قصيدة في مدح أصحاب الحديث

منذ 2019-06-09

أنشد شمس الدين بن سعد المقدسي لنفسه: غرامي بأصحاب الحديث قديمُ ومدحي عُلاهُم سائر ومقيمُ


لشمس الدين محمد بن سعد المقدسي (ت:650هـ)

ترجمة الناظم:

قال الحافظ الذهبي في (تاريخ الإسلام) (14/641-642) في وفيات سنة 650هـ:

 (محمد بن سعد بن عبد الله بن سعد بن مفلح بن هبة الله بن نمير، المولى العالم شمس الدين أبو عبد الله الأنصاري، المقدسي، ثم الدمشقي، الصالحي، الحنبلي، الكاتب الأديب.

ولد سنة إحدى وسبعين وخمسمائة.

وسمع من: أبي الحسين أحمد ابن الموازيني، ويحيى الثقفي، وعبد الرحمن بن علي الخرقي، وابن صدقة الحراني، وإسماعيل الجنزوي، وجماعة.

وأجاز له: عبيد الله بن شاتيل، وأحمد بن ينال الترك، والحافظ أبو موسى المديني، وأبو السعادات نصر الله بن عبد الرحمن القزاز، وآخرون.

وكان أديبًا بليغًا، وشاعرًا مُحسِنًا، وكاتبًا مُنشِئًا، يرجع إلى دين وصلاح وصيانة ورياسة.

كتب الإنشاء للملك الصالح عماد الدين، وطال عمره، وروى الكثير، وكتب عنه القدماء كالحافظ ضياء الدين، وأبي الفتح ابن الحاجب.

وروى عنه: مجد الدين ابن العديم، وشرف الدين الدمياطي، والقاضي تقي الدين سليمان، والفخر ابن عساكر، والشرف ابن خطيب بيت الآبار، والعفيف إسحاق الآمدي، والفقيه علي بن عبد الحميد الفندقي، وسعد الدين يحيى بن محمد ولده، وطائفة سواهم.

وتوفي بسفح قاسيون في ثاني شوال).

الأصل الخطي المعتمد:

جاءت هذه القصيدة ضمن مجموع مخطوط، فيه قصائد وغيرها، بخط ناسخ سمى نفسه أبا بكر بن محي الدين من القرن الحادي عشر الهجري، محفوظ بالمكتبة الوطنية بباريس برقم (3412)، وجاءت القصيدة في اللوحة (43).

النص المحقق:

أنشد شمس الدين بن سعد المقدسي لنفسه:

غرامي بأصحاب الحديث قديمُ

ومدحي عُلاهُم سائر ومقيمُ
وحُبِّي لهم في الله حب موكل([1])
 
يدوم، وباقي الحب ليس يدومُ
  
هُمْ صفوة الرحمن حزبُ نبيه
 
ومحلهم عند الإله عظيمُ
  
همُ القوم لا يشقى بهم جلساؤهم
 
إذا القرب منهم جنة ونعيمُ
  
وهم لظلام الجهل، والغي، والهوى
 
شموس، وهم للاهتداء نجومُ
  
وهم في الهدى، والدين، والصدق قدوةٌ
 
وهُم لشياطين الضلال رجومُ
  
أولئك أعلام العلوم عليهم
 
لنور التقى بين الأنام نجومُ
  
يذبُّون عن شرع النبي بألسنٍ
 
لها في حشا أهل الكلام كُلُومُ([2])
  
ويحمونه عن إفك كل مُعطِّلٍ
 
عليه بأنواع العباد يحومُ
  
يقولون: (قال الله)، (قال رسُولُه)
 
وقول أولي التعطيل: (قال حكيمُ)
  
فهم كالكرام الكاتبين مَقَامُهُم
 
بما استُحفِظُوا في المكرمات كريمُ
  
ووالله ما عاب الحديثَ وأهلَهُ
 
وراويه إلا فاسقٌ وزنيمُ
  
فلا زال منهم من يقال لقوله
 
صحيح إذا قال: (الحديث سقيمُ)
  
كتبه: محمد براء ياسين

يوم الاثنين 22/ رمضان /1440هـ


(1) أشار الناسخ في الهامش إلى أنه ورد في نسخة: مُوكدٌ.

(1)  في الأصل:

يذبُّون عن شرع النبي محمد
 

بألسن لها في حشا أهل الكلام كلومُ
  

وهو على هذا الوجه فيه خطأ ولا بد، فالوزن غير مستقيم، قال الشيخ عبد الرحمن قائد - جزاه الله خيرًا - : (وأظنه من النساخ، ويشبه أن تكون زيادة (محمد) مقحمة، والبيت مستقيم، عروضيًّا بدونها).