الإسلاميون والمرحلة القادمة

منذ 2011-07-28

أعتقد أن التيار الإسلامي واجب عليه الآن الاتفاق على وضع استراتيجية عمل للمرحلة القادمة وهو كما أرى من الواقع صعب وأمنية لكن على الأقل الاتفاق على الممكن الآن..



أكتب هذا المقال وأشعر أن الأحداث في مصر خاصة تجري بسرعة غير عادية منذ ثورة 28 يناير 2011 وعلى كل متابع أن يجري ليلاحقها فمن المتابعين من سرعته ضعيفة جدًّا فلا يراقب الحدث بجدية واقعية ومنهم من يتفلسف ومنهم من فرح بالمنجزات التي كانت أمنية له وانشغل بها ولم يهتم بما حوله ومنهم من لا يشعر بسرعة الأحداث ومنهم من يلاحق الحدث في سرعته وهم قلة وأقل منهم بكثير من يسابق الحدث ويفهم بدقة إلى أين يذهب الحدث بسرعته ولا ينخدع في تحلليه بالسرعة فبصيرته أسرع بفضل الله ونعمته وأتوقف بهدوء في نقاط وأقول: ماذا كسب الإسلاميون من الثورة؟ الإجابة كسبوا كما كسب كل الشعب المصري الحرية وسقوط جزء مهم من نظام الطاغية مبارك.


والسؤال التالي: ماذا كسب الإسلام في بلد الإسلام؟ الإجابة البعض يقول رفع القيود عن بعض الدعاة وحريتهم هنا أعتقد أن الإجابة غير صحيحة فالإسلام ليس الدعاة إنما الإسلام دين وشريعة وحكم وعبودية لله الواحد الأحد والدعاة والدعوة من أسباب نشر هذا الدين ومن هنا أقول أن الإسلام مكسبه الحقيقي لم يتحقق والبعض من الإسلاميين ينتظر البرلمان ووضع الدستور ليحقق مكاسب للإسلام والبعض اكتفى بحريته وظن أنها مكسب.

لكن الذين كسبوا على الأرض حقيقة هم أصحاب الفكر الليبرالي والعلماني وكل أعداء الإسلام كمنهج وشريعة للحكم بدليل وجودهم كأشخاص وفكر على خريطة الحكم والسياسة وصراعهم وصوتهم العالي من أجل منع الإسلام من تحقيق أي مكسب ببذل كل جهد يرفع لافتات كثيرة ومتنوعة على سبيل المثال تأخير الانتخابات أو الدستور أولاً ثم أخيرًا مبادئ فوق الدستور


وغير ذلك وهم يضحون بكل ما يملكون من جهد من أجل ما يريدون، أما الإسلاميون فمع تقديري لإخلاصهم للإسلام لكن العمل هو ما أريد فبعضهم يعتقد أن المعركة في الانتخابات وهو حق الآن والبعض فرح بما كسب من منبر يدعو منه بحرية والبعض يقول أن الأمر مسألة وقت وهو لا يعمل من أجل ذلك الوقت، الشاهد مع تقديري لكل ما سبق واحترامي للجميع.

لكنى أقول هل التيار الإسلامي كله متفق الآن على قلب رجل واحد؟ الإجابة لا

ومع انتخابات البرلمان هل يتحدوا؟ الإجابة ممكن

ومع الفوز في الانتخابات هل سيتفقون على مرشحين للحكومة؟ الإجابة صعب، إذا فاز تيار واحد إسلامي بأغلبية أن يسمح لآخر بالمشاركة مثلاً بمقاعد وزارية، لذلك أعتقد أن الإسلاميين في غمرة نشوة الفرح بالثورة والحرية تناسوا حقائق ثابتة على الأرض من خلاف قوي بين السلفيين والإخوان وخلافات متعددة بين كل التيارات تحتاج إلى وضع منهج وخارطة طريق أولاً وعاجلاً قبل الدخول في غمرات المعركة الانتخابية القادمة وإلا سوف يكون العنوان في المشهد الخارجي للإسلاميين سيء.

لذلك أعتقد أن التيار الإسلامي واجب عليه الآن الاتفاق على وضع استراتيجية عمل للمرحلة القادمة وهو كما أرى من الواقع صعب وأمنية لكن على الأقل الاتفاق على الممكن الآن.


لا أريد أن أطيل في الكلام فرسالتي واضحة ولكني أذكّر أن الأمريكان لن يتركوا مصر بسهولة ومعهم أشد الناس عدواة للذين آمنوا اليهود ومن داخل مصر من لهم صلة بهم فالأعداء يملكون القوة من كل شيء ومتحدين على هدف واحد هو منع الإسلام في مصر من الحكم ويبذلون كل ما يستطيعون.

فهل ينتبه المسلمون في مصر ويتفقوا من أجل الإسلام الذي اتحد على حربه أعداء مختلفي الفكر والدين والمعتقد والمنهج والبلد والأشخاص.


أما نحن فديننا واحد ورسولنا واحد وقرآننا واحد وقبلتنا واحدة وبلدنا واحد وخلافنا في الأشخاص والمسميات فقط فهل يصعب علينا الاتفاق، حقيقة أعتقد أنه صعب ولكن يبقى أننا في مرحلة هامة وحاسمة جدًّا إن لم نرتفع عن أشخاصنا وحزبياتنا فسنخسر كثيرًا جدًّ جدًّا ولن يتحقق أي مكسب للإسلام العظيم.

وأخيرًا أقول لكل مسلم الأشخاص ستفنى والمسميات ستفنى والأعمال الخالصة لله هي الباقية يقول الله تعالى: { وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ} [البقرة:281].


ممدوح إسماعيل محام وكاتب
Elsharia5@hotmail.com
 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام