أنوثتك - ما أهجُرُ إلا اسمك (3)
كيف يمكننا أن نتعلم الأنوثة الحقيقية التي اندثرت على مر الزمان؟؟
وتذكرتُ فاطمة بنت رسول الله رضي الله عنها:
حيث روي أن فاطمةَ عليها السلامُ شَكَتْ ما تَلْقَى مِن أثَرِ الرَّحَى، فأتَى النبي صلى الله عليه وسلم سَبْيٌ، فانْطَلَقتْ فلم تَجِدْهُ، فوجَدَتْ عائِشةَ فأخْبَرَتْها، فلما جاءَ النبي صلى الله عليه وسلم أخبَرَتْهُ عائِشَةُ بمجيءِ فاطمةَ، فجاءَ النبي صلى الله عليه وسلم إلينا وقدْ أخذنا مضاجِعنا، فذهبتُ لأقومَ، فقال: «على مكانِكُما». فقعد بيننا، حتى وجدتُ بردَ قدميهِ على صدري، وقا «ألا أُعَلَّمُكُما خيرًَا مما سألْتُمانِي،إذا أخَذْتُما مَضاجِعَكُما، تُكبران أربعًا وثلاثين، وتُسبحان ثلاثًا وثلاثين، وتَحمدان ثلاثًا وثلاثين، فهو خيرُ لكما من خادمٍ» [صحيح البخاري].
وكذلك أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها حيث قالت: (كنتُ أخدمُ الزبيرَ خدمةَ البيتِ. وكان لهُ فرسٌ. وكنتُ أسوسُه. فلم يكن من الخدمةِ شيٌء أشدُّ عليَّ من سياسةِ الفرسِ. كنتُ أحتشُّ لهُ وأقومُ عليهِ وأسوسُه) [رواه مسلم].
ومع ذلك، لم يُذكر أنهما غضبتا أو علا صوتهما أو تلفظا بكلام شديد مما يحدث في البيوت هذه الأيام.
فعلمت يقينا أن كل ما نتخذه من أعذار ومبررات، ما هي إلا حجج واهية لنُقنع أنفسنا أننا عاجزون عن التغيير.
وربما السبب الرئيسي هو ندرة النماذج المعاصرة والتي ممكن أن نتخذها قدوة لنا.
ويبقى السؤال الأهم:
كيف يمكننا أن نتعلم الأنوثة الحقيقية التي اندثرت على مر الزمان؟؟
الجواب يتلخص في هذه النقاط:
الاستعانة بالله واللجوء إليه بالدعاء، سائلة إياه أن يجعلك ممن قال عنهم الرسول صلى الله عليه وسلم: «ألا أخبرُكم بنسائِكم في الجنَّةِ؟! كلُّ ودودٍ ولودٍ، إذا غضبَتْ أو أُسيءَ إليها [أو غضب زوجُها]؛ قالت: هذه يدي في يدك؛ لا أَكتحلُ بغَمْضٍ حتى تَرْضى» [السلسلة الصحيحة للألباني].
الاكثار من الطاعات والنوافل وتلاوة القرآن وذكر الله، في قلبك قبل جوارحك لتنتشر السكينة والطمأنينة في نفسك.
القراءة كثيرا في كل ما يتعلق بالشخصية القوية وتقدير الذات، فأغلب الانفعالات سببها ضعف تقدير للذات، والاستماع والتأثر بأقوال وأراء الآخرين.
القراءة والتعلم عن الذكاء العاطفي لتتعلمي كيف تفهمي مشاعرك وكيف تعالجيها وتسيطري عليها وهي في المهد وقبل أن تتفاقم.
تعلم كيفية إدارة الغضب من الجانب الشرعي والنفسي، فمن أكثر الأمراض المنتشرة حاليا، العصبية وسرعة الإنفعال.
القراءة والاستماه كثيرا عن جمال الروح والأنوثة وكل ما يتعلق بالأنثى.
وفي الخاتمة:
نعم أدرك أن التغيير ليس بالسهل خاصة أنه تغيير لأفكار ومعتقدات وسلوكيات ترسخت على مدار عشرات السنوات، لكني أعلم أيضا أنه بالاستعانة بالله وصدق اللجوء إليه، ستتتغيرين تدريجيا على مر الأيام والشهور والسنوات المتبقية من حياتك.
سوزان بنت مصطفى بخيت
كاتبة مصرية
- التصنيف: