عن جمعة الاستقرار والشرعية

منذ 2011-07-29

لا أعرف طائفة قدمت فى عهود الظلم والإستبداد ما قدمه الإسلاميون فى مصر ، ولا أعرف طائفة فى مصر معها من الحق مثل الذى مع الإسلاميين ، ولا أعرف طائفة فى مصر معها من الصدق مثل الذى مع الإسلامين ...


لا أعرف طائفة قدمت فى عهود الظلم والإستبداد ما قدمه الإسلاميون فى مصر ، ولا أعرف طائفة فى مصر معها من الحق مثل الذى مع الإسلاميين ، ولا أعرف طائفة فى مصر معها من الصدق مثل الذى مع الإسلامين ، ولا أعرف طائفة فى مصر معها من الإخلاص والتجرد وعلو الهمة كالذى مع الإسلاميين ، كذلك لا أعرف فى مصر طائفة لديها شباب يمكن أن يقدم روحه فداء ما يؤمن به مثل شباب الإسلاميين ، لا أعرف فى مصر طائفة لها حضور وقبول فى الشارع كالإسلاميين ، لكن العجيب أننى لا أعرف فى مصر طائفة قدمت ما قدمه الإسلاميون من تطمينات للداخل والخارج ، ولا أعرف فى مصر طائفة أرسلت ما أرسله الإسلاميون من رسائل تهدئة خواطر كما فعل الإسلاميون ، ولا أعرف طائفة قدمت تنازلات، وطورت خطابها وأدائها، كما فعل الإسلاميون ، ومع ذلك فأنا لا أعرف أيضاً طائفة فى مصر أقيم لها ولا زال محاكم تفتيش يومية فى كل وسائل الإعلام كما يحدث مع الإسلاميين ، محاكم التفتيش معقودة للإسلاميين تحاكم كل سكنة وحركة وهمسة ، وتحمل كل كلمة على أسوأ محمل ، وتفسر كل إيماءة أسوأ تفسير ، والإسلاميون يبذلون أغلظ الأيمان ، ويقدمون عشرات الأدلة على براءتهم دون جدوى .


منذ قامت الثورة المباركة وقبل أن تبدأ وقائع محاكمة الإسلاميين من قبل بلطجية الإعلام الليبرالى، قبل كل هذا سارع الإسلامون إلى إعلان أنهم لن يترشحوا على كرسى الرئاسة ، ولن يسعوا إلى أغلبيةبرلمانية ، وأنهم يقبلون بنتائج إنتخابات حرة نزيهة ، كل ذلك لإرسال أكبر شحنة تطمينات إلى الخائفين والمتوجسين ، دون أن يكون لكل هذا أدنى أثر فى إيقاف محاكم التفتيش أو تخفيف هجوم بلطجية الإعلام الليبرالى ، كل هذا والمنافقون والكذابون وأهل الباطل لايداهنون ولا يحاولون إرسال أى تطمينات للمجتمع المسلم ، وينشرون مذهبهم الباطل المخالف لدين الوطن ومشاعر الجماهير المسلمةبكل بجاحة ودون أن يتجملوا ، وحين تأكد لهم أن أى إنتخابات نزيهة لن تأتى إلا بالإسلاميين، وأن المجلس التشريعى القادم سيكون موافقاً لدين الناس ، حين تأكد لهم ذلك كفروا بصنم الديمقراطية ونكصوا على أعقابهم ، وخلعوا براقع الحياء ، ونزعوا ورقة التوت ، كاشفين عن سوءاتهم ، بل غامروا بالوطن كله ، مما دفع المجلس العسكرى وتحت ضغوط لا يتحملها بشر ، إلى الإعلان عن هذه المواد فوق الدستورية .


الواقع أن بلطجية الحرية ذهبوا لأبعد مدى فى الطيش والنزق ، بينما الإسلاميون يظهرون أعلى درجات الحس الوطنى ، والشعور بالمسئولية ، ومراعاة كل المخالفين فى الدين والرأى حتى قبلوا بالسكوت عن أسيرات الكنائس ،وعن إستفزازات الكنيسة واستفزازات الإعلام الكاذب ، بينما بلطجية الليبراليين يضغطون لآخر مدى ، مع أنهم وكما يقول سعدالدين إبراهيم بلا بنية تحتية ولا رصيد ، بل هم مجموعة من المشاغبين والفُضحية .


فى النهاية وجد الإسلاميون أنفسهم مضطرون إلى اللجوء إلى التحرير دفاعاً عن تاريخ من النضال لأجل إعادة الشريعة كهوية وحيدة للوطن ، وتذكير الجميع بأن هناك فصيلاً يعتبر من حيث الحجم والتأثير هو الأكبر ، ومن حيث الفكرة التى يحملها هو الأحق والأنسب ، لكن دماثة خلقه ، وحسه الوطنى ، وحلمه ، وحكمته ، وتجرده ، كل هذه الدوافع النبيلة جعلته يتجرع مرارة الصبر على كثير من الظلم والطيش والتهور إلى أن خرج المجلس العسكرى ليعلن عن المواد فوق الدستورية ، حينها شعر الإسلاميون أن السكوت أصبح إثماً عظيماً لا يجوز إقترافه ، وأنه لم يعد هناك مفر من أن يخرجوا ليقولوا نحن هنا .


مليونبات كثيرة سابقة لم أفكر أن أكون فيها ، وتوجهات كثيرة تبناها التيار الإسلامى لم أكن مقتنعاً بها ، لكن مليونية الغد أراها لا غنى عنها ، وأراها مليونية وضع النقاط فوق الحروف .


بقى أن أقول أن مليونية الغد هى أول ميزان حقيقى واضح مبين لوزن وحجم التيار الإسلامى فى مصر ، فلا تتخلفوا يرحمكم الله .


kaledshafey@yahoo.com
 

المصدر: موقع جريدة المصريين

خالد الشافعي

داعية مصري سلفي