توحيد الألوهية - (26) انحراف العرب عن التوحيد

منذ 2018-01-04

لما فتح الرسول -صلى الله عليه وسلم- مكة وجد حول البيت ثلاثمائة وستِّين صنَمًا، فجعل يَطعن بقوسه في وجوهِها وعُيونها ويقول: {جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا}.

كان العرب على دين التوحيد دين أبيهم إبراهيم - عليه السلام - واستمروا على ذلك إلى ما قبل البعثة بأربعمائة سنة؛ حيث ظهر فيهم رئيسٌ مسموع الكلمة، مُطاع لا يَخاف، فغيَّر دينهم، وذلك هو عمرو بن عامر الخزاعي.

 

ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «رأيت عمرو بن عامر الخزاعي يجرُّ قُصْبَهُ في النار؛ كان أول من سَيَّبَ السوائب»، وفي صحيح البخاري أيضًا عن عائشة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «رأيت جهنم يَحطم بعضها بعضًا، ورأيت عَمرًا يجرُّ قُصْبَه، وهو أول من سيَّب السوائب».

 

فعمرو هذا غيَّرَ دينَ العرب؛ بدعوتهم لعبادة الأصنام، باستحداث بِدَع في دين الله -تعالى- أحلَّ فيها وحرَّم بِهَواه، ومن ذلك ما ذكره الله في كتابه: {مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ} [المائدة: 103].

 

وتختلف الروايات في الكيفيَّة التي نشَر عمرو بها الأصنام في الجزيرة العربية؛ فمن قائل: إن عَمرًا كان له رئيٌّ من الجن هو الذي دلَّه على الأصنام التي كانت مدفونةً منذ عهد نوح، وكان قوم نوح يعبدونها، فاستخرجها عمرو، ووزَّعها في الجزيرة، وقيل: إنه جاء بالأصنام من بلاد الشام، عندما رآهم يعبدونها، فطلب منهم صنمًا، فأعطَوه واحدًا نصَبه بمكة.

 

والسبب في أن العرب تابعت عمرو بن لُحَيٍّ أنه كان ذا مكانة فيهم؛ فقد كان سيد خزاعة في حالِ غلَبتها على مكة وعلى البيت بعد أن نفَتْ قبيلةَ جُرْهُم من مكة، وكان العرب قد جعلتْه ربًّا، لا يبتدع بدعة إلا اتَّخذوها شِرعَة؛ لأنه كان يُطعم الناس ويكسوهم في المواسم، فربما نحر في الموسم عشرة آلاف بدنة، وكسا عشرة آلاف حُلَّة.

 

ويقال: إن عَمرًا هذا هو الذي دعا الناس إلى عِبادة اللات، وكان رجلاً يلتُّ السَّويق للحجاج بالطائف على صخرة هناك، فلما مات زعم عمرو بن لحي أنه لم يَمُتْ، وأنه دخل في الصخرة التي يلتُّ عليها، وأمرهم بعبادته.

 

ومما يُذكَر عنه أيضًا أنه هو الذي غيَّر التلبية التي كانت تُعلِن التوحيد لله وحده، فقد كانت التلبية من عهد إبراهيم - عليه السلام -: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك"، واستمرَّ الحال حتى كان عمرو بن عامر، فبينما هو يطوف بالكعبة يُلبي، تمثَّل له الشيطان في صورة شيخ يُلبِّي معه، فقال: لبيك لا شريك لك، فقال الشيخ: إلا شريكًا هو لك، فأنكَر ذلك عمرو، فقال: ما هذا؟! فقال الشيخ: تَملِكه وما مَلَك، إنه لا بأس بهذا، فقالَها عمرو، فدانتْ بها العرب.

 

بداية الانحراف:

ويَذكُر لنا ابن إسحاق كيف كانت بداية الانحِراف عند العرب من نسْل إسماعيل - عليه السلام - فى عبادتهم الأحجار، فقد كان: "أول أمرهم أنهم كانوا يُعظِّمون الحَرم، فلا يَرتحِلون منه حتى كَثُروا وضاق بهم، فأخذوا يرتحلون عنه طالبين السَّعة والفسح في البلاد، فكان لا يَظعن ظاعن منهم عن الحرم إلى غيره إلا حمَل معه حجرًا من حجارة الحرم؛ تعظيمًا له، فحيثما نزلوا وضَعوه، فطافوا به كطوافهم بالكعبة، ثم أدى بهم ذلك إلى عبادة هذه الأحجار، ثم كانوا يَعبدون ما استَحسنوا مِن الحجارة".

 

وانظر إلى ما صار إليه أمرهم وحالهم: عن أبي رجاء العُطاردي قال: "كنا نَعبد الحجر في الجاهلية، فإذا وجدْنا حجرًا أحسنَ منه نُلقي ذلك ونأخذه، فإذا لم نجد حجرًا جمعْنا حثيَةً من تُراب، ثم جِئنا بغَنَم فحلبْنا عليه ثم طُفنا به".

