الرأسمالية وإذلال العبيد
قامت الأنظمة الرأسمالية على استرقاق العبيد واستغلالهم من أجل تحقيق النهضة الأوربية المزعومة والتي لا يقرها عقل أو دين،
قامت الأنظمة الرأسمالية على استرقاق العبيد واستغلالهم من أجل تحقيق النهضة الأوربية المزعومة والتي لا يقرها عقل أو دين،
يقول رمضان عيسى الليموني تحت عنوان «نهضة أوربا وتخريب إفريقيا»: أحكمت الشركات الاستعمارية سيطرتها على المزارع والمراعي والمناجم، ومارست كل ألوان استغلال السكان المحليين وإجبارهم على العمل في ظروف بيئية قاسية ووحشية لإنتاج أكبر كم من المحاصيل الزراعية والمعادن المستخرجة من المناجم، فالانخفاض الضخم لأعداد السكان المحليين الذين تم استعبادهم وشحنهم في سفن العبيد كان قد ألقى بكامل العبء على عدد محدود يتولى زراعة المحاصيل التي يطلبها حاكم المستعمرة،
أضف إلى ذلك ملحوظة مهمة تتعلق بأن تجارة العبيد كانت تستهدف عملياً الشباب والنساء الذين يتمتعون بلياقة وصحة بدنية جيدة، وعليه ففي ظل الاستنزاف المستمر للموارد البشرية - والذين هم في سن الإنجاب تقريباً - وشحنهم إلى أوربا وأمريكا فإن النشاط الاقتصادي والتطور الاجتماعي المرتبط به قد تأثر تأثراً كارثياً في إفريقيا، لقد أدت تجارة الرقيق إلى استنزاف الكثير من السكان المحليين، وكما أشرنا فإن البقية منهم كانوا يضطرون لمغادرة أراضيهم وهو ما دفع الشركات الاستعمارية التي تعمل في تجارة الرقيق للبحث المكثف عن مصادر أخرى للرقيق فيما بين نهري السنغال وكونيني، وهو يعنى أنه لم تسلم أية منطقة إفريقية من نشاط تجارة الرقيق، بل امتد الأمر إلى انشغال الكثير من تلك الشركات بأعمال النهب والسرقة والإغارة على سفن مشحونة بالعبيد وقرصنتها، في ظل النظام الرأسمالي الخالص أو البحت تناقضات كثيرة تحجب عنه التوازن والاستقرار، ففي ظل هذا النظام يعيش الغني إلى جانب الفقير، ناطحات سحاب في ركن من المدينة، وأكواخ بل بيوت من الصفيح في ركن آخر،
بل كثيراً ما نجد ناطحة سحاب تعلو بشموخ وجلال بجوار منزل حقير كأنها تقول: لماذا وضعوني إلى جانب هذا الصعلوك الوضيع؟ أو كأنه يقول لها: أما يكفيك من جمال وبهاء لماذا هذا التكبر والشموخ؟ وفي ظل هذا النظام يمكن أن تشاهد سيارات الرولزرويس والمرسيدس وBMW والبورش والكدلك وغيرها من السيارات الفاخرة وذات الأثمان الباهظة إلى جانب مشاة لا يملكون ثمن دراجات عادية أو نارية،
إن الأوربيين الذين اتخذوا من العلمانية منهجاً يسيرون عليه في حياتهم قد فشلوا فشلاً مدوياً في جلب السعادة لأنفسهم فضلاً عن غيرهم،
كيف يسعدون وقد فصلوا المنهج الإلهي عن حياتهم؟ وكيف يهنؤون وقد قضوا على الأخضر واليابس من أجل بناء حضارتهم الأوربية المجردة عن الدين؟! اللهم ردنا إلى دينك رداً جميلاً واجمعنا مع سيد الأولين والآخرين في جنات النعيم، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
- التصنيف:
- المصدر: