القناعة مفهومها منافعها الطريق إليها - (5) صورة من قناعة الصحابة والسلف الصالح

منذ 2019-07-31

صورة من قناعة الصحابة والسلف الصالح وسار على منهج رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم صحابته الكرام، فقد عاشوا أول الأمر على الفقر والقلة، ثم لما فتحت الفتوح واغتنى المسلمون بقوا على قناعتهم وزهدهم، وأنفقوا الأموال الطائلة في سبيل الله تعالى.

صورة من قناعة الصحابة والسلف الصالح وسار على منهج رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم صحابته الكرام- رضي الله عنهم- والتابعون لهم بإحسان؛ فقد عاشوا أول الأمر على الفقر والقلة، ثم لما فتحت الفتوح واغتنى المسلمون بقوا على قناعتهم وزهدهم، وأنفقوا الأموال الطائلة في سبيل الله تعالى،

هذه نماذج من عيشهم وقناعتهم:
أ- عن أبي هريرة - رضي الله عنه- قال: "رأيت سبعين من أهل الصفة ما منهم رجل عليه رداء، إما إزار وإما كساء قد ربطوا في أعناقهم، فمنها ما يبلغ نصف الساقين، ومنها ما يبلغ الكعبين، فيجمعه بيده كراهية أن ترى عورته.


قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله تعالى- قوله: "لقد رأيت سبعين من أصحاب الصفة " يُشْعِر بأنهم كانوا أكثر من سبعين.
ب- وعن عائشة - رضي الله عنها- قالت: «من حدثكم أنا كنا نشبع من التمر فقد كذبكم، فلما افتتح صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قريظة أصبنا شيئًا من التمر والودك».


ثم فتح الله على المسلمين، وأصبح المال العظيم يرسل إلى عائشة - رضي الله عنها- فبقيت على قناعتها وزهدها وأخذت تفرق المال على محتاجيه؛ فقد بعث إليها معاوية - رضي الله عنه- بمائة ألف درهم. قال عروة بن الزبير: "فوالله ما أمست حتى فرقتها،، فقالت لها مولاتها: "لو اشتريت لنا منها بدرهم لحمًا"! فقالت: "ألا قلت لي؟.


لقد نسيت نفسها- رضي الله عنها-، وفرقت مالها، واستمرت على قناعتها بعد وفاة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم.
وعن أم ذرة قالت: "بعث ابن الزبير إلى عائشة بمال في غرارتين يكون مائة ألف، فدعت بطبق؛ فجعلت تقسم في الناس، فلما أمست قالت: "هاتي يا جارية فطوري "، فقالت أم ذرة: "يا أم لمؤمنين! أما استطعت أن تشتري لنا لحمًا بدرهم؟ " قالت: لا تعنفيني، لو أذكرتني لفعلت".


فهل تقتدي نساء المسلمين بعائشة -رضي الله عنها- بدلًا من سرف الإنفاق على النفس وحظوظها والزينة؟! .
ج- وعن عامر بن عبد الله «أن سلمان الخير حين حضره الموت عرفوا منه بعض الجزع، قالوا: ما يجزعك يا أبا عبد الله، وقد كانت لك سابقة في الخير؟ شهدت مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم مغازي حسنةً، وفتوحًا عظاما! قال: يجزعني أن حبيبنا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم حين فارقنا عهد إلينا قال: "لَيكفِ اليوم منكم كزاد الراكب" فهذا الذي أجزعني؛ فجُمعَ مال سلمان فكان قيمته خمسة عشر دينارًا، وفي رواية: خمسة عشر درهما».


د- وكتب بعض بني أمية إلى أبي حازم - رحمه الله تعالى- يعزم عليه إلا رفع إليه حوائجه فكتب إليه: "قد رفعت حوائجي إلى مولاي، فما أعطاني منها قبلت، وما أمسك منها عني قنعت".

 

المقال السابق
(4) قناعته صلَّى اللهُ عليه وسلّم في فراشه
المقال التالي
(6) أسباب تحول دون القناعة