 

ومن عجائب أمر الجاهلية أن الرجل منهم كان إذا سافر حمل معه أربعة أحجار؛ ثلاثة لقِدْره، والرابع ليَعبده.

 

أصنام العرب:

واتخذوا الأصنام والأوثان، قال هشام بن محمد بن السائب الكلبي: "وكان مِن أقدم أصنامهم "مناة"، وكان منصوبًا على ساحل البحر الأحمر من ناحية "المُشَلَّل" بقُدَيْدٍ بين مكة والمدينة، وكانت العرب جميعًا تُعظِّمه، وكانت الأوس والخزرج ومَن يَنزل المدينة ومكَّة وما قارب من المواضِع يُعظِّمونه، ويَذبحون له، ويُهدون له، ولم يكن أحد أشدَّ إعظامًا له من الأوس والخزرج، وبلغ من تعظيم الأوس - ومَن جاوَرهم من عرب يَثرِب - له أن كانوا يحجُّون، فيَقفون مع الناس المواقف كلها، ولا يَحلِقون رؤوسهم، فإذا نفروا أتَوه فحلقوا عنده رؤوسهم، وأقاموا عنده لا يرون لحجِّهم تمامًا إلا بذلك.

 

وكانت "مناة" لهذيل وخزاعة، فبعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عليًّا عام الفتح فهدَمها، ثم اتخذوا اللاتَ بالطائف، وهي أحدث من مناة، وكانت صخرةً مربَّعة، وكانت سدنتها من ثقيف، وكانوا قد بنَوا عليها، وكانت في مَوضِع منارة مسجد الطائف اليُسرى اليوم، فلم تزلْ كذلك حتى بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المغيرةَ بن شُعبة وأبا سفيان بن حرب لما أسلمتْ ثَقِيف، فهدماها وحرَّقاها بالنار.

 

غير أن ابن جرير يَروي عن مجاهد في قوله -تعالى-: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى} [النجم: 19]، قال: "كان اللات يلتُّ السويق للحاجِّ، فمات فعكفوا على قبره"، وكذلك قال أبو الجوزاء عن ابن عباس: "كان يلتُّ السويق للحاج"؛ رواه البخاري بنحوه.

 

ثم اتَّخذوا "العزَّى" وهي أحدث من اللات، اتخذها ظالم بن سعد بِوادي نخلة فوق ذات عِرق، وبنَوا عليها بيتًا، فكانوا يسمعون منها الصوت، قال الكلبي - فيما يرويه عن ابن عباس - قال: "كانت للعزى شيطانة تأتي ثلاث سمرات ببطن نخلة، فلما فتح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مكة بعَث خالد بن الوليد فقال: ((ائت بطن نخلة، فإنك ستجد ثلاث سمرات، فاعضد الأولى)) فأتاها فعضدها، فلما جاء إليه قال: ((هل رأيت شيئًا؟))، قال: لا، قال: ((فاعضُدِ الثانية))، فعضدها، ثم أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((هل رأيت شيئًا؟))، قال: لا، قال: ((فاعضد الثالثة))، فأتاها فإذا هو بحبشيَّة نافِشة شَعرها، واضعة يدَيها على عاتقها، تَضرِب بأنيابها وخلفَها سادِنُها، فقال خالد:

 

يَا عُزَّ كُفرانَك لا سُبحانَكِ  *** إني رأيتُ الله قد أهانكِ

 

ثم ضربها ففلق رأسها فإذا هي حُمَمة، ثم عضد الشجرة، وقتل السادِن، ثم أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فأخبره، فقال: ((تلك العُزَّى، ولا عزَّى بعدها للعرب))، وكانت العزَّى لأهل مكة في مَوضِع قريب من عرفات، وكانت شجرة يَذبَحون عندها، ويَدْعون.

 

وقال الكلبي في كتابه الأصنام:

"وكانت لقريش أصنام في جوف الكعبة وحَولها، وأعظمها عندهم "هُبَل"، وكان - فيما بلغني - من عقيق أحمر على صورة الإنسان، وكانوا إذا اختَصموا في أمر أو أرادوا سفرًا، أتَوْه، فاستقْسَموا عِنده بالقداح.

 

ومن أصنامهم: إساف ونائلة؛ ويَروي بعض الرواة أن رجلاً وامرأة زنَيا في البيت الحرام، فمسخهما الله حجرَين، ووضعتهما قريش عند الكعبة ليتَّعظ بهما الناس، فلما طال مُكثُهما وعُبدت الأصنام، عُبِدَا.

