يومئذ يتذكر الإنسان
يتمنى الإنسان الرجوع إلى الدنيا يوم القيامة، لعله يحسن ويتدارك ما فات، ويعمل صالحا فيما ترك، ويقدم لحياته الحقيقية الباقية.
{يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى}
وحينذاك سوف يتذكر الإنسان، ويتعظ ويندم أشد الندم!
لكن يتذكر ماذا؟
يتذكر ما مضى وفرط فيه.
يتذكر تقصيره في طاعة الله، ويندم على ما فرط في جنب الله، ويتذكر ذنوبه ومعاصيه.
ويتمنى الرجوع، لعله يحسن ويتدارك ما فات، ويعمل صالحا فيما ترك، ويقدم لحياته الحقيقية الباقية.
ولكن هيهات، وأنى له الرجوع، وأنى له الذكرى.
فقد فات الأوان، وذهب الزمان، وانقضى الأجل، وختم العمل، وحانت ساعة الحساب.
وكم أتاه النذير، وبلغته الحجج، وعمر زمانا يتذكر فيه من يتذكر، فغرته الأماني، وأهلكه التسويف.
{وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى. يَقُولُ يَالَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي} فاللهم لا تدعنا في غمرة، ولا تأخذنا على غرة، ولا تجعلنا من الهالكين.
أحمد قوشتي عبد الرحيم
دكتور بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة
- التصنيف: