فقه خطط الضعف و الهزيمة

منذ 2018-01-10

عندما نتأمل سيرة النبي صلى الله عليه وسلم سنجد حلول كثيرة عند الفشل والهزيمة لكن كلها ليس فيها التفاوض على الاسلام مطلقا رغم شدة وقسوة الوقائع..

في كل الخطط الاستراتيجية يتم وضع خطة للهزيمة وكيفية التعامل مع الفشل وبلا شك أي كان اللفظ انصار الشرعية.. رفض الانقلاب.. الاسلاميون قد فشلوا وانهزموا بقدر ما امام قوة طغيان العسكر المادية المدعومة وهو أمر كان يجب توقعه ووضع الخطط لمواجهة الفشل والهزيمة ولكن لم يحدث لأنه أيضا لم يكن هناك خطط للإعداد لمواجهة محتومة بكل المقاييس ووقعت المواجهة فكانت انفعالية بقدر ما واستسلاميه لخطط الخصم بقدر ما ولكن الأخطر الآن هو محاولة البعض التخلص من الارتباط بالإسلام للخروج من المأزق!.

 

وتسويق التخلص من الإسلام كحل سيأسى يرضى كل الاعداء!.. وعندما نتأمل سيرة النبي صلى الله عليه وسلم سنجد حلول كثيرة عند الفشل والهزيمة لكن كلها ليس فيها التفاوض على الاسلام مطلقا رغم شدة وقسوة الوقائع:

1- في مرحلة الاستضعاف والاضطهاد المكية رفض النبي كل محاولات التفاوض على الاسلام وقد عرضوا عليه الملك الحكم والمال وكان يأمر اتباعه بالتمسك بالدين والصبر رغم الاضطهاد والتعذيب لم يفاوض وقد قال الله (ودو لوتدهن فيدهنون).. أما قوله تعالى {إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ} فهي خاصة للأفراد الذين يتعرضون لشدة التعذيب ان يتلفظ بظاهر من القول كي ينجو ولكن ليست للدعوة عامة ولا للدعاة ولا للحالة الاسلامية في مكة مطلقا بل القرآن كله يأمر النبي واصحابه بالصبر والثبات..

 

2- ننتقل الى واقعة أخرى في فقه الهزيمة وهى الشهيرة بسرية عاصم بن ثابت والقصة في صحيح البخاري أتوقف مع فقرات منها عندما أحاط بنو لحيان بسرية عاصم فقَالُوا لَهُمْ: انْزِلُوا فَأَعْطُوا بِأَيْدِيكُمْ وَلَكُمُ الْعَهْدُ وَالْمِيثَاقُ أَنْ لَا نَقْتُلَ مِنْكُمْ أَحَدًا، فَقَالَ عَاصِمُ بْنُ ثَابِتٍ: أَيُّهَا الْقَوْمُ أَمَّا أَنَا فَلَا أَنْزِلُ فِي ذِمَّةِ كَافِرٍ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ أَخْبِرْ عَنَّا نَبِيَّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَرَمَوْهُمْ بِالنَّبْلِ, فَقَتَلُوا عَاصِمًا.. وهنا نتوقف بأعلى صوت عندما رفض عاصم النزول على طلب بنو لحيان بالعهد والميثاق حدث انقسام في الرأي لكن لم يعارضه إخوانه الآخرين وقالوا له أنت متشدد وهتودينا في داهية ويجب عليك المحافظة على الجماعة والعرب عند عهدهم ولا تلقى بنفسك في التهلكة لا لا لم يحدث مطلق أي حرف من ذلك بل كل الروايات تشير الى قناعة كل فريق بالخلاف المتنوع وكل فريق كان من المتقين ومن الذين قبلوا العهد والميثاق خبيب بن عدى الصحابي الجليل أول من سن ركعتين عند الاعدام وَقَالَ: وَاللَّهِ لَوْلَا أَنْ تَحْسِبُوا أَنَّ مَا بِي جَزَعٌ لَزِدْتُ.. ثم نتوقف مع ثباته عند الاعدام وعدم مداهنته للعدو ولو مثقال ذرة فقد دعي عليهم مواجهة بصوت مسموع لعدوه، َّ فقَالَ: " اللَّهُمَّ أَحْصِهِمْ عَدَدًا , وَاقْتُلْهُمْ بَدَدًا وَلَا تُبْقِ مِنْهُمْ أَحَدًا ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ: فَلَسْتُ أُبَالِي حِينَ أُقْتَلُ مُسْلِمًا عَلَى أَيِّ جَنْبٍ كَانَ لِلَّهِ مَصْرَعِي وَذَلِكَ فِي ذَاتِ الْإِلَهِ وَإِنْ يَشَأْ يُبَارِكْ عَلَى أَوْصَالِ شِلْوٍ مُمَزَّعِ الشاهد عند الهزيمة فريق يرى مواجهة حتى الموت وفريق يقبل بالمواثيق وكل فريق لا يهاجم الآخر بحرف واحد بل مقتنع بصواب اجتهاده ولا تراجع مطلقا عن الثبات على الدين أو مداهنة العدو في دين الله..

 

3- الواقعة الأخرى في غزوة مؤتة والقصة شهيرة في كتب السيرة عندما استشهد القادة الثلاثة وتولى خالد بن الوليد القيادة قاتل وبذل الجهد حتى تكسرت تسعة سيوف في يده وبخبرته العسكرية رأى التقوى العددي والمادي للعدو بعد بذل المستطاع فكان أعظم انسحاب تكتيكي من غير ان يشعر العدو ولا يفتت في نفسية جنوده فكان الانسحاب للأعداد للعودة للنصر وهو المهم انسحاب للعودة وليس ل لا عودة وعندما عاد وفهم البعض ظاهريا أنه فرار قال النبي صلى الله عليه وسلم بل الكرارون تأكيدا للمعنى والخطة هو تفادى هزيمة كبيرة مع ثبات برجوع للأعداد فالعدو لم يتغير انما الخطة تغيرت تلك ثلاث وقائع للمسلمين في..

 

1- حالة الاضطهاد صبر وثبات وعدم مواجهة وعدم مداهنة.

2- في حالة احاطة العدو مواجهة حتى الموت او قبول للمواثيق مع ثبات على الدين وعدم تنازل ولا يلوم احدهما الآخر.

3_فى حالة تفوق العدو العددي والمادي بعد بذل المستطاع ثبات مع انسحاب تكتيكي مع العودة للأعداد للنصر.

كل حالات الهزيمة لا يوجد بها ولا فيها أي مثقال ذرة للتفاوض على الدين مع شدة وعظم وهول الخطر ومصيبته على المسلمين.. 

 

إلا إذا كان يوجد في حالة رفض الانقلاب ومعارضته حالة ليست من أجل الاسلام فأعلنوا أنفسكم واكشفوا القناع ولا تخدعوا الناس بالشعارات ولا يقول احدكم أن هذا كلام ديني كما يردد العلمانيون وليس سيأسى للفصل بين الدين والدولة واقول له يا علماني اكشف نفسك هذه خطط استراتيجية في مواجهة الاستضعاف و الهزيمة قام بها صحابة رسول الله بتأييد منه صلى الله عليه وسلم