نحو تجديد العقل المسلم - (٨) المعلم
المعلم هو محور العملية التعليمية وأساسها، وكل كلام عن تطوير المناهج وبناء إمكانيات المدارس بدون التفات لوضع المعلم واحتياجاته الضرورية تصبح خططا فارغة لا طائل من ورائها.
المعلم هو محور العملية التعليمية وأساسها، وكل كلام عن تطوير المناهج وبناء إمكانيات المدارس بدون التفات لوضع المعلم واحتياجاته الضرورية تصبح خططا فارغة لا طائل من ورائها.
إننا ونحن نوصي كل معلم أن يتقي الله في هذه النفوس التي يتولى أمر تربيتها وتعليمها، لا ينبغي أن نهون من شأن رعاية أحوال المعلمين.
هذه الرعاية المطلوبة ينبغي أن توفر:
- مكانة اجتماعية فائقة الاحترام لقدر المعلم فهو رمز التعليم ورايته
- دخلا لائقا يفي باحتياجاته، ويصرف عنه كل نشاط خارج الهم التعليمي، وكل قلق يساوره على مستقبله
المعلم ينبغي أن يكون النموذج المثير للاقتداء في نفوس وعقول طلابه.
إخوتي وأبنائي من أهل التربية والتعليم/
قدوتكم هو سيد الخلق صلى الله عليه وسلم الذي وصف نفسه – وكأنه حصر مهمة بعثته المباركة –بقوله:
«إن الله لم يبعَثني معنِّتًا ولا مُتَعَنِّتًا، ولكن بعثَني مُعلما مُيسِرا»، (رواه مسلم وأحمد من حديث جابر)،
ومصداقا لقولــــــه تعالى(هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين}.
بين أيديكم فرصة عظيمة للمساهمة في البعث الحضاري للأمة من جديد، من خلال هذه الخامات الجاهزة من أبنائنا، ومن هذه النفوس الغضة الطرية القابلة لكل تشكيل.
انظروا إليهم نظرة رحمة ومسئولية وسبب نجاح في الدنيا وفلاح في الآخرة التي إذا انتقلنا إليها انقطع عملنا إلا من ثلاث منها (علم يُنتفع به). إن النظرة الجشعة لأبنائنا على أنهم موارد دخل محتمل ووسائل امتصاص لما في جيوب آبائهم، هي نظرة مدمرة لنا ولهم على حد سواء.
نعرف أن الظروف المعيشية للكثيرين منكم صعبة وخانقة، وأن ظلما كبيرا قد أصابكم، ولكن الخطأ لا يبرر الخطأ، وأبناؤنا أمانة في أعناقكم، لا يصح أن يدفعوا ثمن الغبن الواقع عليكم، ولعل الإحسان لهم تربية وتعليما، يكون فاتحة خير على الجميع، فالله تعالى في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.
محمد هشام راغب
كاتب وداعية إسلامي
- التصنيف:
- المصدر: