الصحابة والتابعون.. تعريف وبيان - مقدمة عن الصحابة
هم قومٌ صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم وخالطت أنفاسُهم أنفاسَه
هم قومٌ صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم وخالطت أنفاسُهم أنفاسَه. سمعوا كلامَه وأنسوا بحديثِهِ وقدموا الأرواح والمُهج دفاعًا عنه. هم {رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} [الأحزاب:23].
حملوا راية الجهاد ونشروا دولة الإسلام، لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق. "زكاهم الله تعالى فى كتابه المبين، وأثنى عليهم، ورضى عنهم، ووعدهم الحسنى، فهل يمكن أن يصلهم مكروه بعد أن رضى عنهم الملك الجليل، أو يلحقهم عيبٌ بعد أن جَملهم بثنائه الجميل، أو يصل إليهم سوء بعد أن وعدهم الحسنى، وجعلهم من رضوانه فى المحل الأسنَى؟ حاشا وكلا" (1).
قال ابن القيم رحمه الله:
يَا بَاغِيَ الإِحْسَانِ يَطْلُبُ رَبَّهُ *** لِيَفَوزَ منه بِغَايَةِ الآمَالِ
انْظُرْ إِلَى هَدْيَ الصَّحَابَةِ والذي *** كانُوا عليه في الزَّمانِ الخَالِ
واسْلُكْ طَرِيْقَ القَوْمِ أينَ تَيَمَمُوا *** خُذْ يَمْنَةً فالدَّربُ ذاتُ شَمَالِ
تَاللهِ مَا اخْتَارُوا لأنْفُسِهِمْ سِوَى *** سُبْلَ الهُدَى في القَوْل والأَفْعَالِ
دَرَجُوا عَلَى نَهْجِ الرَّسُولِ وَهَدْيِهِ *** وَبِهِ اقْتَدَوْا في سَائِرِ الأَحْوَالِ
نِعْمَ الرِّفِيْقُ لِطَالِبٍ يَبْغِي الهُدَى *** فَمَآلُهُ في الحَشْرِ خَيْرُ مَآلِ
فواجبٌ علينا أن نتعرف سيرهم وجميل فضلهم، علّنا نحذو حذوهم ونتأسى ببعض مناقبهم.
وفي هذه السلسلة بإذن الله تعالى، سنتعرف على من هم الصحابة والتابعون وأقسامهم والتعريفات الخاصة بهم، وتفصيل ذلك على نحوٍ مختصرٍ بإذن الله تعالى. آملين من الله سبحانه وتعالى القبول.
-----------------------------
(1) من كتاب "الفوائد البديعية في فضائل الصحابة وذم الشيعة".
- التصنيف:
- المصدر: