طريق الإسلام

من روائع الحكم (المقال الثالث)

منذ 2018-03-29

الحياء خلق طيب ينبع من القلب الطيب، والوقاحة خلق خبيث ينبع من القلب الخبيث.

من روائع الحكم (المقال الثالث)

بسم الله الرحمن الرحيم

 

{يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} [البقرة: 269].  

1- تحقيق الحياء معناه أن تترفع عن كل ما يؤدِّي إلى الدناءة، والخسَّة والعيب وتحقيق ذلك هو تحقيق الفضيلة والشرف "من ترفع عن العيب حياءاً فقد حقق الفضيلة ".

2- الحياء خلق طيب ينبع من القلب الطيب، والوقاحة خلق خبيث ينبع من القلب الخبيث " الحياء لا يخرج إلا من الطيِّب ".

3- الذي يتنعم بنعم ربه ويتقلب بها ثم يجاهره بالمعاصي والذنوب لايستحي من ربه " إذا أنعم الله عليك فاستح من ربك لا يسلبه منك  " .

4- الذي يذنب ثم يتوب ثم يذنب ثم يتوب وربه يحلم منه ويرزقه وينعم عليه بالصحة والعفية والستر ثم يستمر ويخوض في الذنوب ينبغي عليه أن يستحي من ربه " لو كثير الذنوب توقَّف بتوبة صادقة استحى من ربِّه ".

5- الذي يصلي لربِّه ثم يجعل قلبه غائباً في الأسواق وجسم حاضر مقابل ربه ينبغي عليه أن يستحي من ذلك إذ لو فعل به أحد مثل ذلك ما رضي منه بل سخط ولم يقبل " المناجي لربِّه المعرض عنه بقلبه لا يستحي ".

6-  الذي يحلم من الظلم ينبغي أن يستحى منه وربه ينصره " لا حياء لمن يزيد ظلما على المظلوم الحليم ".

7- الذي يكف عن نفسه وعن غيره من الظلم هو الحيي الكريم المستور " الحيي الكريم المستور يكف عن الظلم  ".

8- والذي  ينعم على شخصٍ بدون إيذاء ولا مَنٍّ ثم يستمر في إحسانه ينبغي أن يستحى منه وقد استحى نبينا صلى الله عليه وسلم  لما تردد  إلى ربه يراجعه في التخفيف من العبادة لأمته" إذا زاد الكريم كرمه عليك فازدد أنت حياءك منه "

9-  الذي لا يستحي ما يُستحى منه من العورات ونحوها يدل على ذلك دناءة صاحبه وقلَّة أدبه وسفاهة عقله " الوقح البذيء لا يبالي التكلم عن العورات " .

10- والذي يجاهر بالمعاصي كأنه يفاخر بها هو الوقح الذي لم يبق معه قطرة حياء ولا أدب ولذلك ليس له عافية ولا حل إلا أن يقلع ما يفعله وقد ينسلخ من الإيمان كله إذا تبين أنه مستحل " المجاهر بالمعاصي وقح لا يعرف حياء ولا دين".

11- كلما عظم حياء المرء كلما عظم شرفه وكلما قل حياء المرء كلما قل شرفه حتى يصير من الأراذل " من هو أعظم حياء هو أعظم شرفا ".

12- الذي لا يستحي ولايعرف التقدير والاحترام ويقابل الإحسان بالإساءة  والصلة بالقطع والعطاء بالمنع والحرمان إنما يضر نفسه  والواصل والمعطي والمحسن  لا يزال عنده  من الله ظهير " الحيي هو الواصل والمعطي والمقدر للناس قدرهم ".

13-  الذي يتعلم العلم الشرعي ثم يطلب به الدنيا والذي لا يعمل بعلمه والذي يتعلمه ليُماري به العلماء أو ليصرف به وجوه الناس إليه أو ليتقَلَّد به المناصب  لم يستحي من ٍربه ولا من الناس " الحيي هو المخلص في تعلمه للعلم ولا يبغي بها دنيا " .

14- الذي استحى من ربه حق الحياء هو الذي اتقى ربه حق التقوى الحليم الصبور العفيف المتعفف ذو القلب السليم المحسن الذي لا يقابل السيئة بالإساءة بل يقابل الإحسان بالإحسان  ولا يقابل الإحسان بالكفران بل يقابله بالشكر والمجازاة الحسنة " الحيي تقي حليم عفيف كريم ".

15- الحيي هو الذي يعمل الصالحات لكرم طبعه أما الوقح فيعمل الصالحات لأجل الخوف من الناس أو لمصلحة يريد أن ينتهزها الكريم بطبعه هو الحيي واللئيم قد يتظاهر الحياء لمصلحةٍ أو لخوفٍ".

16- العالم الذي يأمر الناس الصالحات ثم لا يعمل فتاركٌ للحياء  ثم أفلا يستحي أن يكو متصفاً بالحمق لأن الله سبحانه قال {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [البقرة: 44 ] " الآمر بالبر بقوله الكاذب بعمله لا يستحي " .

  
والله ولي التوفيق