذان وتَقف تنتظر الصلاة، وساعتها تتذكَّر يوم يقوم الناس لربِّ العالمين، وتجتهد في الدعاء أن يُنجيك الله في هذا اليوم.
بعض الناس يقول: سوف أُفطر ثم أخْرُج إلى الصلاة، وهذا غالبًا ما تفوته ركعة؛ لاستعجال الناس بصلاة المغرب، أقول: بل خُذ معك تمرًا واذْهَب إلى المسجد، فإذا لَقِيت أحدًا في الطريق فأعْطِه تمرة يُفطر عليها، فيكون لك مثل أجْره، وادْعُه لصلاة المغرب معك في المسجد، وتكون قد أمَّنْتَ على العبادتين.
وتلك هي هواية التأمين على العبادات:
من الناس من يهوى التأمين على السيارات والعمارات وعلى الحياة - وشركات التأمين حرامٌ لا تجوز - فكن أنت من هُواة التأمين على العبادات، عندما تذهب إلى الصلاة اصْطحِب معك أحدَ الناس، فلو خرَجت من صلاتك بخمسين بالمائة، فتُكمل هذا النقص بصلاة هذا الذي صلى معك؛ ففي صحيح مسلم: ((مَن دعا إلى هدًى، كان له من الأجر مثل أجور مَن تَبِعه))، وكذلك عند الصيام، فطِّر صائمًا يُكتَب لك مثلُ أجر صيامه، حاوِل أن تؤمِّن على عباداتك بأن تجعلَ لك رصيدًا مؤخرًا ينفعك إذا حصَل منك نوعُ تقصير، أعطِ صائمًا تمرة، وقل له: أفْطِر على هذه وادعُ لي؛ فإن للصائم دعوة مستجابة، فعسى أن يدعوَ لك فيُستجاب له، واحْرِص على أن يُفطر معك كلَّ يوم مسكين، وقد تقول: كيف أفطر مع مسكين وأتْرُك أهلي وأولادي؟! أقول لك: اجْمَع بين الخيرين، واجْعَله يُفطر مع أهله، ولتُفطر أنت مع أهلك؛ بأن تُعطيه جزءًا من الطعام الذي تَعُدُّه لنفسك وأهلك، والذي غالبًا تأكلون نِصفه وترمون الباقي، فمن الآن اشترِ العمود الذي يوجد فيه أوانٍ بعضها فوق بعض، ويُحمل في اليد؛ لتملأه بأصناف الطعام كلَّ يوم وتُعطيه للفقير، والله يتقبَّل منك.
الإفطار الأمثل:
ثم تعود إلى بيتك سعيدًا منشرحًا، تلقي السلام وتُبشِّرهم بالدعاء، ثم اجْلِس إلى الإفطار متذكِّرًا نعمة الله عليك، ولا تَشغلك النعمة عن المنعِم، وتذكَّر أن الله تعالى أمرَك بالنظر قبل الأكل، فقال: ﴿ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ ﴾ [الأنعام: 99].
قبل أن يقول: ﴿ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الأنعام: 141].
فلا بدَّ أن تنظر إلى طعامك وتأمُر أولادك بذلك؛ لكي تشكروا نعمة الله، وتتدبَّروا رزْقَ الله، وتشعروا بنعمة الله عليكم، وهذه فائدة فاغْتَنِمْها.
ثم تذكَّر حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي أخرجه أحمد وصحَّحه الألباني: ((بحسب ابن آدمَ لُقيمات يُقمْنَ صُلبه، فإن كان لا محالة فاعلاً: فثُلُث لطعامه، وثُلُث لشرابه، وثُلُث لنفَسه)).
وإنى أحَذِّرك من مجاوزة الحدِّ والطُّغيان الحاصل في بيوت المسلمين في رمضان في موضوع الطعام والشراب؛ قال تعالى: ﴿ كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى ﴾ [طه: 81].
إيَّاك والطُّغيان؛ وهو مجاوزة الحد، نعم: يجوز الشِّبع أحيانًا، ولكن اعْلَم أنه إذا امْتَلأت المعدة نامَت الفكرة، وخرسَت الحِكمة، وقعَدت الأعضاء عن العبادة.
فإذا استوفَيْتَ الإفطار تكدَّر الليل بالنوم، وإذا استوفَيْتَ السَّحور تخبَّط النهار بالكسل، بل تأكُل عند الإفطار الثُّلث، حتى تشعر عند السَّحور بالجوع، فتَستيقظ للسَّحور؛ طاعةً لأمر الله وطلبًا لمَرضاته، والتماسًا لصلاة الله وملائكته على المتسحِّرين، وأيضًا لدَفْع الجوع الحاصل، والتقوِّي بالطعام على الطاعة؛ لكي تستطيع أن تعملَ في النهار: ((بحسب ابن آدمَ لُقيمات يُقمن صُلبه))، وصلى الله على رسول الله؛ كان يمرُّ الهلال والهلال والهلال، ولا يوقَد في بيوت آل محمد نارٌ، وهو سيدنا وسيد الخَلْق أجمعين - صلَّى الله عليه وسلَّم.
سبحان الله، يظل شهرين ولا يَذوق فيهما شيئًا قد طُهِي على النار، فعلامَ كان يعيش هو وأزواجه؟! كانوا يعيشون على التمر والماء، فهل تستطيع أنت أن تعيش على التمر والماء؟! لماذا لا؟! ماذا سيَحدث لو فعلتَ؟
إذا امْتَلأت بطنك، وأوْشَك الطعام أن يخرج من حَلْقك، سوف تستطيل الصلاة، ولن تَخشع فيها، وتَضطر للخروج إلى الحمام، ويطول مكثك فيه، وإذا أردتَ أن تعرف مقامك، فانظر أين أقامَك!
لذلك أخي يا بن الإسلام خَفِّفْ، كُلِ الثُّلثَ فقط، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم- ودائمًا ضَعْ نُصب عينيك أن أطولَ الناس جوعًا يوم القيامة، أكثرهم شبعًا في دار الدنيا؛ كما في الحديث في صحيح سُنن الترمذي، وصحيح سنن ابن ماجه.
تخيَّر الإمام والمسجد:
ثم عجِّل بالخروج إلى صلاة العشاء مبكِّرًا؛ لتقفَ خلف الإمام، وتخيَّر مسجدًا تستريح له، وإمامًا تستمتع بصوته، ابْتَعد عن أولئك الذين يُغنون، وابتعِدْ عن ضجيج المساجد المشهورة، وابْحَثْ عن مسجد هادئ نظيف، وابْحَث عن إمام إذا قرَأ حسبتَه يخشى الله، ولو كان بعيدًا عن بيتك، لا تبخل؛ فالخُطوات محسوبة، وأجْرُك مدفوع.
إنك عندما تدخل هذا المسجد تَشعر بالسكينة، وعندما يقرأ هذا الإمام تريد ألاَّ ينتهي، ابْحَث عن هذا لعلَّه يُرحم فتُرحم معه؛ فأنت عندما تصلي وراء إمام مخلِص تشعر بأنَّ الرحمة تنزل عليه، وتَصِل إليك هذه الرحمة، فلا تملَّ من الصلاة خلفه.
تدبَّر القرآن آية آية، تذكَّر كيف كانت هذه الآيات تنزل على قلب النبي -صلى الله عليه وسلم- كيف كان الصحابة يعملون بها؟ وعندما تصلي خلف إمام واحدٍ طيلة الشهر، ستعرف بماذا يقرأ غدًا، فاقرَأ القدر الذي سيقرؤه قبله أثناء النهار، وإذا لَم تَفهم كلمة ارْجِع إلى كتب التفسير، حتى تعيش المعنى الحقيقي للآية عندما يقرؤها الإمام في القيام، فإذا عِشْت المعنى فعلاً؛ فلن تملَّ حتى ولو قرَأ الإمام طيلة الليل.
كيف أحصِّل الخشوع في القيام؟
لكي تحصِّل الخشوع يجب أوَّلاً أن تعرف فائدة الخشوع؛ ففي الحديث الذي أخرَجه ابن حِبَّان وصحَّحه الألباني: ((إنَّ العبد إذا قام يصلي أُتِي بذنوبه كلها، فوُضِعت على رأسه وعاتقيه، فكلَّما ركَع أو سجَد، سقطَت عنه ذنوبه))؛ قال الإمام المناوي في فيض القدير: "المراد أنه كلما أتمَّ ركنًا، سقَط عنه ركنٌ من الذنوب، حتى إذا أتمَّ الصلاة تكامَل السقوط، وهذا شرْطٌ في صلاة متوفرة الشروط والأركان والخشوع، كما يُؤذن به لفظ العبد والقيام".
((إنَّ العبد إذا قام يصلي))، فالشرط أن يكون عبدًا وقام؛ إذ هو إشارة إلى أنه قام بين يدي ملك الملوك مقام عبدٍ ذليل.
فمن فوائد تحصيل الخشوع، أنَّك كلما ركَعت أو سجَدت، سقَطت عنك الذنوب، وأن الأجْر المكتوب بحسب الخشوع، وأنه ليس للعبد من صلاته إلا ما عَقَل منها، وأنه: ((ما من امرئ مسلم تَحضُره صلاة مكتوبة، فيُحسن وضوءَها وخشوعها، وركوعها وسجودَها، إلاَّ كانت كفَّارة لِما قبلها))؛ كما روى مسلم.
وأنَّ الخاشع في صلاته إذا انصرَف منها، وجَد خِفَّة من نفسه، وأحسَّ بأثقال قد وُضِعت عنه، يجد نشاطًا وراحة، وتُصبح الصلاة قُرَّة عينه ورُوحه، وجنة قلبه ومُستراحه في الدنيا، فما يزال كأنه في سجنٍ وضيقٍ، حتى يدخل فيها، فيَستريح بها لا منها، فهذه خمس فوائد للخشوع، اجْعَلها سببًا لتحصيل الخشوع؛ لتخشع في الصلاة المفروضة وصلاة القيام، وتَظَلَّ مع الإمام حتى يتمَّ صلاته؛ ففي الحديث الذي أخرَجه أحمد وصحَّحه الألباني: ((إنَّ الرجل إذا صلَّى مع الإمام حتى ينصرف، حُسِبَ له قيام ليلة)).
ماذا أفعل بعد الرجوع من القيام؟
ثم تعود إلى البيت؛ لتُجري مسابقة نافعة لأولادك، مثلاً: استخرِج آية من التي كان الإمام يقرؤها، فتقول لولدك أو زوجتك: متى سَمِعت هذه الآية آخر مرَّة؟ فمَن أجابَ، أعْطِه جائزة: تمرة، أو كُتيِّبًا، أو ورقة أذكار، أو شريطًا جديدًا، أو ملابسَ العيد، أو هَديَّة مناسبة، أو اجْعَلهم يتنافسون مَن يَختم القرآن أولاً.
تفنَّن أخي يا بن الإسلام في أن تُحبِّب الله تعالى إلى أولادك وزوجتك، اجْعَلهم يحبون الله، أعطِهم وأحْسِن إليهم، وقل لهم: لولا أنَّ الله أمرني بهذا، ما فعلتُ ذلك معكم أبدًا، فيحبون الله ويحبونك، اجْعَل ولدك يحبُّ الله لكي يحبَّك؛ لأنه لو أحبَّك من أجْل أنك تُعطيه، فسوف يَكرهك عندما تَمنعه، لكن لو أحبَّ الله لأحبَّك؛ سواء أعطيتَه أو منعتَه؛ لأن الله أمرَه بهذا، وكذلك افْعَل مع زوجتك، وبعد أن ترجِع من المسجد إيَّاك أن تغفلَ، احتَفِظ بحرارة الخشوع، ولستُ أطلب منك أن تَختم القرآن كلَّ يوم، ولا كلَّ ثلاثة أيام، بل اخْتِمه في كلِّ أسبوع مرة، يعني: تقرأ كلَّ يوم خمسة أجزاء: جزءًا في الصباح قبل الصلاة، وجزءًا في المواصلات، وجزءًا بعد العصر مع الأولاد، وجزءًا قبل النوم، وجزءًا تقوم به ركعتين في البيت، فتَختم القرآن أربع مرات، فتكون قد كوَّنت ثروة كبيرة من الحسنات، أسأل الله أن يَرزقني وإيَّاكم الجنة.
تذهب إلى البيت تقرأ جزءًا من القرآن، وتجلس للمحاسبة، ثم تنام مبكرًا؛ لتستطيع أن تستيقظَ مبكرًا.
التهجُّد:
قال تعالى: ﴿ وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ ﴾ [الإسراء: 79].
تصلَّي التهجُّد ركعتين فقط؛ كي تُصيب السُّنة؛ لأنَّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال كما في صحيح مسلم: ((أفضل الصلاة طول القنوت))، وعندما تقوم لا تَنسَ امرأتك معك؛ قال -صلى الله عليه وسلم- فيما أخرَجه أحمد وصحَّحه الألباني: ((رَحِم الله رجلاً قام من الليل فصلَّى ركعتين، وأيْقَظ أهله، فإن أبتْ، نضَح في وجهها الماء)).
اجْتَهد أن تقومَ ساعة أو أكثر قبل أذان الفجر؛ فهذا وقت التنزُّل الإلهى كلَّ ليلة، ينادي ربُّنا -جل جلاله - كلَّ ليلة في السحر في ثُلُث الليل الآخر: ((هل من مستغفر فأغفر له، هل من تائب فأتوب عليه، هل من سائل فأُعطيه))، والحديث في صحيح مسلم، حتى يَطلُع الصُّبح، وذلك كل ليلة، فلا يفوتنَّك هذا الفضل العظيم، وكُنْ من الذَّاكرين في هذه الساعة؛ فهي بركة اليوم وكل يوم، والله المستعان.
قال بعض السلف: ما علَّمني القيام إلا ولدي، والقصة مشهورة، فهكذا ينبغي أن نعلِّم أولادنا القيام، وأن نربِّيَهم على ذلك، اليوم كثير منا لا يستطيع أن يصلِّي الصبح؛ لأنه لَم يتربَّ في بيت يصلي، أو كان أهل البيت يصلون، لكنَّهم لَم يوقظوه، وإنِ استيقَظ، لا يصلي في المسجد، فلهذا ينبغي أن نعوِّدَ زوجاتنا وأولادنا على الاستيقاظ من النوم للصلاة؛ بل يجب أن تكون أنت وزوجتك متناوبين؛ توقِظها وتوقِظك للصلاة، وتتعاتَبا وتتعاقَبا إن لَم تَقوما.
تقوم قبل الفجر بساعة أو بساعتين، توقِظ أولادك كبيرهم وصغيرهم، وقبل الفجر بنصف ساعة تحضرون طعام السحور؛ فـ"السحور أكله بركة، فلا تدَعوه ولو أن يَجرعَ أحدكم جرعة من ماء؛ فـ((إن الله وملائكته يصلون على المتسحِّرين))؛ كما في الحديث الذي أخرَجه أحمد وحسَّنه الألباني.
تأكلون في عشر دقائقَ، وتذهب إلى المسجد مبكرًا، وتصلي تحيَّة المسجد قبل الأذان، وتجلس تستغفر الله؛ ﴿ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [الذاريات: 18].
وقد سبَق في الحديث القدسي: ((هل من مستغفرٍ، فأغفر له))، ثم تصلِّي الصبح، صلاة مشهودة محضورة، وهكذا تَمَّ يومك.
أخي يا بن الإسلام: هل عزمْتَ؟! هل من مشمِّرٍ؟! أسأل الله تعالى أن يُعينَنا على ذِكره وشُكره، وحُسن عبادته، وأسأله أن يوفِّقنا إلى الخير دائمًا في رمضان وفي غير رمضان؛ إنه على كلِّ شيءٍ قدير.
وهكذا أخي يا بن الإسلام، نكون قد انتهَينا من إجابة سؤال: كيف تعيش يومًا في رمضان؟! ذلك اليوم الذي نرجو به أن تُعتق رقابنا من النار، فاللهم أعنَّا يا ربَّ العالمين، والآن إلى البرنامج موجزًا للتذكير والعمل:
البرنامج:
1- التبكير إلى صلاة الصبح في المسجد، فتخرج من بيتك قبل الفجر بربع ساعة، وصلاة المرأة في بيتها أفضل؛ حُكم الشرع.
2- صلاة ركعتين تحية المسجد، ولزوم الاستغفار حتى يُؤذَّن للصلاة، ثم صلاة ركعتي السُّنة.
3- تلاوة جزء من القرآن ما بين الأذان والإقامة - إنِ استطعت، وإلاَّ فهو عليك بعد الصلاة.
4- المكوث في المسجد بعد الصلاة، وقراءة أذكار الصباح، وجزء من القرآن آخَر حتى طلوع الشمس، مع مراعاة عدم التحدُّث مع أحد أو الانشغال بأحدٍ، ومع الكلمات الخَمس.
5- صلاة ركعتي الضحى، ثم الخروج من المسجد.
6- الذهاب إلى العمل أو المدارس أو الكليات، أو العودة إلى البيت إن كان هناك وقت، والنوم لمدة ساعتين.
7- إذا كنت ستَذهب إلى العمل، فعليك بالذِّكر طوال الوقت، ولا تتحدَّث إلاَّ فيما يُرضي الله تعالى، وأتْقِن عملك، ولا تُفسد صيامك، وحَسِّن خُلقك، وإيَّاك واللغو والرَّفث، والغيبة والنميمة، والكذب والفُحش؛ فكلها تنقض الصيام، واقرأ جزءًا من القرآن قبل صلاة الظهر وبعدها، وكذلك في صلاة العصر.
8- إذا كنتَ ستعود إلى المنزل، أو المرأة التي صلَّت في بيتها، فستنام لمدة ساعتين، وتَستيقظ في التاسعة تقرأ القرآن وتَذكر الله تعالى حتى صلاة الظهر.
9- عند العودة من عملك، أو انتهاء المرأة من إعداد الطعام وأعمال المنزل، عليك بجمْع أولادك حولك تُتابعهم وتسألهم ماذا أنْجزوا من عباداتهم.
10- يُمكنك عمل حلقة قرآن في البيت مع زوجتك وأولادك، تقرؤون القرآن حتى قُرب المغرب، ثم عليكم بالدعاء؛ فإنه لا يُرَدُّ.
11- الإفطار على ثلاث تمرات وشَربة ماء، وصلاة السُّنة القبلية للمغرب في البيت، ثم الخروج لصلاة المغرب في المسجد، أو صَلِّ السُّنة في المسجد - إن لَم يكن هناك وقتٌ كافٍ.
12- عليك بأخْذ بعض التمر معك، أو العجوة، أو العصير؛ لإفطار الصائمين الذين لَم يعودوا إلى منازلهم بعدُ.
13- صلاة ركعتي تحيَّة المسجد - إن كان هناك وقت لذلك - ثم صلاة المغرب، ثم العودة إلى بيتك للإفطار مع أهلك، وتكون زوجتك قد صلَّت المغرب مع أولادها الصغار، ثم صلاة السُّنة البعديَّة للمغرب.
14- لا تَنسَ إفطار الفقراء والمساكين، واشْكُر نعمة الله تعالى.
15- التبكير إلى صلاة العشاء في المسجد؛ لكي تقف خلف الإمام، ويُمكنك أن تأخُذ زوجتك وأولادك معك، وصَلِّ مع الإمام حتى ينتهي.
16- عُد إلى بيتك، واقرَأ جزئي قرآن.
17- نَمْ حتى الساعة الثانية صباحًا.
18- الاستيقاظ وصلاة ركعتي تهجُّد، وراعِ فيهما طول القنوت - الوقوف.
19- السحور قبل الفجر بنصف ساعة.
20- الاستغفار، ثم الذهاب إلى المسجد لصلاة الفجر.
نصائح غالية:
• المحافظة على الأذكار الموظفة؛ أذكار الصباح والمساء، دخول المسجد والخروج منه، ودخول البيت والخروج منه، أذكار النوم، والأكل والشرب، والركوب، وغيرها.
• التقليل من الكلام والإكثار من ذِكر الله.
• التقليل من الطعام، والتقليل من الإنفاق والتبذير.
• التقليل من النوم، والمحافظة على وِرد تلاوة القرآن.
• التقليل من المواعيد والارتباطات واللقاءات، والمكالمات الهاتفية.
• التقليل من الخروج من المنزل.
• التقليل من مخالطة البشر.
• غَض البصر، وحُسن الخُلق، والزهد في الدنيا.
• حِفظ اللسان من آفاته جميعًا، مثل: الغيبة والنميمة، والكذب والرِّياء، والبُهتان واللغو، والرفث والفضول.
• المحافظة على جميع السُّنن القبليَّة والبعديَّة للصلوات.
• المحافظة على السواك.
• دوام صِدق التوبة باستمرار كلَّ ساعة.
• صِلة الرَّحم، وبِر الوالدين، وصَدقة كل يوم.
• إفطار الصائمين، وإطعام الفقراء والمساكين.
• تجريد النيَّة وتحقيقها.
• عُلو الهِمَّة والمنافسة.
• خَتْم القرآن أربع مرات على الأقل خلال الشهر، مرة كلَّ أسبوع.
• المحافظة على وِردك من الذِّكر يوميًّا خمسة آلاف مرة؛ ألف: استغفار، وألف: سبحان الله وبحمْدِه، سبحان الله العظيم، وألف: الباقيات الصالحات، وألف: صلاة على النبي، وألف: وِرد مختلف يوميًّا؛ تهليل، سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم وبحمده، لا حول ولا قوة إلا بالله، حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكَّلْت وهو ربُّ العرش العظيم، لا إله إلا الله وحْده لا شريكَ له له الملك وله الحمْد وهو على كل شيء قدير، ومَن زاد فهو أفضل.
• عدم مشاهدة التلفاز.
• الدعاء بظَهْر الغيب لجميع المسلمين.
• الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
• الكف عن المعاصي تمامًا في رمضان، وتجديد التوبة كلَّ ساعة.
الوسيلة الثانية والسبعون: كَفُّ الأذى:
لقد اختلَف الناس في الطباع؛ لاختلافهم في الرغبات والأطماع، وتبايَنوا في الأخلاق؛ لتبايُن الأمزجة والأذواق، وتفرَّقوا في الميول والمأمول؛ لتفرُّق الأصل الذي خُلقوا منه.
وما دام المرء مع غيره؛ يُساكنه ويُجالسه، ويُعامله ويُؤانسه، ويُسابقه ويُنافسه، فالتصادمُ أمرٌ لازمٌ، والمواجهة أكيدة؛ للمخالفات العديدة.
والخَلْق أخلاط، والناس أجناس، والبشر ليسوا على حدٍّ سواء؛ فمنهم جالب للخير، موسوم به، ومَنسوب له، ومعروف بفِعْله، وحريصٌ عليه، وداعٍ إليه، ومرغِّبٌ فيه، قد عفَّ نفسه عن أذى الناس، وكفَّ يده عن التعدِّي عليهم، والإساءة إليهم، وهذا هو المسلم حقًّا، والمؤمن صدقًا.
ومنهم - والعياذ بالله - معروف بالشرِّ، موصوف بالأذى، دَيْدنه التعدِّي، وطَبْعه الإساءة، قد كَثُر شاكوه، وقلَّ شاكروه؛ لأنه نَصَب راية التعدِّي والجَوْر، والظلم والقَهْر، فخاف الناس شرَّه، واتقوا ضررَه، وتحاذَروا خطرَه.
وإنما الناس مستريح من العَناء، ومُستراح من عنائه وبلائه وإيذائه، ومنهم عَوانٌ بين ذلك، فتارة إلى هؤلاء، وتارة إلى أولئك، وأيُّهما غلَب عليه، نُسب إليه، فسعدًا لِمَن كان مِفتاح خير مِغلاق شرٍّ، وتعسًا لِمَن كان مِفتاح شرٍّ، مِغلاق خير.
والواجب المُتحتّم على كلِّ مسلم كفُّ الأذى عن البرايا، وحَبْس النفس عن السوء، ثم المندوب المحبوب لِمَن أراد رِضا الله تعالى وقُربَه، وأجْرَه وحُبَّه، الصبر على البلايا، واحتمال أنواع الرزايا، والرَّد على الخطايا بالعَطايا، وعلى الظلم بالحِلم، وهذا والله من شِيَم الكرام، وطبائع العِظام، وأخلاق الأماجد من الناس.
فعليك أخي يا بن الإسلام بالرَّد على الإساءة بالسماحة، والمدافعة بالتي هي أحسن؛ بالرد الهَيِّن والقول الليِّن، ومن عَلِم أنَّ الجنة جزاء الصبر، لَم يُغْلِه المهر.
ومن مَسَّه الناس بنُصبٍ وعذاب، فليتذكَّر ما أُوذي به ربُّ الأرباب، وله بذلك مبلغ السلوى، وإن عَظُمت البلوى، وفَحُشَت الشكوى، فليس أحدٌ أصبرَ على أذًى من الله تعالى.
وليتأمَّل حِلْمَ الله على مَن عصاه، وسَتْره على مَن خالف أمره، وصَبْرَه على مَن تعدَّى حدوده، فخيرُ الله إليهم نازلٌ، وشرُّهم إليه صاعد، ولَم يقطعه عنهم لعِصيانهم، ولَم يَحجبه عنهم لتمرُّدهم، وإنما يُمهل عاصيهم، ويُملي لظالمهم، ويَصبر على جحود مُعرضهم، ويَغفر زلاَّت مُسيئهم، فسبحانه مِن رحيم حليم، فهو أرحمُ بهم من أنفسهم، وأكْرَم معهم من أقاربهم، وأحْنَى عليهم من ذَوي رَحِمهم، والله رؤوف بالعباد.
وليتذكَّر كم عانى الأنبياء الأصفياء - عليهم الصلاة والسلام - من صنوف الأذى ما لا يَخطر ببالٍ، ولا يوصَف بحالٍ، مع أنهم جاؤوا بالنور من ربِّهم؛ ليخرجوا الناس من ظلمات الكفر والمعصية إلى نور الإيمان والطاعة، وليَسوقوهم إلى جنة عرْضُها السموات والأرض، ولَم يسألوا الناس أجرًا، ولَم يطلبوهم مغرمًا، فلَحِقهم من أجْل ذلك أذًى كثيرٌ، وعذاب كبير؛ ﴿ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَأِ الْمُرْسَلِينَ ﴾ [الأنعام: 34].
وما دُمنا في دار الكمد والنكد، والتعب والنَّصب، والمشكلات والقلاقل، فلا بدَّ من الصبر على زَلاَّت الناس، والإعراض عن جهالاتهم، والإغضاء عن هَفواتهم، وحُسن مُداراتهم، وعند الله تَجتمع الخصومُ.
ومن الناس من يُذكَر بشرِّه، ويُحذر من خطره، حتى بعد موته وانصرام أمْره! فتراه يموت ويظلُّ أذاه مستمرًّا من بعده، يَلحق به في قبره، تَتْبَعه ألْسِنة الشاكين، ودعوات المتضررين، وسيِّئات المُتبعين إلى يوم بَعْثه ونَشْره، فهنيئًا لِمَن مات وماتَت سيِّئاته معه.
ومَن عجَز عن فِعل الخير وبَذْل المعروف، فلا أقلَّ من أن يكفَّ شرَّه عن الخَلْق، فلا يَلحقهم أذاه، ولا يَمسهم سُوءُه، وتلك - لو يعلم المعتدون - صدقة منهم على أنفسهم، ورحمة منهم بهم، فإن ضَعُفت أخي عن الخير، فأمْسِك عن الشر، وإن كنتَ لا تستطيع أن تنفعَ الناس، فأمْسِك عنهم ضرَّك، وإن كنتَ لا تستطيع أن تصومَ، فلا تأكل لحومَ الناس، ودَعْهم مما تحبُّ أن يَدعوك منه.
ولَمَّا عَلِم -صلى الله عليه وسلم- خُطورة الأمر وعَظَمة الوزر، وجلالة الخَطب وفَداحة الذَّنب، جعَل يَستعيذ بالله من أن يجرَّ السوء للناس، أو يسبِّب لهم ما يؤذِيهم في دينهم أو دنياهم، أو يَظلمهم ويتعدَّى عليهم.
فيا بن الإسلام، كُفَّ كَفَّكَ عن الأذى، وأمْسِك لسانك عن السوء، واخْطِم خُطاك عن الخطأ، واحْفَظ بطنك من التخليط، ونقِّ قلبك من كلِّ دغلٍ، وأحْجِم بجوارحك عن جرح الناس، كنْ ذكرًا حسنًا، وخبرًا يَروق للناس جميلاً.
أخي يا بن الإسلام، إنني لَمَّا رأيتُ القوم قد ضَعُفَت أواصرُهم، ورَقَّت روابطُهم، وخَفَّت محبتُهم، وانقطَعت وشائجُهم، ولَم أدرِ برأْس مَن أعْصِب هذه الجناية، وبعُنق مَن أعلِّق تلك الغواية، فتلمَّسْتُ السبب، وتعقَّبت العِلَّة، وسَبَرت أحوال الناس، ونقَّبت في سِجل حياتهم، وفتَّشْتُ بين دَفَّتي معاشهم، فرأيتُ ما أذهلني، وأبصرتُ ما آلمني، فالبعض قد سَلِم اليهود والنصارى من أذاه، ولَم يَسلم منه إخوانه المسلمون في دينهم وأموالهم، وأعراضهم ودمائهم، وغير ذلك مما يطول شرْحُه، ويَصعُب وصْفُه، ويتعذَّر بَسْطه، والحال يغني عن المقال، والواقع يكفي عن السؤال، فعجبًا لِمَن سَلِم منه الأعداء، ولَم يَسلم منه الأصدقاء والأقرباء!
وخَلصْتُ إلى أن أهمَّ سببٍ لهذه الهُوَّة السحيقة، والفجوة العميقة في علاقات الناس ببعضهم، هو أنَّ البعض منهم لَم يَكفَّ شرَّه عنهم، ولَم يَمنع أذاه لهم؛ جهلاً منه ونسيانًا، وحبًّا لنفسه، وإيثارًا لمصلحته، وحفاظًا على أمْر دنياه، وغَفلة عن شأن آخرته؛ وذلك لضَعْف إيمانه، ورِقَّة يقينه، وقِلَّة دينه، وضَعْف الوازع في قلبه، وغياب الرادع من عقله.
ولذا رأيت - من باب إنكار المنكر، وتحذير البشر من الشر؛ حرصًا على استثمار رمضان - أن أجمَع في نهاية هذه الوسائل بعض أنواع الأذى، وأصناف السوء؛ حتى نكون على عِلمٍ بها، وحذَرٍ منها، وبُعدٍ عنها؛ لشناعة عقابها، وسوء عاقبتها، وفي العلم دَفْعٌ لجحافل الجُرم.
وكما أنَّ المسلم مُتعبَّد بفِعل المأمور، فهو كذلك متعبَّد بترك المحظور، وكما أنه مُلزَم بفعل الخير، فهو مَلزَم بالكفِّ عن الشر، والاحتساب في كل ما يأتي ويَذَر، وعند الله يكون المستقر، فيُضاعف لِمَن شكَر، ويُعوِّض مَن صبَر، ويعاقب من تجاوز وكفَر، والله لن يُضيع أجْر من أحسن عملاً.
والله المسؤول - وهو خير المأمول - أن يُصلح أحوال المسلمين، ويؤلِّف بين قلوبهم، ويَجمع كلمتهم، ويوحِّد صفَّهم، ويربط بينهم برباط الإيمان والتقوى، والعُروة الوثقى؛ إن ربي على كل شيءٍ قدير، وبالإجابة جدير، إنه نعم المولَى، ونِعْم النصير.
والآن أذكر بعضًا من صنوف الشر والأذى، التي يجب على المسلم أن يكفَّ عنها، فلا يقترب منها، ولَم أُحْصِها عددًا لكثرتها، وفي ذلك ما لا يخفى من الابتلاء والتمحيص من الله لعباده، فقد حُفَّت النار بالشهوات، وكَثُرت حولها الظلمات؛ ليتميَّز الخبيث من الطيِّب، وليعلم الله -وهو العليم - مَن يَنصره ويخشاه بالجلاء والخفاء، وعند القدرة على البطش والإيذاء، وتلك رَحَى البلاء.
تنبيه:
ذكرت ما ذكرتُ من صنوف الشر والأذى دون ذِكر ما ورَد فيها من الأحاديث؛ بُغية الاختصار، ولو أني فعلتُ ذلك، لتضاعَف الحجم عما هو واقع، ولاتَّسَع الخَرْقُ على الراقع. والأحاديث الواردة في هذه الشرور منثورة في الكتب الستة، وكتب الإمام الألباني - رحمه الله -فليَرجِع إليها من أرادَ، والله المستعان، وعلى الله أتوكَّل، وبه أصول وأجول، وأسأله القَبول، فبسم الله أبدأ، فمنه المبتدأ، وإليه المنتهى.
كتاب الإيمان:
• الإحداث في الدين، ودعوة الناس إليه:
ومن أعظم الإحداث: تعطيل كتاب الله تعالى وسُنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- وإحداث ما يُخالفها، ونصْر مَن أحدَث ذلك، والذَّبُّ عنه، ومُعاداة من دعا إلى كتاب الله تعالى وسُنة رسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم.
• إقامة الكفار في جزيرة العرب لغير حاجة أو الإقامة دائمة.
• الاستهزاء بالمؤمنين الملتزمين بدينهم.
• إضلال الناس في دينهم.
• إيواء المُحدِث.
• البناء على القبور والغُلو فيها؛ لفتنة الناس.
• تبجيل وتعظيم أهل المنكر والشر.
• تبديل أحكام الله والرضا به.
• تفريق كلمة المسلمين ومفارقة جماعتهم.
• تكفير أحد من أهل القبلة بذنبٍ لَم يستحلَّه، وإقامة الحُجَّة عليه.
• التكهُّن للناس.
• التنجيم للناس.
• تنفير الناس من الدِّين.
• تيْئِيس الخطيب للناس من رحمة الله.
• الدعوة بدعوى الجاهلية.
• دَفْن الموتى في المساجد.
• السؤال بوجه الله تعالى وعدم الإجابة به.
• سَبُّ أصحاب رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم.
• الكذب المتعمَّد على رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم.
• المُجاهرة بالمعصية أمام الناس.
• مَحبَّة وقوع الناس في المعاصي.
• المِراء في دين الله تعالى بجَهْل أو لنُصرة باطلٍ.
• مُعاداة أولياء الله تعالى.
كتاب أعمال القلوب:
• اتِّهام الناس في نيَّاتهم.
• احتقار المسلم.
• بُغض أهل بيت رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم.
• بُغض الأنصار.
• بُغض المسلمين وكراهيتهم.
• التَّعاظم على الناس.
• حَسَدُ المسلم.
• الحِقد على المسلم.
كتاب العلم:
• إشغال أهل العلم والفضل بما لا فائدة فيه.
• إهانة أهل العلم وعدم احترامهم.
• التباهي على الناس بالعلم وزَعْم الإحاطة به.
• تعسير تعليم القرآن بأخْذ الأُجرة الباهظة عليه وغيرها.
• الحديث بكلِّ ما سَمِع.
• الحديث للناس بما لا يفقهون.
• حِرمان الناس من أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بإنكارها بعد ثبوتها.
• رَدُّ النصيحة والموعظة.
• السكوت عن قول الحق.
• عدم التثبُّت في الأخبار عند نَقْلها.
• الغِلظة في غير موضعها في تعليم الناس والإنكار عليهم.
• الفتوى بغير علمٍ.
• كَتْم العلم عمَّن يحتاجه، وهذا في العلم الذي يَلزمه تعليمه، ويتعيَّن عليه فرْضُه، كمَن رأى كافرًا يريد الإسلام يقول: عَلِّمني ما الإسلام؟ وما الدين؟ وكمَن يرى رجلاً حديثَ عهدٍ بالإسلام، لا يُحسن الصلاة وقد حضَر وقتها، يقول: عَلِّموني كيف أصلي؟ وكمن جاء مستفتيًا في حلال أو حرامٍ، يقول: أفتوني وأرشدوني، فإنه يَلزم في مثل هذه الأمور ألاَّ يُمْنَعوا الجواب عمَّا سألوا عنه من العلم، فمن فعَل ذلك، فهو آثِمٌ، مستحقٌّ للوعيد والعقوبة، وليس كذلك الأمر في نوافل العلم التي لا ضرورة بالناس إلى معرفتها.
• مُماراة الناس بالعلم وحُبُّ الظهور عليهم.
كتاب الطهارة:
• البول في الماء الراكد.
• التخلي - قضاء الحاجة - في طريق الناس أو ظِلِّهم أو مواردهم.
• القُرب من الناس حين التخلي في غير بُنيان.
• كَشْف العَورة عند قضاء الحاجة.
كتاب المساجد:
• إقامة الحدود في المساجد.
• إنشاد الضالة في المسجد.
• البُزاق في المسجد.
• البيع في المسجد.
• تخريب المساجد والسعي في مَنْع الذِّكر فيها.
• تقذير المساجد وتنجيسها.
• تناشُد الأشعار فيها وفتنة المصلين بالانشغال بها.
• جَلْب ما يؤذي الناس إلى المساجد.
• حَجْز مكان مُعيَّن في المسجد.
• الدخول إلى المسجد بالروائح الكريهة.
• رفْعُ الصوت في المسجد والتشويش على المصلين.
• زخرفة المساجد بما يَفتن المصلين.
كتاب الأذان والصلاة:
• إخلال الإمام بصلاة المأمومين.
• اشْتراط المؤذن الأُجرة على أذانه.
• إطالة الصلاة من الإمام دون مراعاة أحوال الناس.
• إمامة الزائر لقوم دون إذنهم.
• إمامة قوم وهم له كارهون لعيبٍ فيه.
• تضييع المؤذن لأمانة الأذان للصلاة.
• إقحام الإمامة والخطابة لمن ليس من أهلها.
• دعاء الإمام لنفسه دون المصلين.
• قَطْع الصفوف في الصلاة.
• المرور بين يدي المصلي.
كتاب الجمعة:
• إشغال الناس عن سماع الخطبة باللغو وغيره.
• إطالة الخطبة - دون حاجة - من الخطيب وتقصير الصلاة.
• انبعاث الرائحة الكريهة منه دون اغتسال لها.
• تخطي الرِّقاب يوم الجمعة.
• التفريق بين اثنين يوم الجمعة.
• الحضور للجمعة بلباس المهنة المُتَّسِخ.
كتاب الجنائز:
• الجلوس على القبر.
• سَبُّ الأموات.
• قضاء الحاجة على القبور.
• كَسْر عَظْم الميِّت.
• المشي على القبر بالنَّعل.
• نَبْش قبور الموتي.
• نَشْر ما يَظهر من سوء على بدن الميِّت مَن مغسِّله.
كتاب الزكاة والصدقة:
• أخْذ وَلِي أمر المسلمين كرائمَ أموالهم في الزكاة.
• إعطاء المحتاجين ما لا ينفع.
• الحَض على عدم إطعام المسكين.
• الطَّعن في نيَّات المتصدِّقين.
• المَنُّ بالعطية.
• مَنْع الإعارة.
• منع الزكاة عن أهلها.
• مَنْع الفضل على الجار وغيره.
• مَنْع فضل الماء أو الكلأ.
كتاب الأموال:
• الأثرة وحُبُّ امتلاك الأشياء دون الناس.
• أخْذ أرض الغير بغير حقٍّ.
• أخْذ متاع المسلم دون عِلمه.
• أخْذ مال المسلم دون إذنه.
• أخْذ شيء من المال المشاع - المشترك.
• استقراض المال دون نيَّة الإرجاع.
• إعطاء السُّفهاء أموالهم.
• أكْل أموال الناس بالرِّبا.
• أكْل أموال الناس بالمَيْسر والقمار.
• تبذير مال اليتيم من كافله.
• التصرُّف في أموال الله بغير حقٍّ وحِرمان أهلها منها.
• تغيير منار الأرض.
• الرِّشوة.
• رَدُّ المال الذي يأتي من غير مسألة ولا إشراف نفسٍ.
• سؤال الناس أموالَهم من غير حاجة.
• الشُّح والبخل بالمال والخير عن الغير.
• ضَرْب الأمكاس على الناس.
• عدم إعطاء الأجير حقَّه.
• مَطْل الغني.
• مَنْع الفضل من المال عن ذوي القُربات.
كتاب البيوع والتجارات:
• احتكارالسلعة؛ لرَفْع سعرها على الناس.
• إخفاء عيب السلعة عند البيع.
• الإكراه على البيع.
• إنفاق السلع بالحلف الكثير أو الكاذب.
• بَيْع الأرض المشتركة دون عَرْضها على الشَّريك.
• بيع ما حرَّم الله على الناس، وما فيه إعانة على معصية.
• بَيْع ما ليس عنده.
• بَيْع الرجل على بيع أخيه؛ وذلك بأن يبذُل للبائع زيادة في الثمن، أو للمشتري زيادة في المثمن؛ ليَفسخا ويَعقِدا معه بعد التواجُب، فهو حرام.
• بيع المُغنيات ونَشْر فسادهنَّ.
• تسعير الطعام بما يشقُّ على المشتري أو يضرُّ بالبائع.
• تَصْرِية الضروع عند البيع، والمصراة التي صرّي لبنُها، وحقنَ فيه، وجمعَ فيه، فلم يُحلَب أيَّامًا.
• الزيادة في ثمن السلعة دون قصْد شرائها (النجش).
• الشروط المحرَّمة في البيع وغيره مما يضرُّ بالناس.
• عدم الوفاء بالشروط المعتبرة شرعًا.
• عدم وضْع الحوائج على مَن أُصيب بها.
• نقْصُ المكيال والميزان.
كتاب النكاح والبيت والخدمة:
• إدخال أهل المعاصي والمخنَّثين إلى البيوت.
• تحليل المطلقة ثلاثًا لزوجها.
• تخبيب الزوجة على زوجها، والخادم على أهله.
• التفريق بين الوالدة وولدها في سبي وغيره بغير حقٍّ.
• تكليف المملوك والخادم بما لا يُطيق.
• الخِطبة على خطبة أخيه المسلم.
• الدعاء على الخَدم.
• سؤال المرأة زوجَها طلاقَ ضَرَّتها بغير حقٍّ.
• المبالغة في مهور النساء بما يشقُّ على الخاطب.
كتاب الأيمان والشهادات والوصايا:
• امتناع الشاهد من شهادته لاستيفاء الحقوق.
• امتناع الكاتب من الكتابة لحفظ الحقوق.
• تعديل مَن لا يُعرف حاله.
• الحلف باليمين الفاجرة؛ لإحقاق باطلٍ.
• شهادة الزور، وشاهد الزور قد ارتكَب عظائم، أحدها: الكذب والافتراء؛ ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ ﴾ [غافر: 28]، وثانيها: أنه ظلَم الذي شَهِد عليه، حتى أُخِذ بشهادته مالُه وعِرضُه ورُوحُه، وثالثها: أنه ظلَم الذي شَهِد له؛ بأن ساقَ إليه المال الحرام، فأخَذه بشهادته، فوجبَت له النار، ورابعها: أنه أباحَ ما حرَّم الله، وعصَمه من المال والدم والعِرض.
• عدم الإشهاد على الدَّين.
• عدم كتابة الوصيَّة لِمَن له أو عليه حقٌّ للناس.
• قَبول شهادة ذي الغِمْر - الشحناء - على أخيه.
• قَذْف المسلم بما يَشينه.
• مُضارة الكاتب والشاهد.
كتاب القصاص والجراحات:
• الإشارة بالحديد هازلاً أو عامدًا.
• الاعتداء على الغير.
• سَلُّ السيف غير مغمود.
• الطلب في قتْل المسلم بغير حقٍّ.
• قتْلُ الذِّمي والمُعاهد بغير حقٍّ.
• قتْلُ المسلم أو التسبُّب في قتْلِه.
• كَشْف نِصال السهم في الأماكن العامة، وما يُمكن أن يؤذي الناس.
كتاب الحدود:
• إظهار الفاحشة.
• تعطيل الحدود.
• السرقة.
• الشفاعة في تعطيل الحدود.
• الزنا بمحارم الناس.
• فِعْل فاحشة قوم لوط في أبناء المسلمين.
• قَذْف المُحصنات.
• قَطْع الطريق والإفساد في الأرض.
كتاب الأقضية:
• أخْذ الهدايا على القضاء.
• الاستعجال في إصدار الأحكام دون حاجة.
• استعمال مَن لا يوثَق في دينه.
• اشتراط ما لا يجوز في المعاملات.
• التعزير بأكثر من عشرة أسواط.
• تولي القضاء ممن ليس من أهله.
• الجَوْر في الحكم بين الناس.
• الحكم دون الاستماع للمتخاصمين.
• الحُكم بين الناس بجهْلٍ.
• الحكم بين الناس بالهَوى.
• خداع الحاكم في الخصومة؛ ليحكم له بالباطل.
• الخصومة في الباطل.
• الفجر في الخصومة.
• القضاء في الأمر بقضائَيْن.
• القضاء وهو غَضبان.
• القسوة في الحُكم على مَن يستحقُّ الرحمة.
• مُعاقبة الجماعة بذنوب الأفراد.
• معاقبة المرء بجُرم غيره.
كتاب الولاية والإمارة:
• إسناد الأمر إلى غير أهله.
• إعانة الوالي على ظُلمه.
• إغلاق الباب دون ذوي الحاجة.
• إهانة السلطان ومَن ولاَّه الله على الناس.
• تأمير الصِّبيان والسُّفهاء على الناس.
• تحميل الرعيَّة ما لا تُطيق.
• تقصير الوالي فيما يجب عليه لرعيَّته.
• تولية المرأة على الرجال في الولايات العامَّة، وما يترتَّب عليه من مَفسدة.
• الجَوْر والظلم في الولاية.
• الدعاء من الولاة على الرعيَّة، ومن الرعيَّة على وُلاتهم.
• عدم التأمير في السفر إذا كانوا جماعة.
• غِش الرعيَّة، وعدم النُّصح لهم والصِّدق معهم.
• مُفارقة المسلمين وتفريق جماعتهم.
• معصية الإمام الجائر فيما يأمُر به من الحقِّ.
كتاب اللقطة:
• أخْذُ لقطة الحاج ومكة إلا لمُعرِّف.
• استحلال لقطة المعاهد إلاَّ أن يستغني عنها.
• إيواء الضالة واللقطة دون تعريفها، فمَن الْتَقَط لقطةً عازمًا على تَملُّكها بغير تعريف، فقد فعل محرَّمًا، ولا يحلُّ له أخْذُها بهذه النيَّة، فإذا أخَذها، لَزِمه ضمانها؛ سواء تَلِفَت بتفريطه، أو بغير تفريطه، ولا يَملكها.
كتاب الهدية والهِبة:
• أخْذ الهَدية على الشفاعة.
• رَدُّ الهدية.
• العودة في الهِبة.
• قَبول العُمَّال للهدايا؛ فهدايا العُمال غُلول يَحرُم أخْذُها من العامل، ويَحرم دَفْعُها إليه، إذا كان في ذلك إهدارُ حقٍّ من صاحبه، أو أخْذُ ما ليس له، أو رَفْعُه فوق منزلته التي يستحقُّ، أو لتغيير حُكمٍ، أو تبديل حقٍّ، أو غير ذلك مما له دورٌ في ظُلم الناس، وسَلْب حقوقهم، فالنفس مفطورة على حبِّ مَن أحسَن إليها، والتغاضي عن زَلاَّت مَن جاد عليها.
• قَبول الهدية على الشفاعة.
كتاب الجهاد والقتل:
• الاستعانة بالمشركين على المسلمين.
• تَرْك الجهاد في سبيل الله.
• تعذيب الكفار بالنار.
• التفريق بين السبي دون حاجة.
• حَمْل السلاح على المسلم.
• خيانة الغازي في أهله.
• الغُلول.
• الفرار من الزحف والانكشاف للعدو.
