هل موت ستيفن هوكينج أزمة ؟

منذ 2018-03-23

الكفر حكم ديني شرعي، فالكافر من كفره الله ورسوله، والكفار أنواع.. وهم:  الدهريون، والفلاسفة، والمشركون، والمجوس، والوثنيون، واليهود، والنصاري، والملاحدة، والمرتدون الذين أتوا بأقوال أو أفعال أو أحوال تناقض الإسلام .

مع كل حادثة تنزل بنا أو بغيرنا، أزداد يقينا أننا في أزمات حقيقية.. فخذ علي سبيل المثال: 

وفاة ( ستيفن هوكينج) ذلكم العالم الفيزيائي المعروف بقوته العلمية، وجرأته الإلحادية علي (الله،الدين، الجنة، النار )...

أبرزت لنا حجم المأساة المركبة التي نحياها في مجتمعاتنا العربية -عامة-، وقطرنا المصري -خاصة -:

-فهي مأساة عقدية خاصة في أبسط أصول مسائل الأسماء والأحكام، والكفر والإيمان، والوعد والوعيد، والولاء والبراء، ونواقض الإسلام.

-مأساة فكرية خاصة بعد إصابة أكثر شباب الأمة بلوثة تغريبية تخريبية وتعلق بالأفكار الإلحادية، والرموز العلمانية علي اختلاف توجهاتهم .

-مأساة أخلاقية ويبرز لنا هذا بقوة عند تناول مسألة خلافية أو جدلية حيث يظهر لنا مدي الفقر الأخلاقي الذي أصاب الشرائح المختلفة من المجتمع -إلا من رحم ربي -.

-مأساة علمية ويظهر هذا التشوه العلمي،والتشظي المعرفي،والترهل الثقافي، والتجريف العقلي -خاصة -عند الاختلاف أو المناظرات -إن صح إطلاق هذا المصطلح علي تلك الترهات .

-مأساة دعوية خاصة بعد تجفيف المنابع الدعوية، وحملات الاغتيال المعنوي للدعاة البارزين،والتشويه والتشويش المتعمد علي الدعوة والدعاة، واكتفاء الكثير من الدعاة بالجهاد الفيس بوكي .
 

لهذا أري أن من الحلول العملية لتلك الحالة الخطيرة المعقدة التي تحياها أمتنا:

- أن يركز الدعاة والمصلحون علي إعادة الجماهير إلي المحكمات الدينية،والثوابت الإيمانية،والقواعد الأخلاقية،والمنطلقات الفكرية،والركائز المعرفية.

- أن يبتعدوا عن الخلافات اللفظية الكلامية التي لا يحسن فهما إلا من له قدم راسخة في العلم.

- أن يحصنوا عقول وقلوب أبناء الأمة،بدلا من تركهم ليكونوا فريسة سهلة لأذناب العلمانية،وأتباع الفوضوية الإلحادية.

هذه عقيدتنا... إن الدين عند الله الإسلام

أولاً: أجمع المسلمون، أنه لا يوجد على وجه الأرض دين حق سوى دين الإسلام، وأنه خاتم الأديان، وناسخ لجميع ما قبله من الأديان والملل والشرائع، فلم يبق على وجه الأرض دين يُتعبد لله به سوى الإسلام، قال الله تعالى:
{وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران:85]. والإسلام بعد بعثة محمد -صلى الله عليه وسلم- هو ما جاء به عن الله سبحانه في القرآن،أو بينه في السنة الصحيحة...

ثانياً: من أصول الاعتقاد في الإسلام أن (القرآن الكريم) هو آخر كتب الله نزولاً من رب العالمين، وأنه ناسخ لكل كتاب أُنزل من قبل من التوراة والإنجيل وغيرها، ومهيمن عليها، فلم يبق كتاب يتعبّد به سوى (القرآن الكريم) قال الله تعالى:
{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ} [المائدة:48].

ثالثاً: يجب الإيمان بأن (التوراة والإنجيل) قد نُسخا بالقرآن الكريم، وأنه قد لحقهما التحريف والتبديل والزيادة والنقصان كما جاء بيان ذلك في آيات مثل قول الله تعالى:
{فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ} [المائدة:13]، وقوله - جل وعلا -: {فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ} [البقرة:79]، وقوله سبحانه: {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}  [آل عمران:78].

