أحكام الطهارة - (11) سنن الفطرة

منذ 2019-09-15

الفطرة: ھي الخلقة التي خلق الله الناس عليھا، قال تعالى: {فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} وللفطرة سنن سنھا الشارع الحكيم لإصلاحھا، وتطھيرھا وتنقيتھا من الفضلات الضارة بھا لكي يبدو الإنسان جميل المنظر، حسن المظھر، طيب الرائحة، صحيح البدن، معتدل المزاج.

الفطرة: ھي الخلقة التي خلق الله الناس عليھا، قال تعالى: {فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} [الروم: ٣٠]
وللفطرة سنن سنھا الشارع الحكيم لإصلاحھا، وتطھيرھا وتنقيتھا من الفضلات الضارة بھا لكي يبدو الإنسان جميل المنظر، حسن المظھر، طيب الرائحة، صحيح البدن، معتدل المزاج.


وھذه السنن عدھا بعض الفقھاء خمسا؛ لحديث أبي ھريرة رضي اله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلمقال: «خمس من الفطرة: الاستحداد، والختان، وقص الشارب، ونتف الإبط، وتقليم الأظفار»  أخرجه أبو داود والترمذي.

وعدھا بعضھم  عشرا؛ لحديث عائشة رضى الله عنھا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"عشر من الفطرة: قص الشارب، وإعفاء اللحية، والسواك، والاستنشاق بالماء،وقص الأظفار، وغسل البراجم، ونتف الإبط، وحلق العانة، وانتقاص الماء، والمضمضة" رواه أحمد ومسلم. ومن جمع الحديثين عدھا إحدى عشر سنة.


وفيما يلي بيان كل واحدة بإيجاز:
1- الاستحداد: وھو حلق العانة، وسمى بذلك لاستعمال الحديدة )وھي الموس(في الحلق، والعانة ھي الشعر الذي فوق الذكر وتحته وحواليه، والشعر الذي فوق فرج المرأة وحواليه، ويضاف إليه الشعر الذي فوق الدبر، كما يجوز الحلق يجوز القص والنتف بالبودرة ونحوھا، والنتف للمرأة أصلح.

وليس للحلق وقت معين ولا مدة محدودة، بل متى طالت يسن حلقھا، وينبغي ألا تترك أكثر من أربعين يوما، وحكم الرجل والمرأة، في ھذا سواء، وكذلك الحال في نتف الإبط، وتقليم الأظفار، وقص الشارب.


قال أنس بن مالك: وقت لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في قص الشارب وتقليم الأظفار، ونتف الإبط وحلق العانة ألا تترك أكثر من أربعين ليلة" أخرجه مسلم.
ھذا ويحرم على الرجل أن يحلق عانته على مرأى من غيره، ويحرم على المرأة كذلك بأن تنتف عانتھا أمام امرأة أخرى أو تسمح لغيرھا أن تنتف لھا كما تفعل كثير من النساء الجاھلات، فكشف العورة غير مباح شرعا إلا بين الزوجين أو الزوج وأمته أو في حالة العلاج للضرورة أو الحاجة الشديدة.


2- الختان: والختان بالنسبة للرجل: قطع الجلدة التي تغطي الحشفة لئلا يجتمع فيھا الوسخ وليتمكن من الاستبراء من البول، ولكي لا تنقص لذة الجماع، وبالنسبة للمرأة: قطع الجلدة التي تكون في أعلى فرجھا فوق مدخل الذكر كالنواة أو كعرف الديك بطريقة خاصة يعرفھا الأطباء أو الحذاق من الرجال والنساء.
وقد اختلف الفقھاء في حكم الختان مابين قائل بوجوبه وقائل بسنيته واستحبابه وقائل بأنه مكرمة أي مستحب.


3- نتف الإبط: وقد اتفق الفقھاء على أن نتف الإبط سنة. ويجوز فيه الحلق لمن لا يقدر على النتف، ويستحب البدء بالتيامن لحديث: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب التيامن ما استطاع في طھوره، وتنعله وترجله وفي شأنه كله" أخرجه مسلم.
4-5 قص الشارب وإعفاء اللحية: بالنسبة للحية ذھب أكثر الفقھاء إلى وجوب تركھا حتى تطول بمقدار قبضة، ولذلك قالوا بحرمة حلقھا. أما الشارب فقد ذھب قوم إلى أن قصه سنة، وذھب قوم إلى أن إحفاءه أحسن من قصه، والإحفاء ھو الحلق. لحديث «خالفوا المشركين، وفروا اللحي، وأحفوا الشوارب» متفق عليه.


6- تقليم الأظفار: وقد اتفق الفقھاء على أنه سنة، وليس له وقت معلوم، ولكن يستحب أن يكون يوم الجمعة من كل أسبوع؛ لحديث أبي ھريرة: كانالنبي صلى الله عليه وسلم يقص شاربه ويقلم أظفاره يوم الجمعة قبل أن يغدو إلى الصلاة" أخرجه الطبراني، والبزار. وينبغي ألا تترك أكثر من أربعين يوما؛ لحديث أنس السابق، ويكره إلقاء القلامة في الأرض أو الكنيف؛ لأن أجزاء بني آدم كلھا مكرمة حتى الشعر، والظفر، والسن. ومن المؤسف أن بعض النساء والشباب يتركون أظفارھم حتى تطول، ويعدونذلك من علامات التحضر وربما دھنوھا بسائل، وھذا السائل يعد حائلاً دون وصول الماء إلى العضو في الوضوء والغسل، وبذلك يكون الوضوء والغسل باطلاً.


7غسل البراجم: وھي عقد الأصابع ومفاصلھا، وھذه يجب غسلھا كلما تلوثت بالطعام ونحوه، ويلحق بالبراجم ما يجتمع فيه الوسخ من معاطف الأذن والصماخ فيزيله، وكذلك ما اجتمع داخل الأنف.
8-9-10-11- المضمضة والاستنشاق والسواك والاستنجاء، وقد سبق الحديث عنھا.


تأليف/ مريم هندي

المصدر/ كتاب ففقه العبادات 

المقال السابق
(8) رابعاً- المسح على الخفين والجوربين والعمامة والخمار