 

ولما فتح الرسول -صلى الله عليه وسلم- مكة وجد حول البيت ثلاثمائة وستِّين صنَمًا، فجعل يَطعن بقوسه في وجوهِها وعُيونها ويقول: {جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} [الإسراء: 81]، {جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ} [سبأ: 49]، وهي تتساقط على رؤوسها، ثم أمر بها فأُخرِجت من المسجد وحُرِّقت؛ أخرجاه في الصحيحَين عن ابن مسعود بنحوه، ولم يَذكُرا: "وهي تتساقط.."، وعندهما: "يَطعنها بعود كان في يده".

 

وقد انتشرت عبادة الأصنام حتى إنه كان لكل دار في مكة صنم يَعبدُه أهلها، فإذا أراد أحدهم السفرَ، كان أول ما يصنع في منزله أن يتمسَّح به، وإذا قدم من سفر، كان أول ما يصنع إذا دخل منزله أن يتمسَّح به.

 

قال ابن إسحاق الكلبي:

"وكان - ذو الخَلَصة - لِدَوس وخثعم وبجيلة ومَن كان ببلادهم من العرب، وكان مَرْوَةً بيضاء مَنقوشًا عليها كهيئة التاج، وكان له بيت، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لجَرير بن عبدالله البجَلي: ((ألا تَكفيني ذا الخَلَصة؟))، فسار إليها بأحمس، فقاتلتْه خثعم وباهلة، فظفر بهم، وهدَم بيت ذي الخَلَصَة، وأضرم فيه النار"، وفي الصحيحين عن جرير قال: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((ألا تُريحني من ذي الخَلَصة؟))، وكان بيتًا في خثعم يُسمَّى الكعبة اليمانية، فانطلَقتُ في خمسين ومائة فارس من أحمس إلى ذي الخَلَصة، وكانوا أصحاب خيل، فقلتُ: يا رسول الله، إني لا أثبت على الخيل، فضرَب بيده في صدري حتى رأيتُ أثر أصابعه في صدري، وقال: ((اللهم ثبِّته واجعله هاديًا مَهديًّا))، فانطلق إليها فكسَرها.

 

والأصنام التي كانت مُنتشِرةً في الجاهلية أكثرُ من هذا الذي ذكرته، ولم يكن قبل بعثة الرسول -صلى الله عليه وسلم- من بقايا النُّور السماوي الذي جاءت به الأنبياء إلا أضواء خافِتة، لا تكفي للهداية والاستقامة على المنهج الرباني؛ لضَياع ذلك المنهج، واختلاطه بذلك الباطل الكثير، وفي الحديث عند مسلم: ((إن الله نظَر - قبيل البعثة - إلى أهل الأرض فمقَتهم عربهم وعجَمهم إلا بقايا من أهل الكتاب))، وقد حَفِظتْ لنا النصوص التاريخية أن أربعةً من عقلاء قريش اعتزلوا قومهم في أحد أعياد قريش عند وثَنٍ من الأوثان؛ وهم: ورقة بن نوفل، وعُبيدالله بن جحش، وعثمان بن الحويرث بن أسد بن عبدالعزى، وزيد بن عمرو بن نفيل، فقال بعضهم لبعض: تعلمون والله ما قومُكم على شيء، ولقد أخطؤوا دين أبيهم إبراهيم، ما حجَرٌ نُطيف به، لا يسمع ولا يبصر، ولا يضر ولا ينفع؟! يا قوم، الْتَمِسوا لأنفسكم دينًا، فإنكم والله ما أنتم على شيء، فتفرَّقوا في البلدان يَلتمسون دين إبراهيم؛ فأمَّا ورقة بن نوفل، فاستحكم في النصرانية، واتَّبع الكُتب من أهلها، حتى علم علمًا من أهل الكتاب، وأما عبيدالله بن جحش، فأقام على ما هو عليه مِن الالتباس حتى أسلم، ثم هاجر مع المسلمين إلى الحبشة ومعه امرأته أم حبيبة بنت أبي سفيان مسلمة، فلما قَدِمها تنصَّر، وترك الإسلام حتى هلك نصرانيًّا، وأما عثمان بن الحويرث، فقدم على قيصر الروم فتنصَّر، وحسنتْ منزلتُه عنده، وأما زيد فوقف؛ فلم يدخل في يهودية ولا نصرانية، وفارق قومه، فاعتزل الأوثان، واجتنبَ الميتة والدم والذبائح التي تُذبح على الأوثان، ونهى عن قتْل الموءودة، وقال: أَعبُدُ ربَّ إبراهيم، وبدأ قومه بِعَيب ما هم عليه، وراجع في قصته "صحيح البخاري"؛ أحاديث رقم: (3826) - (3827) - (3828).