ولهذا فما كان منها صحيحاً فهو منسوخ بالإسلام، وما سوى ذلك فهو محرّف أو مبدّل. وقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه غضب حين رأى مع عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - صحيفة فيها شيء من التوراة، وقال عليه الصلاة والسلام: «أفي شك أنت يا ابن الخطاب؟! ألم آت بها بيضاء نقية؟،لو كان أخي موسى حياً ما وسعه إلا اتباعي» (رواه أحمد والدارمي بسند صحيح).

رابعاً: ومن أصول اﻻعتقاد في الإسلام أن نبينا ورسولنا محمد -صلى الله عليه وسلم- هو خاتم الأنبياء والمرسلين كما قال الله تعالى:
{مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} فلم يبق رسول يجب اتباعه سوى محمد -صلى الله عليه وسلم-، ولو كان أحد من أنبياء الله ورسله حياً لما وسعه إلا اتباعه - وأنه لا يسع أتباعهم من بعدهم إلا ذلك - كما قال الله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ} [آل عمران:81]. ونبي الله عيسى عليه الصلاة والسلام إذا نزل في آخر الزمان يكون تابعاً لمحمد -صلى الله عليه وسلم- وحاكماً بشريعته. وقال الله تعالى: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ} [الأعراف:157].

كما أن من أصول اﻻعتقاد في الإسلام أن بعثة محمد -صلى الله عليه وسلم- عامة للناس أجمعين قال الله تعالى:
{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [سبأ:28]، وقال سبحانه: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً} [الأعراف:158].

خامساً: ومن أصول الإسلام أنه يجب اعتقاد كفر كل من لم يدخل في الإسلام من اليهود والنصارى والملاحدة وغيرهم، لأنه كفر بالله ورسوله،وعادي المؤمنين، لذا فهو من أهل النار إلا إذا أسلم لله قال تعالى:
{لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ} [البينة:1]. وقال - جل وعلا -: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ} [البينة:6]

وقال سبحانه:  {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ}.

وثبت في صحيح مسلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «والذي نفسي بيده، لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أُرسلت به إلا كان من أهل النار».

سادساً: مما يجب أن يعلم أن دعوة الكفار عامة وأهل الكتاب خاصة إلى الإسلام واجبة على المسلمين بالنصوص الصريحة من الكتاب والسنة، ولكن ذلك لا يكون إلا بطريق البيان والمجادلة بالتي هي أحسن بشرط عدم التنازل عن شيء من شرائع الإسلام كما يفعل المنهزمون نفسيا،وإنما نناظرهم للوصول إلى إقناعهم بالإسلام ودخولهم فيه، أو إقامة الحجة عليهم، مع الحذر من المخذلين عن دعوة غير المسلمين.. بدعوي المواطنة وحرية اﻻعتقاد، قال الله تعالى:
{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُون}. 

سابعا: أهل الإسلام يحكمون علي الناس بظوارهم، فإن أظهروا الإسلام حكم لهم بالإسلام ظاهرا وباطنا، وإن أظهروا الكفر حكم لهم بالكفر ظاهرا وباطنا، دون تتبع بواطنهم، لهذا لا يحكمون لأحد بالجنة أو النار إلا من شهد له الشرع بذلك.

ثامنا: الكفر حكم ديني شرعي، فالكافر من كفره الله ورسوله، والكفار أنواع.. وهم:  الدهريون، والفلاسفة، والمشركون، والمجوس، والوثنيون، واليهود، والنصاري، والملاحدة، والمرتدون الذين أتوا بأقوال أو أفعال أو أحوال تناقض الإسلام (كالباطنية، وغلاة الشيعة، والقاديانية القرآنيون، وغلاة العلمانية).

كذلك يدخل في الكفر الأكبر الموجب للخلود في النار.. (من جحد وجود الله، أو كذب الرسل، أو الاستهزاء بالدين، أو الاستكبار في قبول حكم الله ورسوله، أو الشك في شريعة الله، أو اظهار الإسلام وأبطن الكفران، أو الاستهزاء أو السخرية من شيء من شريعة الله، أو إنكار مجمع عليه من أصول الدين، أو معلوم من الدين بالضرورة..