جمعة تصحيح المسار

منذ 2011-08-04

قد كان فكانت فضيحة لا مثيل لها للتيار العلماني بمختلف أسمائه، فما إن تجمعت المليون الأولى حتى أسرعوا إلى جمع كل أدواتهم ومنصاتهم وهربوا من ميدان التحرير الذي تزلزلت أركانه تحت هتافات ملايين توافدت تهتف بكل حماس الشعب يريد تطبيق الشريعة...



كم كان المشهد رائعاً ومؤثراً في ميدان التحرير يوم 29 يوليو..

الكثيرون ترددوا وخافوا من نزول الإسلاميين بمليونية..

البعض خاف من اصطدام والكثير الغالب خاف على نفسه من انكشاف فضيحته السياسية والشعبية وحقيقة وجوده في الشارع السياسي فأشعلوها حرب استباقية..

وقد كان فكانت فضيحة لا مثيل لها للتيار العلماني بمختلف أسمائه، فما إن تجمعت المليون الأولى حتى أسرعوا إلى جمع كل أدواتهم ومنصاتهم وهربوا من ميدان التحرير الذي تزلزلت أركانه تحت هتافات ملايين توافدت تهتف بكل حماس الشعب يريد تطبيق الشريعة، وكلما حاول متحدث أن يتحدث بحديث آخر جذبته الجماهير المليونية إلى الشعب يريد تطبيق الشريعة..

الله أكبر بكل سلمية وتحضر وجمال وروعة أثبت التيار السلفي قدرته على الحشد والتنظيم والثبات في الميدان بقدرة هائلة جعلت التيار العلماني يبكي كالطفل ويقول: "مش ده إلى احنا إتفقنا عليه إحنا إتفقنا على هتافات واحدة" ورغم النقد لهذا الاتفاق ورغم نفيه إلا أنه حتى لو حدث ماذا تفعل النخبة أمام جماهير مليونية وصلت لخمس مليون بالشوارع المحيطة بميدان التحرير تهتف وتهز جنبات الميدان بهتاف كزئير الأسود الشعب يريد تطبيق الشريعة وتهتف بقلبها قبل لسانها مصر إسلامية.


السؤال هل هذه الهتافات تناقض الإرادة الشعبية؟؟ الإجابة بل العكس إنها توافقها وتنطق بما يريده الشعب.

فما الذي جعل القلة التي احتكرت الحديث باسم الشعب تهرب من الميدان مسرعة وترفض رأى الأغلبية الإجابة إنها الحقيقة الموجعة الكاشفة التي فضحت التيار العلماني وجعلته يبدو كطفل صغير أمام عملاق كبير جداً.


ومع غروب شمس يوم 29 يوليو 2011 غربت شمس العلمانية التي قهرت هوية الشعب المصري عقود طويلة.

فقد أرسلت مليونية الجمعة 29 يوليو عدة رسائل الأولى كانت سريعة جداً إلى العلمانيين والشيوعيين والليبراليين وكل المناوئين للمشروع الإسلامي أن المسلمين في مصر لن يتنازلوا عن هويتهم ومرجعيتهم الإسلامية مهما كان الثمن.

الرسالة الثانية للسلطة في مصر حتمية الحساب الدقيق للقوى الإسلامية في أي قرار أو منظومة سياسية أو قانونية يتم تفعيلها وإلا فالرد سيكون غاضب.

الرسالة الثالثة إلى القوى الغربية المراقبة للمليونية أن المسلمين والسلفيين خاصة في أعلى مظاهر الحضارة والرقى، فلم تقع حادثة واحدة من خمس مليون وبدون أي عسكري أمن استطاعوا تنظيم صفوفهم حضوراً وانصرافاً وبين كلمات وخطب وهتافات لم يحدث أي احتكاك ولا أي مشكلة في بانوراما رائعة حملت في داخلها أيضاً حتمية مراجعة كل كلاب المخابرات الغربية في العالم أنفسهم قبل كتابة أي تقرير تحريضي خطأ وإلا فحضارة المليونية حملت كل قوة وتصميم على التمسك بالإسلام والدفاع عنه ضد أي معتدي.

ويبقى عدة نقاط... الأولى: لا أعلم لماذا انسحب الإخوان من المليونية هل أرادوا تركها للسلفيين؟؟ إن كان ذلك فقد نجحوا نجاح منقطع النظير وإن كان لعدم تحمل تبعات سياسية فالمسألة تحتاج إلى توضيح لأنهم شاركوا في المليونية ولهم جهد ولكن تبقى الإجابة حائرة.


النقطة الثانية الرسائل التي أرسلت للمجلس العسكري بها نقاط هامة:

1- حتمية رفض المبادئ العليا فوق الدستور.
2- حتمية استيعاب التيار السلفي وعدم إقصائه.
3- حتمية العفو عن المساجين السياسيين الإسلاميين وعددهم 84 من بقايا ظلم حسنى مبارك.
4- أن الشعب في الميدان لم يكن تلك القلة التي طالما استجبتم لها وأن شعب ميدان التحرير هو شعب مصر المسلم وحتمية الاستجابة لطلباته.


النقطة الثالثة للمسيحيين في مصر: أنه مع الهتافات المتمسكة بالإسلام لم يقع هتاف واحد ضد المسيحيين.


النقطة الرابعة حتمية أن يستحى الإعلام العميل الذي يغير الحقائق لصالح قلة مخالفة إرادة الشعب وهويته ويصحح من أسلوبه الخاطئ مع الإسلاميين فقد أراد سحب البساط من الإسلاميين قبل وبعد مليونية 19 يوليو ولكنه فشل بفضل الله.

الرسالة الخامسة أتعجب من قناة الجزيرة في عدم دقتها في نقل ما حدث في ميدان التحرير سواء من حيث العدد الذي قللته بطريقة فجة مخالفة لكل ذي عينين في الميدان أو من حيث الانحياز لصالح القلة الهاربة المنسحبة المكشوفة.


النقطة الخامسة حتمية أن يستفيد التيار السلفي من قوته وأن ينظمها وأن ينظم رسالته السياسية ويبلور خطابه بطريقة أذكى فالمعركة لم تنته بعد بل نحن في بدايتها.

وهنا أتمنى من الله أن يتحد الإسلاميون جميعاً في إستراتجية عمل لنصرة دين الله.


وأخيراً أتلفت حولي فلا أجد في وسائل الإعلام إلا بعض المناوئين للإسلام غاظهم ما حدث من مليونية سلمية حضارية فأخذوا يشطحون في تحليلاتهم فوجدتهم كمن يقاوم حشرجة الموت ففرحت بنهاية واحتضار المشروع العلماني وخروج جنازته من عمر مكرم ومع آخر أنفاسه أتمنى مع شهر رمضان الكريم أن يصلح الله حالهم ويسارعوا إلى طاعة الله والعمل للإسلام.

وكل عام وأنتم بخير بمناسبة شهر رمضان الكريم أعاده الله على المسلمين في كل مكان بالعز والمجد والتمكين لشرعه العظيم.

ولا عزاء للعلمانيين والليبراليين والشيوعيين في مصر المحروسة.


ممدوح إسماعيل محام وكاتب
Elsharia5@hotmail.com


30-07-2011 م
 
المصدر: موقع جريدة المصريين