• القتال دون إذن الوالدين إذا كان الجهاد فرْضَ كفاية.
• القتال عصبيَّة.
• قتْل الأطفال والنساء لغير مصلحة شرعيَّة.
• المُثْلة.
• نقْضُ العهد.
• النُّهْبَة.
كتاب الأشربة:
• تأخير دور من له حقٌّ في الشراب بعد غيره.
• التنفُّس في الإناء.
• الحلب من شاة الغير دون إذنه.
• الشُّرب في آنية الذهب والفضة؛ لكسْر قلوب الفقراء.
• الشرب مِن فَمِ السِّقاء.
• صُنع الخمر للناس وحَمْلها إليهم، وبيعها لهم.
• النَّفخ في الشراب؛ قال الجزري: "إنما نُهي عنه؛ من أجْل ما يَخاف أن يَبدُر من ريقه، فيقع فيه، فرُبما شَرِب بعده غيره، فيتأذَّى به؛ لأن النفخ إنما يكون لأحد مَعنيين، فإن كان حرارة الشراب، فليَصبر حتى يَبرد، وإن كان من أجْل قذًى يُبصره فيه، فليُمطه بإصبع أو بخلال، أو نحوه، ولا حاجة إلى النَّفخ فيه بحالٍ".
كتاب الأطعمة:
• إعابة طعام الناس.
• الإقران في التمر وما أشبهه دون الإذن، وفي معنى التمر الرطب، وكذا الزبيب والعنب ونحوهما؛ لوضوح العلة الجامعة.
• الإكراه على الطعام.
• الأكل مما يلي الناس من الطعام الواحد.
• الأكل من وسط الطعام وأعلاه دون حوافِّه.
• إيذاء الناس بالروائح الكريهة.
• التفرُّق على الطعام وعدم الاجتماع عليه.
• التقصير في إكرام الضيف.
• التكلُّف للضيف فوق القدرة.
• الجُشَاء عند الامتلاء من الطعام؛ فإنَّ أطول الناس جوعًا يوم القيامة أكثرهم شبعًا في دار الدنيا.
• جوع الجار وهو شبعان.
• دعوة الأغنياء إلى الوليمة دون الفقراء.
• عدم التسمية من أحد الآكلين إذا اجتمَعوا على طعام.
• مرافقة المدعو للوليمة دون إذن الداعي.
كتاب اللباس والزينة:
• إيذاء النفوس بلباس ثياب الشهرة.
• التباهي على الناس وكَسْر قلوبهم بفضول اللباس.
• التبرُّج من النساء لفتنة الرجال.
• تطيب النساء في مجامع الرجال.
• كَشْف العورة لإحداث الفتنة.
كتاب الاستئذان والمجالس:
• إتيان البيوت في أوقات غير مناسبة.
• إدخال المخنَّثين على النساء في البيوت.
• الاستماع لكلام الناس وهم كارهون، فليس للإنسان أن يسترِق السمع من دار غيره، ولا أن يستخبِر من صغار دار أو جيرانها ليَعلم ما يجري في بيت جاره.
• الإطالة المُخِلَّة في الكلام بالمجالس.
• إقامة الرجل من مجلسه بغير رضاه.
• الإلحاح في الاستئذان أكثر من ثلاث.
• بَذْل السلام للمعرفة فقط.
• التفريق بين اثنين في المجلس دون إذنهما.
• تقذير الساحات حول البيوت.
• التناجي بين اثنين دون الثالث.
• الجلوس بين الرجل وابنه في المجلس.
• الجلوس بين الرجلين دون إذنهما.
• الجلوس مكان الرجل في صَدْر بيته.
• الجلوس مكان القائم العائد دون إذنه.
• الخَلوة بالمرأة الأجنبية.
• خيانة الجليس والوشاية به.
• رَدُّ الوسائد والدهن.
• ركوب صَدْر دابة الرجل بغير إذنه.
• الدخول على الناس دون استئذان.
• عدم الإفصاح عن الاسم أو الكنية عند طرق الباب.
• قَطْع حديث الناس المشروع.
• قَطْع حديث المتناجين دون إذن.
• القيام من مجلس الرجل دون إذنه.
• محبَّة أن يتمثَّل الناس له قيامًا.
• النظر إلى محارم الناس.
• النظر لدواخل البيوت بغير إذن.
• الوقوف أمام الباب عند الاستئذان.
كتاب الطب والمرض والرُّقى:
• إدخال السليم على السقيم.
• إكراه المريض على الطعام.
• الامتناع من الاغتسال للمعيون.
• الترامي بالحجارة الصغيرة.
• التطبُّب بغير معرفة.
• الخروج من أرض الوباء.
• سحر الناس وتعليمهم.
• السعي في قطْع نَسْل المسلم وقلة نَسْله.
• عدم الدعاء بالبركة عند رؤية ما يُستحسن.
• فتح الفم وعدم تغطيته حال العطاس.
• فَكُّ السِّحر بالسِّحر.
• كثرة الزيارة دون ما يستدعي ذلك.
• المبالغة في ختان الفتيات حتى الإنهاك.
• مُداواة المريض بما يضرُّه.
• معالجة المريض بالحرام.
كتاب آفات اللسان:
• اتِّهام المسلم ظاهر السلامة بالفِسق والعداوة لله تعالى.
• إضحاك الناس بما لا يجوز.
• ادِّعاء ما ليس له.
• أذيَّة الجار باللسان.
• إزعاج الناس برَفْع الصوت دون حاجة أو بحرام، ومن أعظم ذلك مَن يرفع صوته، ويستعلي بمعصيته أمام الملأ، دون وازعٍ من دين، أو رادعٍ من حياء، كمن يرفَع صوت المذياع بأصوات الغناء الفاجر الخليع، فيؤذي به مشاعرَ المؤمنين الصالحين، ويُسمعهم ما كفُّوا أسماعهم عنه، وعفُّوا آذانهم منه، فيَلحقه دعاؤهم في الدنيا، ويَزداد عليه شهودًا منهم يوم القيامة.
فيا لله كيف غرَّر إبليس بأتباعه! واستفززهم بصوته! وما استعلى أهل ُالباطل بمعاصيهم إلاَّ عند سكوت أهل الحقِّ عن دعوتهم والأخْذ على أيديهم، فالواجب المتحتم على كلِّ مسلم أن يأمرَ بالمعروف وينهى عن المنكر، وليأخُذ على يد السَّفيه، فيأطُره على الحق أطرًا؛ حتى لا يكون بسكوته شيطانًا أخرسَ، وليَحذر الحياء من بَذْل الخير عند من لَم يستحِي من ممارسة الشر.
• الاستطالة في عِرْض المسلم بغير الحقِّ.
• الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف.
• بهت المسلم بما ليس فيه.
• التشدُّق في الكلام والثرثرة.
• تشويه سُمعة المسلم.
• تعيير المسلم بذنوبه التي تاب منها.
• التناجي بالمعاصي والعدوان.
• تكذيب الصادق.
• التنابُز بالألقاب.
• الجدال والمِراء بغير حقٍّ، أو فيما لا فائدة فيه، وحدُّ المِراء: هو كل اعتراض على كلام الغير بإظهار خَلل فيه؛ إمَّا في اللفظ، وإمَّا في المعنى، وإمَّا في قصْد المتكلم.
• الحديث بكل ما سَمِع.
• الخيانة في الدَّلالة والنُّصح.
• الدعاء على العاصي بما يزيد في غوايته.
• الدعاء على المسلم بالغضب والنار.
• سِباب المسلم وشَتْمه وتعييره.
• السخرية بالمسلم.
• الغيبة: وهي ذِكر الإنسان بما فيه مما يَكره؛ سواء كان في بدنه أو دينه، أو دنياه أو نفسه، أو خُلُقه أو ماله، أو ولده أو زوجه، أو خادمه أو مملوكه، أو عمامته أو ثوبه، أو مِشيته وحركته، وبشاشته وخلاعته، وعبوسه وطلاقته، أو غير ذلك مما يتعلَّق به؛ سواء ذَكَرتَه بلفظك، أو رَمَزتَ، أو أشَرْتَ إليه بعينك أو رأسك، أو نحو ذلك، أمَّا البدن، فكقولك: أعمى، أعرج، أعمش، أقرع، وأمَّا الدين، فكقولك: فاسق، سارق، خائن، ظالم، متهاون في الصلاة، متساهل في النجاسات، ليس بارًّا بوالديه، وأما الدنيا: فقليل الأدب، يتهاون بالناس، لا يرى لأحدٍ عليه حقًّا، كثير الكلام أو النوم، ينام في غير وقته، يجلس في غير موضعه، وأمَّا المتعلِّق بوالده، فكقولك: أبوه فاسق، أو هندي أو نبطي، أو زنجي، إسكافي، بزَّار، نحَّاس، نجَّار، حائك، حدَّاد، وأمَّا الخُلق، فكقولك: سيِّئ الخُلق، متكبر، مُراءٍ، عجول، جبَّار، عاجز، ضعيف القلب، متهوِّر، عبوس، خليع ونحوه، وأما الثوب: فواسع الكُم، طويل الذيل، وَسِخ الثوب، ونحو ذلك، ويُقاس الباقى بما ذكرناه، وضابطه: ذِكْره بما يَكره، ومَن استمَع إليها، فلم يُنكر على قائلها عند استطاعته، ولَم يَذُبَّ عن عِرْض أخيه، أو لَم يَقُم عند عجزه، فهو شريكه في الإثم.
• الفحش والبذاءة في القول والفعل، والفحش: كلُّ ما خرَج عن مقداره حتى يُستباح، ويدخل في القول والفعل والصفة، فأما حدُّه وحقيقته، فهو التعبير عن الأمور المستقبحة بالعبارات الصريحة، وأكثر ذلك يجري في ألفاظ الوقاع، وما يتعلَّق به، فإنَّ لأهل الفساد عبارات صريحة فاحشة، يستعملونها فيه، وأهل الصلاح يتحاشون عنها، بل يُكنون عنها، ويدلون عليها بالرموز، فيذكرون ما يُقاربها ويتعلَّق بها.
•كثرة الخصومة مع الناس حتى تصبح عادة.
• الكذب على الناس.
• الكذب لإضحاك الناس.
• لَعْن المسلم.
• المدح للرجل بما يَفتنه وبما ليس بحقٍّ.
• نَقْل الأخبار بين الناس بلا فائدة.
• النميمة، والفرق بين الفتَّان والنَّمَّام: أنَّ النَّمَّام الذي يحضُر القصة فيَنقلها، والفتَّان الذي يتسمع من حيث لا يُعلم به، ثم يَنقل ما سَمِعه.
• هجاء القبيلة لهجاء رجل.
• الولع بعيب الناس عجبًا وفخرًا، ومعنى هذا الكلام ألاَّ يزال الرجل يعيب الناس، ويذكر مساويهم، ويقول: قد فسَد الناس وهَلكوا، ونحو ذلك، فقد ذكَر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنَّ الرجل إذا فعَل ذلك، فهو أهلكُهم وأسوؤهم حالاً مما يلحقه من الإثم في عيبهم وازدرائه بهم، والوقيعة فيهم، ورُبَّما أدَّاه ذلك إلى العجب بنفسه، فيرى أن له فضلاً عليهم، وأنه خير منهم فيَهلك، قال مالك: وأمَّا الذي يقول ذلك على جهة التحزُّن، فليس من ذلك ما يريد، إنما المكروه مَن قال ذلك طعنًا وتنقُّصًا، وقد أدْرَكت الناس وهم يقولون: ذهب الناس.
كتاب البر والصلة:
• الإلحاد في الحرم.
• إخافة أهل المدينة النبوية وإرادتهم بالسوء.
• اختصاص الأغنياء بالصُّحبة دون الفقراء وطَرْدهم.
• إخفار ذِمَّة المسلم.
• إرادة أهل مكة بسوء.
• استنقاص الضُّعفاء والفقراء وعدم احترامهم.
• إسلام المسلم لأعدائه.
• الإضرار بالناس.
• إضلال الأعمى.
• إعانة الشيطان على المسلم.
• الإعانة على غير الحقِّ.
• إعجاب المرء بنفسه واتِّباعه لهواه.