 

ولقد سُئل الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن زيدٍ هذا، فقال: ((يُحشَر ذاك أمَّةً وحدَه بَيني وبين عيسى ابن مريم))؛ قال ابن كثير: إسناده جيد حسن، وعن عائشة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((دخلتُ الجنة فرأيت لزيد بن عمرو بن نُفيل دوحتَين))؛ قال ابن كثير: وهذا إسناد جيد.

 وبعد هذه الظُّلمة الشديدة أَذِن الله -تعالى- ببزوغ فجر الإسلام، فاستنار الناس بنوره، واهتدَوا بهديه.

 فلله الحمد والمنَّة.

 

الخاتمة:

وبعد، فإني أحمد الله -تعالى- على تمام نعمته وحُسنِ توفيقه لإتمام هذا البحث، وأسأله -تعالى- أن يُسدِل عليه ثياب القَبول، وأن ينفع به عموم المسلمين، وأن يجعله خالصًا لوجهه الكريم، وأن يوفِّقني لإتمام بقية بحوث هذه الرسالة المُباركة، وأن يكتب لها القَبول كذلك.

 

وإني لا أدَّعي الكمال؛ فالكمال لله وحده، بل أُناشدكم بالله يا أبناء الإسلام: من وجد في هذه البحوث عيبًا أو زيغًا أو نقصًا أو خطأً، فليُبصِّرْني به، ويُهْدِ إليَّ الصواب والحق، أشكر له سعيه، وأدعو له بظهر الغيب، وأقابله بالقَبول والإذعان والانقياد والتسليم - إن شاء الله، والله وحده هو العليم بالنيَّات، ورحم الله امرأً أهدى إليَّ عيوبي، وهذا على العموم جهدٌ بشريٌّ لا يخلو من العيوب والنقائص، ويرحم الله الإمام الشاطبي إذ قال:

 

مَن عاب عَيبًا له عذرٌ فلا وَزَرٌ *** يُنجيه مِن عَزَماتِ اللومِ مُتَّئِرَا

وإنما هي أعمالٌ بِنِيَّتِها *** خُذْ ما صَفَا واحتَمِلْ بالعفوِ ما كدَرَا

 

وهذا آخِر ما أردت كتابته في هذه الصفحات، وقد جاءت - بحمد الله - مهذَّبة المباني، مشيدة المعاني، مُحكَمة الأحكام، مُستوفِيَة الأنواع والأقسام، تقَرُّ بها عين الودود، وتَكمد بها عين الحسود:

 

إن يَحسدوني فإني غيرُ لائمِهم *** قبْلي من الناس أهل الفضل قد حُسِدوا

فدام لي ولهم ما بي وما بهمُ *** ومات أكثرُنا غيظًا بما يَجِدُ

أنا الذي يَجدوني في صدورهمُ *** لا أرتقي صدرًا منها ولا أرِدُ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وقد وفَّق اللهُ الكريمُ بمَنِّه *** لإكمالِها حسناءَ ميمونةَ الجِلا

وقد كُسيتْ منها المعاني عنايةً *** كما عَرِيَت عن كل عوراء مِفصلا

وتمَّت بحمد الله في الخلْقِ سهلةً *** منزَّهةً عن منطق الهُجر مِقْوَلا

ولكنها تَبغي من الناس كُفْأَها *** أخا ثقةٍ يعفو ويُغضي تجمُّلا

وليس لها إلا ذنوبُ وليِّها *** فيا طيِّبَ الأنفاسِ أحسِنْ تأوُّلا

وقل: رحم الرحمنُ حيًّا وميِّتًا *** فتًى كان للإنصاف والحلم مَعقِلا

عسى اللهُ يُدني سعيَه بجَوازه *** وإن كان زَيْفًا غيرَ خافٍ مُزَلَّلا

فيا خيرَ غفَّارٍ ويا خيرَ راحمٍ *** ويا خيرَ مأمولٍ جَدًا وتفضُّلا

أَقِلْ عثرتي وانفع بها وبقصْدِها *** حنانَيك يا ألله يا رافعَ العُلا

وآخِر دعوانا بتوفيقِ ربِّنا *** أنِ الحمدُ للهِ الذي وحْده عَلا

وبعدُ صلاةُ اللهِ ثُمَّ سلامُهُ *** على سيدِ الخلقِ الرِّضا مُتَنَخِّلا

مُحَمَّدٍ المختارِ للمجدِ كعبةً *** صلاةً تُبَارِي الرِّيحَ مِسْكًا وَمَنْدَلا

وتُبدِي على أصحابِه نَفَحَاتِهَا *** بغيرِ تَنَاهٍ زَرْنَبًا وَقَرَنْفُلا

محمود العشري

كاتب له عدد من الكتابات في المواقع الإسلامية

المقال السابق
(25) تصورات الأمم الضالة للمعبود