أبو بكر الصديق - (28) انعقاد الإجماع على خلافة الصديق

منذ 2019-08-28

جمع أهل السنة والجماعة سلفاً وخلفاً على أن أحق الناس بالخلافة بعد النبي أبو بكر الصديق، لفضله وسابقته، ولتقديم النبي إياه في الصلوات على جميع الصحابة

أجمع أهل السنة والجماعة سلفاً وخلفاً على أن أحق الناس بالخلافة بعد النبي أبو بكر الصديق، لفضله وسابقته، ولتقديم النبي إياه في الصلوات على جميع الصحابة. وقد فهم أصحاب النبي مراد المصطفى -عليه الصلاة والسلام- من تقديمه في الصلاة، فأجمعوا على تقديمه في الخلافة ومتابعته ولم يتخلف منهم أحد، ولم يكن الرب -جل وعلا- ليجمعهم على ضلالة، فبايعوه طائعين وكانوا لأوامره ممتثلين ولم يعارض أحد في تقديمه.

فعندما سئل سعيد بن زيد: متى بويع أبو بكر؟ قال: يوم مات رسول الله كرهوا أن يبقوا بعض يوم وليسوا في جماعة ، وقد نقل جماعة من أهل العلم المعتبرين إجماع الصحابة ومن جاء بعدهم من أهل السنة والجماعة على أن أبا بكر أولى بالخلافة من كل أحد، وهذه بعض أقوال أهل العلم:

أ- قال الخطيب البغدادي -رحمه الله-: أجمع المهاجرون والأنصار على خلافة أبي بكر، قالوا له: يا خليفة رسول الله ولم يسم أحد بعده خليفة. وقيل: إنه قبض النبي عن ثلاثين ألف مسلم كلٌّ قال لأبي بكر: يا خليفة رسول الله، ورضوا به من بعده رضي الله عنهم.

ب- وقال أبو الحسن الأشعري: أثنى الله -عز وجل- على المهاجرين والأنصار والسابقين إلى الإسلام، ونطق القرآن بمدح المهاجرين والأنصار في مواضع كثيرة وأثنى على أهل بيعة الرضوان، فقال عز وجل: {لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} [الفتح: 18] قد أجمع هؤلاء الذين أثنى عليهم ومدحهم على إمامة أبي بكر الصديق، وسموه خليفة رسول الله وبايعوه وانقادوا له وأقروا له بالفضل، وكان أفضل الجماعة في جميع الخصال التي يستحق بها الإمامة في العلم والزهد، وقوة الرأي وسياسة الأمة، وغير ذلك.

ج- وقال عبد الملك الجويني: أما إمامة أبي بكر فقد ثبتت بإجماع الصحابة، فإنهم أطبقوا على بذل الطاعة والانقياد لحكمه. وما تخرص به الروافض من إبداء عليٍّ شراسًا، وشماساًفي عقد البيعة له كذب صريح، نعم لم يكن في السقيفة، وكان مستخلياً بنفسه قد استفزه الحزن على رسول الله، ثم دخل فيما دخل الناس فيه وبايع أبا بكر على ملأ من الأشهاد.

د- وقال أبو بكر الباقلاني في معرض ذكره للإجماع على خلافة الصديق: وكان   مفروض الطاعة لإجماع المسلمين على طاعته وإمامته وانقيادهم له، حتى قال أمير المؤمنين علي مجيبا لقوله لما قال: أقيلوني فلست بخيركم، فقال: لا نقيلك ولا نستقيلك، قدمك رسول الله لديننا ألا نرضاك لدنيانا، يعني بذلك حين قدمه للإمامة في الصلاة مع حضوره واستنابته في إمارة الحج، فأمرك علينا. وكان أفضل الأمة وأرجحهم إيماناً وأكملهم فهماً وأوفرهم علماً.

 

 


 

المقال السابق
(27) الأحاديث التي أشارة إلى خلافة أبي بكر
المقال التالي
(29) منصب الخلافة والخليفة