• الانتساب إلى غير أبيه.
• الانتصار للنفس حال الغضب.
• الانتفاء من ولده ليَفضحه.
• إيذاء المسلمين في طُرقهم.
• بَخس الناس أشياءَهم.
• البغي على المسلم.
• تأويل الرُّؤى بهوى أو بجهلٍ أو بسوء.
• تتبُّع عورة المسلم وفَضْحه.
• التجسُّس على المسلمين، فإن ترتَّب على جَسِّه وهنٌ على الإسلام وأهله، وقَتْلُ المسلمين، وسبي وأسْر ونَهْبٌ، أو شيء من ذلك، فهذا ممن سعى في الأرض فسادًا وأهلَك الحرث والنَّسل، وتعيَّن قتْلُه، وحَقَّ عليه العذاب.
• تخوين الأمين.
• التدخُّل فيما لا يَعنيه.
• ترويع المسلم.
• التشبُّع والتحلي بما لَم يُعط.
• تصوير ذوات الأرواح على ما يحتاجه الناس في حياتهم.
• التعدِّي على حُرمة الجار.
• تعذيب الناس.
• التعسير على الناس في كلِّ ما يتعلَّق بدينهم ودنياهم.
• التفاخر بالأحساب.
• التكبر على الناس.
• جَحْد فضل المحسن وعدم شُكره عليه.
• الجفاء مع الناس.
• خداع الأطفال وتعويدهم على الكذب.
• خِذلان المسلم وقت حاجته.
• خيانة الأمانة.
• خيانة المسلم.
• الخُيلاء في الباطل.
• التلوُّن في المعاملة (ذو الوجهين).
• رَدُّ الريحان والطيب.
• رَفْع الإنسان فوق منزلته.
• الرعي في زروع الغير بغير إذنهم وإفسادها عليهم.
• رَفْع الصوت بالعطاس.
• سوء الخُلق.
• سؤال الناس الخدمة مع القدرة عليها.
• الشماتة بالمسلم.
• الصَّخب بالأسواق.
• الضحك من الضرطة.
• ضَرْب المسلم الأجير أو غيره ظُلمًا.
• ضَرْب الوجه.
• الطعن في النَّسب.
• الطمع فيما في أيدي الناس.
• الظلم.
• ظُلم المعاهد.
• ظَنُّ السوء بالمسلم دون ما يوجبه.
• عدم رحمة الناس.
• عدم نُصرة المظلوم.
• العُنف في غير وجهه.
• الغضب بغير سبب.
• غوائل الجار وبوائقه، والبائقة: هي الداهية، والشيء المهلك، والأمر الشديد الذي يأتي بَغتة.
• فتْحُ باب الشر على الناس.
• الفجور في الخصومة.
• فضيحة المسلم.
• قَطْع السدر بلا حاجة.
• قَطْع الطريق على المسلمين.
• قلة الحياء من الناس.
• كَفُّ الريبة فيمَن ظاهره الصلاح.
• الكيد بالمسلم والتحريش به في غيبته عند عدوِّه.
• اللؤم والمراوغة في معاملة الناس.
• المبادرة بالعقوبة دون تريُّثٍ.
• المُشاحنة.
• المعاملة بالمِثل في السوء والخطأ.
• معاملة الناس بما يَكره أن يعاملوه به.
• المَكر بالمسلم وخداعه.
• مَنْع الجار غَرزَ خشبته على الجدار المشترك.
• نَشْر الأغاني الخليعة والأفلام الخبيثة بين المسلمين.
• نقْضُ العهد.
• هُجران المسلم وقَطْع العلاقة به.
• وضْعُ الأخيار ورَفْع الأشرار.
• وضْع الأذى في الطريق وأذيَّة المارِّين به.
فهذه جملة من المحرَّمات والمَنهيات، والمكروهات والمخالفات، وما ينبغي للمسلم الحَذر منه، والبُعد عنه، والتورُّع فيه، وتَرْك ما فيه بأْسٌ إلى ما ليس فيه.
والذي ينبغي عليك - أخي يا بن الإسلام - أن تعملَ بما تعلم، فقد عرَفت فالْزَم، وقل: آمنت بالله، ثم استقِم، ومَن اجترَح خطيئة، أو أَلَمَّ بذنبٍ، أو أحدَث أذًى، فالواجب عليه أن يتخفَّف من أحماله، ويُقلِّل من أثقاله، قبل أن يأتي بها فوق ظهْره كأمثال الجبال، أو تأتي في ديوان أعماله، وميزان أفعاله، ولو كانتْ كالذرِّ الصغير، والخَرْدل الحقير، والدواوين منشورة، والموازين منصوبة، والخطوات والخَطرات مكتوبة، وإلى الله تَصير الأمور، وبين يديه يَجتمع الخصوم؛ ﴿ إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ ﴾ [الغاشية: 25 - 26].
وحقوق العباد مبنيَّة على المشاحة فيما بينهم، ورَدُّ الحقوق هنا أيسرُ من ردِّها هناك؛ حيث لا فَكاك لا فَكاك.
فلنُبادر بردِّ الحقوق إلى أهلها، وإرجاع المظالِم إلى أصحابها، ولنَسعَ في التسامح والتصالح قبل أن تذهب الدنانير والدراهم، ويكون القصاص من الحسنات، أغلى كنوز العبد يوم القيامة، فالآن الآن، قبل فوات الأوان.
ومن وقَع عليه شيء من الأذى، فليُحسن الظن بأخيه المسلم، ويَلتمس له الأعذار، وليَقبل منه الاعتذار، وليَغفر لمن آذاه، ويسامح من تعدَّى عليه، لتُسلَّ سخائمُ النفوس، وتُعَالَجَ أدواءُ القلوب، وتُمْحَى عظائمُ الذنوب.
والله تعالى عفوٌّ يحب العفو، أفلا نحب ما أحبَّ الله؟! بلى والله! فاللهَ أسألُ أن يتجاوز عنا، ويتقبَّل منا، ويَجعلنا في عباده الصالحين، وأن يَسلك بنا سبيل المتقين، وأن يَختم لنا بالعاقبة الحسنى والمَردِّ الجميل، وأن يَغفر لِمَن آذانا أو آذيناه، ويُسامح من تعدَّى علينا أو تعدَّينا عليه، ويتجاوز عمَّن أساء إلينا أو أسأنا إليه، وأن يَغفر لآبائنا وأُمَّهاتنا، وزوجاتنا وذُريَّاتنا وجميع قرابتنا والمسلمين أجمعين.
إنَّ ربَّنا على كلِّ شيء قدير، وبالإجابة جدير، إنه نعم المولى ونعم النصير، وصلى الله على النبي الأُمي محمدٍ وعلى آله وصَحْبه، وسلم تسليمًا كثيرًا، والحمد لله ربِّ العالمين.
أخي الحبيب، وسائل استثمار رمضان كثيرة كثيرة، ومراضي الله تعالى لا حدَّ لها ولا حَصْر، ذكرتُ لك منها بعضًا، وضمَّنت بعضًا آخر في ثنايا الذي ذكَرته، وأشَرْتُ إلى بعضها الآخر بإشارة سريعة، وسَكَتُّ عن كثيرٍ، فابْحَث، واعْمَل، واجْتَهد، ولا تُفرِّط، والله الموفِّق والهادي إلى سواء السبيل.
لكنى أختم هذه الوسائل بوسيلة أردتُ أن أرجئها إلى آخر الكلام، وهي: الاعتكاف.
الوسيلة الثالثة والسبعون: الاعتكاف:
الاعتكاف، وما أدراك ما الاعتكاف؟
هذا هو بيت القصيد، والمَحَكُّ الصادق للحبِّ الحقيقي، حين يخلو كلُّ حبيب بحبيبه.
حين يُذكَر الاعتكاف، تهفو إليه النفوس المؤمنة، والقلوب الصادقة.
الاعتكاف بيت المشاعر، وعُمق الإيمان، وصِدق التَّوجُّه، وحلاوة الغربة.
الاعتكاف ملازمة الباب، والوقوف في المحراب، ولذَّة أولِي الألباب.
الاعتكاف لا بدَّ منه لكل صادق؛ فإنه مَطلب رئيس يحتاجه في حياته.
في القلب شَعثٌ لا يَلمُّه إلا الإقبالُ على الله، وفي القلب فاقَة لا يَسدُّها إلا الأُنسُ به واستشعارُ معيَّته، هَمُّ الحياة وكَبَدُها، شَتات القلب وتفرُّقه، مأساة التعامل مع الناس ودنياهم، كل ذلك يجعل الإنسان يتوق إلى خَلوة حصينة، يخلو فيها مع ربِّه وإلهه وحبيبه، ومعبوده وسيِّده ومطلوبه، يجعل الإنسان يشتاق إلى لحظات يتخلَّص فيها من كلِّ شيءٍ، ومن كل أحد، ويَجمع هَمَّ قلبه، وكلَّ مشاعره وأحاسيسه، بل وكل حواسِّه على الله.
وفرحة اعتكاف رمضان لِمَن أراد أن يَغتنمها فرصة الفرص، فإنه يَخص العشر الأواخر من رمضان جوٌّ إيماني عبقٌ، جوٌّ روحاني طَلْقٌ، فيه هدايا وفرائد، وفوائد ونعم لا تُعَد ولا تُحصى، تحتاج إلى شُكر، ولك في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أُسوة حسنة، فإن هذه الخَلوة فترة إعداد وتهيئة وتدريب لأحد عشر شهرًا قادمة.
أخي الحبيب، إن الاعتكاف عبادة ليستْ كغيرها من العبادات؛ فهي تعني الانقطاع إلى الله بالكلية، وهَجْر مَلذَّات الدنيا التي تَعترض عادةً السمو الرُّوحي للإنسان، والصِّلة المتكاملة بالله؛ من أجل تحقيق الصفاء الرُّوحي في علاقة الإنسان المسلم بالله.
فالجانب الرُّوحي في الشرع وظيفته الرئيسية إيجاد صِلة مستمرة بين العبد وخالقه، من خلال دائرة العبادة الواسعة، وفي الاعتكاف فرصة كبيرة لتحقيق هذه الصِّلة المستمرة بين العبد وربِّه؛ وذلك لتوفر بُغية مرضاة الله، واتِّباع شرعه بصورة مستمرة أثناء الاعتكاف.
والجوانب التربويَّة لسُنة الاعتكاف لا تَنحصر في تربية النفس على تحرِّي ليلة القدر، أو في تربية الجانب الرُّوحي في حياة الإنسان المسلم، وإنما هناك جوانبُ تربوية متعدِّدة، تُمَكِّنني أن أقول: إن الاعتكاف يُعتبر بحقٍّ مدرسة إسلامية تَنعقد بصورة سنويَّة.
أخي الحبيب، إنَّ الاعتكاف سُنة مؤكَّدة، واظَب عليها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حياته بعد هِجرته إلى المدينة، وقد هُجِرت هذه السُّنة -كما هُجر غيرها من السُّنن النبوية -في حياة الكثير من مسلمي اليوم - إلاَّ مَن رَحِم ربي - وذلك لأسباب كثيرة، من أهمها:
1- ضَعْف الجانب الإيماني في تلك النفوس.
2- الإقبال المتزايد على مَلذَّات الحياة الدنيا وشهواتها، والذي أدَّى إلى عدم القدرة على الابتعاد عنها، ولو لفترة بسيطة، وبالتالي شَغْل الوقت والفكر بها.
3- اقتصار محبَّة النبي -صلى الله عليه وسلم- على الجانب اللفظي دون العملي، والذي يتمثَّل في تطبيق جوانب السنة المحمدية المتعدِّدة، ومنها: الاعتكاف.
قال الزُّهرى: عجبًا من الناس، كيف ترَكوا الاعتكاف، ورسول الله كان يفعل الشيء ويتركه، وما ترَك الاعتكاف حتى قُبِِض؟!
هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- في الاعتكاف:
لقد كان هَدْي النبي -صلى الله عليه وسلم- في الاعتكاف أكملَ هدي وأيْسره، كان إذا أراد أن يعتكفَ، وُضِع له سريره وفراشه في المسجد، وكان يُضرَب له خِباء على مثل هيئة الخيمة، فيَمكث فيه غير أوقات الصلاة؛ حتى تتمَّ الخَلوة له بصوره واقعية، وكان دائم المكث في المسجد، لا يخرج منه إلا لحاجة الإنسان -كما في المُتفق عليه - من بول أو غائط، وكان يُؤتَى إليه بطعامه وشرابه إلى مُعتكفه، وكان -صلى الله عليه وسلم- يحافظ على نظافته؛ إذ كان يخرج رأسه إلى حُجرة عائشة؛ لكي ترجِّل له شعره - كما في المُتفق عليه - وكان -صلى الله عليه وسلم- لا يعود مريضًا، ولا يَشهد جنازة؛ وذلك من أجْل التركيز والانقطاع الكلي لمناجاة الله، وكان أزواجه يَزُرْنَه في مُعتكفه، وحدَث أنه خرَج يوصِّل إحداهنَّ إلى منزلها، وكان ذلك لضرورة؛ إذ كان الوقت ليلاً.
وخلاصة القول أن هَدْيه -صلى الله عليه وسلم- في اعتكافه كان يتَّسم باليُسر، فقد كان جُلُّ وقته مكثًا في المسجد، وإقبالاً على طاعة الله، وترقُّبًا لليلة القدر.
مقاصد الاعتكاف:
1- تحرِّي ليلة القدر.
2- الخَلوة بالله، والانقطاع عن الناس ما أمكَن؛ حتى يتمَّ أُنسه بالله، وذِكْره له.
3- إصلاح القلب، ولَمُّ شَعسِه بالإقبال على الله بكليته.
4- الانقطاع التام للعبادة؛ من صلاة ودعاء، وذِكر وقراءة قرآن، وغير ذلك.
5- حِفظ الصيام من كلِّ ما يؤثر عليه من حظوظ النفس وشهواتها.
6- التقليل من المباح من الأمور الدنيوية، والزُّهد في كثير منها، مع القدرة على التعامل معها.
أهداف الاعتكاف:
لا بدَّ أخي الحبيب من تحديد الأهداف المطلوبة وراء هذا العمل العظيم؛ لأن معرفة الأهداف وتحديدها، يَجعلان النفس تتشرَّف لها وتتطلَّع إليها دومًا، وتَحرص على تحصيلها، وهي كثيرة جدًّا، لكني أذكر لك جُملة من أهمِّها:
1- تطبيق مفهوم العبادة بصورتها الكلية؛ فالاعتكاف يؤصِّل في نفس المعتكِف مفهوم العبودية الحقَّة لله، ويُدربه على هذا الأمر العظيم الذي من أجْله خُلِق الإنسان؛ حيث إنَّ المعتكف قد وهَب نفسه كلها ووقْته كله متعبِّدًا لله، فالإنسان كثيرًا ما يضيِّع أوقاتًا ثمينة قضاها في أمور مُباحة دون أن ينويَ بها طاعة الله، وفي هذا المدار يَسير ويعيش كثيرًا من ساعات الغفلة، وخاصَّة في زمننا المعاصر الذي كَثُرت فيه المُغريات والصوارف عن طاعة الله - عزَّ وجلَّ وعلا.
2- تحرِّي ليلة القدر، ففي الاعتكاف فرصة دوريَّة للمعتكف؛ لمراجعة حياته السابقة، وتأمُّل ما عَمِل فيها من سوءٍ، وعَقْد النيَّة على عدم الرجوع إليه، والتوبة والندم عليه، والتضرُّع إلى الله العلي القدير أن يعفوَ عنه ويغفرَ له، وخاصة في ليلة القدر، وأَوْلَى الناس بشهود ليلة القدر من بداية وقْتها وحتى انتهائه هو المعتكف؛ لأنك تجده قابعًا في المسجد في ذلك الوقت، ذاكرًا لله في جميع أحواله، بمختلف أنواع الذِّكر، متحرِّيًا هذه الليلة المباركة.
وشعور الإنسان المسلم بمغفرة الله، وأنه قد تخفَّف من كثير من الذنوب التي أُزِيحت عن كاهله، يُعطيه نوعًا من الدافعيَّة للانطلاق في طاعة الله ومَرضاته في أعماله المختلفة؛ لكَسْب المزيد من الحسنات التي تُثقل موازينه يوم العَرْض على الله - عزَّ وجلَّ.
3- تعوُّد المكث في المسجد؛ ففي الاعتكاف تدريب وتربية للنفس على تعوُّد المكث في المسجد، وهذا الأمر له أهميَّته في حياة الإنسان المسلم، ومعرفة المعتكف بأهميَّة بقائه في المسجد أثناء اعتكافه - وبالتالي المبادرة إلى المسجد قبل الأذان أو بعده بعد رمضان - يَجعله يحرص على هذا الأمر في حياته بصورة مستمرَّة؛ لأهميَّته التي تتجلَّى في الأمور التالية:
أ- أنَّ الرجل الذي يمكث في المسجد قد أحبَّ المسجد من قلبه، وذلك الحبُّ يجعله من الذين يُظِلُّهم الله في ظلِّه يومَ لا ظلَّ إلا ظله؛ كما في الصحيحين في السبعة الذين يظلهم الله: ((ورجل قلبه مُعلَّق بالمساجد)).
ب - أن الذي يَمكث في المسجد ينتظر الصلاة له أجْرُ صلاة، وأن الملائكة تستغفر له ما دام في صلاته لَم يُحدث؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: ((صلاة في إثر صلاة لا لغوَ بينهما، كتاب في عِلِّيين))؛ رواه أبو داود وحسَّنه الألباني.
ج - أن الله يَفرح باتخاذ العبد المؤمن المسجد موطنًا يَقصد الله فيه ويَذكره، وهذه من النعم الجليلة من الله الجليل على هذا العبد الفقير؛ ففي الحديث: ((ما توطن رجل مسلم المساجد للصلاة والذِّكر، إلاَّ تَبَشْبَش الله له، كما يَتَبَشْبَش أهل الغائب بغائبهم إذا عاد إليهم))؛ رواه أحمد، وحسَّنه الألباني.
الله أكبر، لك أن تتصوَّر أخي الحبيب من غير تمثيل ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تأويل، تَبَشْبُش الله لك حال قُدومك إليه، وإقبالك عليه - سبحانه وتعالى.
ومعرفة المعتكف هذه الفضائل وغيرها ضروري بالدرجة الأولى؛ إذ إنها تُعطيه دافعًا للاستمرار في اعتكافه بجدٍّ واجتهاد؛ لطلب رضا الله تعالى حتى تستمرَّ له هذه الحسنات والأجور.
4- البُعد عن الترف المادي، فُتحت الدنيا على كثيرٍ من مسلمي اليوم، وتوفَّرت وسائل الراحة المختلفة التي كلما أخْلَد إليها الإنسان، ازداد في طلبها، وبذلك عَمِلت وسائل الراحة هذه في زيادة الغفلة في حياة المسلم، ويَشعر في كثيرٍ من الأحيان أن وسائل العيش المترف أمْرٌ أساس في حياته، لا يستطيع أن يتخلَّى عنه، ولنا في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أُسوة حسنة.
وفي الاعتكاف يتخفَّف المعتكف من هذه الأمور، فيعرف قيمتها الحقيقيَّة، وأنها لا أهميَّة لها، ويُصبح كأنه إنسان غريب في هذه الدنيا.
5- الإقلاع عن كثيرٍ من العادات الضارة التي نشَأت في ظلِّ غياب مفهوم التربية الإسلامية في كثيرٍ من المجتمعات الإسلامية، ومنها: التدخين، وسماع الموسيقا والأغاني، ومشاهدة ما يُبَثُّ في الفضائيَّات؛ من أحاديثَ تَخدش عقيدة المسلم، ومن مناظِرَ تعمل على هَدْم أساسيات الأخلاق الإسلاميَّة.
وفي فترة الاعتكاف يتعرَّف الإنسان المسلم - وقد خلا إلى خالقه - على مفهوم العبادة بصورتها الشاملة، وهذه المعرفة تجعله يقف على زَيْف لذَّة هذه المعاصي السيِّئة.
6- حِفظ اللسان والجوارح عمَّا لا ينفع الإنسان.
7- التفكُّر في آلاء الله - عزَّ وجلَّ - في عصر الغفلة الذي نعيشه، فسَعي الإنسان الحثيث وراء متطلَّبات الحياة المادية، يُقلل الفرص التي تُتيح للإنسان المسلم إعمال العقل والفكر في مجال الآيات الكونيَّة والشرعيَّة.
وفي فترة الاعتكاف تصفو النفس المسلمة في اتصالها بخالقها، ويَنفض الإنسان يديه من مشاغل الحياة، ويتفرَّغ لما يرضي مولاه، وتُتاح له الفرصة تلو الفرصة للقيام بعمليات التفكر والتدبُّر، وذلك من جرَّاء الوقت الفسيح الذي يعيشه المعتكف - وقد أخلى قلبه من كلِّ شيء إلاَّ الله -فلو تفكَّر المعتكف في أمر كلٍّ من الصيام والاعتكاف فقط، لعرَف ووقَف على كثيرٍ من الحِكم، ولارْتَفع مؤشِّر الإيمان لديه.
8- الصبر وقوة الإرادة، ففي واقع الاعتكاف يتعرَّض الإنسان المسلم إلى مواقف متعدِّدة، هي بمثابة تمرين عملي على الصبر؛ فمنها مثلاً: الصبر على الطاعة، والصبر على نقْص ما ألِفَتْه النفس، والصبر على نوع الفراش، والصبر على ما يجده من مزاحمة الآخرين له في المسجد، وعدم الهدوء عند النوم، والصبر على الزوجة التي تُحَرَّمُ عليه إذا دخَل بيته لحاجة - وهي حلاله - وفي هذا الأمر تتجلَّى قيمة الصبر، وقوة الإرادة وضَبْط النفس.
9- الاطمئنان النفسي: إنَّ ذِكْر الله بعموميته جالبٌ لطمأنينة النفس لا مَحالة، وتتأكَّد الطمأنينة في واقع المعتكف بصورة أساسيَّة؛ لأن حياته في معتكفه تدور حول هذا الأمر بطريقة مستمرَّة، وهنا تُشرق على نفسه طمأنينة لَم يكن يَعهدها في حياته قبل الاعتكاف.
10- تلاوة القرآن.
11- التعوُّد على قيام الليل: المعتكف يبتغي مرضاة الله من اعتكافه، ومن خلال قيام الليل يتربَّى المعتكف على حُسن الوقوف بين يدي الله بنفس صافية ورُوح موصولة بالله، يتربَّى على حُسن المناجاة، ويَقِف على هذه اللذَّة وهو موقِن بأنَّ الله قريب منه، يراه ويسمعه، ويستجيب له، وهذا كله يعطي للإنسان دَفعة قويَّة للمواظبة على قيام الليل.
12- التوبة النصوح.
13- عمارة الأوقات، فالمعتكف يتربَّى على كيفية استثمار الوقت بصورة سليمة، والاستفادة من كل دقيقة في مَرضاة الله؛ مما يتوقَّع أن يكون له أثره في حياته بعد الاعتكاف.
14- القُرب من الله ومحبَّته للعبد، فالمعتكف قد ابتعَد عن الخَلْق، وأدَّى ما افترضَه الله عليه، وتقرَّب إليه بنوافل شتَّى، ومن هنا تأتي المحبة بين العبد وخالقه، وهذا وعده تعالى في الحديث عند البخاري: ((لا يزال عبدي يتقرَّب إليّ بالنوافل حتى أحبَّه))، وشعور المعتكف بهذه المحبة يجعله يعمل على المحافظة عليها في حياته بعد الاعتكاف.
15- تزكية النفس، الاعتكاف ميدان رئيس في تزكية النفس وتطهيرها، وفي استمرارية مفهوم التزكية، ففي مرحلة ما بعد الاعتكاف يكون عنوان فلاح العبد: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى ﴾ [الأعلى: 14- 15].
16- صلاح القلب وجَمْعه على الله، وهذا مجموعٌ فيه فضائلُ الاعتكاف كلها.
17- حقيقة اتِّباع ومحبَّة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فالمعتكف ما اعتكَف إلا اتِّباعًا للرسول، بل واستمرَّ في اعتكافه متابعًا لهَدْيه -صلى الله عليه وسلم- وهذه هي المحبة الحقيقيَّة.
ودرجة التكامل في محبَّته -صلى الله عليه وسلم- هي التمسُّك بالسُّنة الواجبة والمستحبة على السواء؛ لأنها دليل حقيقي على المحبَّة، والاستكثار من الحسنات التي تأتي من طريق متابعة الإنسان المسلم لسلوكه -صلى الله عليه وسلم- بصورة عامة.
معنى الاعتكاف وحقيقته:
معنى الاعتكاف وحقيقته: قَطْع العلائق عن الخلائق؛ للاتصال بخدمة الخالق، وكلما قَوِيت المعرفة بالله والمحبَّة له، والأُنس به، أوْرَثَت صاحبها الانقطاعَ إلى الله بالكليَّة على كلِّ حال، كان بعضهم لا يزال منفردًا في بيته خاليًا بربِّه، فقيل له: أتستوحش؟! فقال: كيف أستوحش وهو يقول: "أنا جليس من ذكَرني"؟
برنامج الاعتكاف:
1- الدخول إلى المعتكف مغرب يوم 20 رمضان، فليلة الحادي والعشرين هي أول ليلة من ليالي العشر.
2- لا تَنس نيَّة الاعتكاف؛ فالأجر على قدْر النيَّة: ((إنما لكلِّ امرئ ما نوى))، والنية تجري مَجرى الفتوح من الله، فعلى قدر إخلاصك، يفتح الله عليك بالنيَّات، فمثلاً: اتِّباع سُنة الرسول -صلى الله عليه وسلم- طلب محبَّة الله ورسوله، الْتِماس ليلة القدر، جَمْع شَمْل القلب، التخلِّي عن هموم الدنيا ومشاغلها، مصاحبة الصالحين والتأثُّر بهم، شَد المِئْزر في العبادة والتخلُّص من الكسل، عمارة المسجد، التبتُّل، التخلُّص من العادات وتحقيق معنى العبوديَّة، وهذه أمثلة، والفتح يأتي من الله.
3- أوَّل اعتكافك الإفطار، وتَعوَّدْ منذ يومك الأوَّل تَرْكَ العادات الملازمة والطقوس التي تصاحب الإفطار، تعوَّدِ البساطة، واجْتَنِب التكلُّف؛ تمرات، وماء، وقد أفْطَرت.
4- تعلَّم في هذا المعتكف ألاَّ تُضَيِّعَ وقتك، فتمرات وكوب من الماء، لا يستغرق لحظات، فانْتَبه، وكنْ يقظًا.
5- اجْلِس مكانك في الصف الأوَّل خلف الإمام؛ استعدادًا لصلاة المغرب، مع استحضار النيَّات في المسارعة والمسابقة إلى الصف الأوَّل.
6- ابدأ المسابقة والمسارعة في المسجد لكلِّ أعمال الخير، وإنِ استطَعت ألاَّ يَسبقك أحد إلى الله، فافْعَل.
7 - أحْضِر قلبك وكلَّ جوارحك ومشاعرك، واحْتَفِظ بكلِّ حضورك العقلي والذهني في صلاة المغرب؛ فهذه أول صلاة في الاعتكاف، وسَلِ الله بصدقٍ التوفيق والإعانة، وألاَّ تَخرج من هذا المكان إلا وقد رَضِيَ عنك رضًا لا سخطَ بعده، وأن يتوبَ عليك توبة صِدقٍ لا معصية بعدها، وأن يقبلَ عملك، ويوفِّقك فيه، ويَرزقك الإخلاص في القول والعمل، وأن يَصرِفَ عنك القواطع والصوارف، وأن يَرزقك إتمامَ هذا العمل، ولا يَحرمك خيره، ركِّز في هذه الأدعية وأمثالها، وابْتَهِل إلى ربِّك وتضرَّع؛ فإنه لا يردُّ صادقًا - سبحانه.
8- لا تتعجَّل، وتعلَّم وتعوَّد ألاَّ تتعجَّل الانصرافَ بعد الصلاة؛ فإنك لن تخرجَ من المسجد، احْتَفظ بحرارة الخشوع بعد الصلاة أطولَ وقت ممكن.
• أذكار الصلاة ثم الدعاء، ثم انْشَغِل بذِكر الله؛ حتى يأتي وقت الطعام وتُدعى إليه.
9- اضْبط بطنك في هذا الاعتكاف؛ فإن أخْسَر وقت تفقده هو الذي تَقضيه في الحمَّام، فكُلْ ما تيسَّر مما تَمَّ إعداده في المسجد، ولا تأمُر ولا توصي أن يأتيك الطعام من البيت، أو من الخارج، ارْضَ بما قسَم الله لك، تكن أغنى الناس.
تواضَع وكُلْ مما تيسَّر، وتعلَّم أن ما يسدُّ الرَّمق ويُقيم الأَود، يكفي، فلا تأنف أن تأكُل كِسرة من خبز، ولا تتأفَّف من تصرُّفات مَن حولك أثناء الطعام، ألْزِمْ نفسَك الذلَّ لله، وتَرْك التنعُّم في هذه الرحلة مع الله في الاعتكاف في بيته؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: ((إنَّ عباد الله ليسوا بالمتنعمين))؛ رواه أحمد وحسَّنه الألباني.
وكان -صلى الله عليه وسلم- يَكره كثيرًا من الإرفاه؛ كما رواه أحمد وحسَّنه الألباني.
10- مُدة الأكل لا تتجاوز خمس دقائقَ أو عشر دقائق على الأكثر، وقمْ فورًا: ادْخُل الحمَّام قبل الزحام، جَدِّد نشاطك توضَّأ، غيِّر ملابسك إن أمْكَن، خُذ مكانك في أوَّل الصف الأول، صلِّ ستَّ ركعات بخشوع - صلاة الأوَّابين - إلى أذان العشاء.
11- اعلمْ أنَّ القادمين لصلاة العشاء يختلفون عن المعتكفين، فقلوب مضيئة في المسجد، تختلف عن قلوب أتتْ من الدنيا وهمومها، فاحْذَر المخالطة؛ "اختَبِئ".
12- صلاة العشاء والتراويح يجب أن تَختلف عند الاعتكاف عما كان قبلُ، حضور القلب، استشعار اللذَّة، حلاوة المناجاة، لذة الأُنس بالله، صِدق الدعاء، أنت رجل مُقيم في بيت الله؛ لا خروج، لا اختلاط، لا معاصي؛ فكنْ أفضلَ.
13- احْرِص على كلِّ الخيرات؛ بترديد الأذان، أو اجْعَل لك نصيبًا من الأذان، ثم ركعتي السِنة؛ فـ((بين كل أذانين صلاة))؛ كما روى مسلم، ثم الدعاء بين الأذان والإقامة، والانشغال بالذِّكر.
14- إذا انقضَت صلاة التراويح، أسرِع إلى خبائك في المعتكف، ودَعْك من السلام على الناس وكثرة الكلام؛ فإن ذلك يُقسِّي القلب.
لا بدَّ أخي الحبيب من العزلة الشعورية الحقيقيَّة، وأن تُجاهد نفسك؛ لكي تقبل ذلك وتحبَّه، وترضاه، أسرع إلى خبائك، ارقُد وانشغِل بالذِّكر، وسَرعان ما ستنام هذه الساعة، وهي مهمة طبعًا لجسدك في أوَّل الليل؛ ففيها إعانة على النشاط في التهجُّد.
15- هي ساعة - ستون دقيقة تحديدًا - إن بارَك الله فيها، ستكون كافية جدًّا، استعِن بالله، واسأل الله البركةَ في أوقاتك وأعمالك.
16- استيقِظ، وانطلِق بسرعة وبنشاط، جَدِّد وضوءَك، تطيَّب، جمِّل ملابسك، استعدَّ ببعض الأذكار والأدعية للدخول في صلاة التهجُّد.
17- تستمر صلاة التهجُّد إلى ما قبل الفجر بنصف ساعة، واجْتهِد في هذه الصلاة أكثر من غيرها؛ فإنه الثُّلث الأخير من الليل، ساعة التنزل الإلهي، أكِثر من الدعاء، واصْدُق في اللجوء إلى الله، جدِّد التوبة، وسَلِ الله القَبول.
18- السحور بمنتهى البساطة والسرعة، لا يتجاوز عشر دقائق، ثم تجديد الوضوء - حتى لو كنت على وضوء - ثم التفرُّغ للاستغفار بالأسحار.
19- سابق إلى مكانك في الصف الأول خلف الإمام، وانشغِل بالاستغفار فقط؛ ﴿ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [الذاريات: 18].
حاذِر: لا يتسامرون، لا ينامون، لا يغفلون.
20- صلاة الفجر مشهودة؛ ﴿ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ﴾ [الإسراء: 78]، كنْ في أشد حالات الانتباه، وتدبَّر الآيات، ورَكِّز في الدعاء.
21- اجْلِس في مصلاك بعد الصلاة، ولا تَلتفت، بعد أذكارِ الصلاة أذكارُ الصباح المأثورة كلها، لا تترك منها شيئًا.
22- اقرأ الآن بعد الانتهاء من أذكار الصباح ثلاثة أجزاء، وهذه القراءة بنيَّة تحصيل الأجر، أمَّا تلاوة التدبُّر، فلها وقتٌ آخر.
23- صلاة الضحى ثماني ركعات بالتَّمام والكمال، احْرِص عليها، وقد أدَّيت شكر مفاصلك.
24- آن أوان النوم والراحة، لك أربع ساعات بالتمام والكمال نوم، نَمْ نومًا هنيئًا، ورُؤًى سعيدة، لا تنسَ قول معاذ: "إني أحتسب نومتي كما أحتسب قومتي"، فاحْتَسِب تلك الساعات، وأشْهِد الله من قلبك أنك لو استطَعت ما نمتَ، ولكن هذه النومة لا للغفلة، ولكن للتقوِّي على الاستمرار.
25- استيقِظ قبل الظهر بوقت كافٍ؛ لاستعادة النشاط وتجديد الوضوء، ورُبع ساعة قبل الأذان اقْضِها في الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- وبتركيز شديد.
26- ردِّد الأذان، وصلِّ قبل الفريضة أربعًا، واستغلَّ باقي الوقت في الدعاء.
27- صلِّ الفريضة بحضور قلب؛ فللصلاة السرية أسرار في الأُنس بالله أكثر من الجهريَّة.
28- صلِّ بعد الفريضة أربع ركعات؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: ((مَن صلَّى قبل الظهر أربعًا وبعد الظهر أربعًا، حَرَّم الله لحمه على النار))؛ رواه أحمد وصحَّحه شُعيب الأرناؤوط.
29- تلاوة قرآن - أربع أجزاء - إلى ما قبل أذان العصر برُبع ساعة.
30- ربع ساعة قبل الأذان في قول الكلمتين الحبيبتين: "سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم"؛ تحبُّبًا وطلبًا لمحبَّة الله - تبارَك وتعالى.
31- صلِّ قبل الفريضة أربعًا؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: ((رَحِم الله امرأً صلَّى قبل العصر أربعًا))؛ رواه أحمد وحسَّنه الألباني.
32- اقرأ بعد صلاة العصر ثلاثة أجزاء، وقد تمَّت لك الآن عشرة أجزاء قراءة.
33- قبل المغرب بنصف ساعة قُلْ أذكار المساء بتركيز ودعاء.
34- الوقت قبل أذان المغرب في غاية الأهمية، استحضِر الدعوة المستجابة للصائم.
وأنت في نهاية اليوم وفي غاية التعب من كثرة العمل لله، انكسِر، وذِل، واطْلُب الأجر، واحْتسِب التعب، واسأل الله بتضرُّع أن يَقبل منك عملك، ولا تَنسَ الدعاء بظهر الغيب لأهلك ولعموم المسلمين، ولن أعدمَ منك دعوةً خاصة لي ولمشايخي ولزوجتي وأولادي بظهرِ الغيب - إن شاء الله.
محمود العشري
كاتب له عدد من الكتابات في المواقع الإسلامية
- التصنيف:
- المصدر: