شرح صحيح البخاري - (35) النبي ﷺ يعطي كل ذي حق حقه في المعاملة
عادة النبي عليه الصلاة والسلام أنه لا يقابل أحداً بما يكره.
رجل أعرابي جاف، جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب، الأعراب لبعدهم ولجفائهم لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يؤاخذهم مثلما يؤاخذ أهل الحضر، ولذلك في حديث أنس أنه قال: (كنا نهينا أن نسأل النبي صلى الله عليه وسلم، فكان يعجبنا أن يأتي الرجل العاقل من أهل البادية يسأله ونحن نسمع).
لماذا؟ لأن أهل البادية رفعت عنهم المؤاخذة في ذلك؛ لأنه رجل بعيد عن العلم، بينما الصحابة الذين تأدبوا في المدينة ما عذرهم؟
قيل لهم: (ذروني ما تركتكم) النبي عليه الصلاة والسلام فعل فعلاً لم تجر عادة بمثله، لذلك افترق الصحابة إلى فريقين، لم يكن من عادته صلى الله عليه وسلم أن يواجه الناس بشيء فيكرهونه، مثل سؤال الأعرابي، متى الساعة؟ لم يرد عليه وهو واقف، وهذه ليست من عادته عليه الصلاة والسلام، فقد كان إذا سأله إنسان أقبل عليه، فلما خالف عادته اختلف الصحابة، فقال بعضهم: لم يسمع؛ لأنه لو سمع لأقبل عليه كما تعودنا منه؛ لأنه لا يعرض عن أحد لاسيما إذا جاء سائلاً في دين الله سبحانه وتعالى، وقال آخرون: بل سمع، ولكن كره ما قال.
فهذا يدلنا على أن عادة النبي عليه الصلاة والسلام أنه لا يقابل أحداً بما يكره.
أبو إسحاق الحويني
أحد الدعاة المتميزين ومن علماء الحديث وقد طلب العلم على الشيخ الألباني رحمه الله
- التصنيف:
- المصدر: