طاقتك الأنثوية
لمَ تُصِّر في تقمص شخصية رجولية بحماية من حولها ؟
لقد خلق الله سبحانه وتعالى الذكر والأنثى لعمارة الأرض، كما جعل لكل منهما اختلافات كثيرة بناءً على الوظيفة التي خُلق من أجلها، اختلافهما لا يكمن في الشكل والتراكيب الجسمانية فقط بل يتعدّى ذلك بكثير.
فلقد خلق الله سبحانه وتعالى الأنثى والذكر مكمِّلان لبعضهما البعض.
لكلّ واحد منهما دور معيّن يقوم به وفقا لقدرته الجسمانية وحتّى الفكرية.
فبالله عليك أيتها الجميلة ..
كم أصبحتِ تخلطين بين واجباتك وواجبات زوجك !
كم ألهتك الحياة عن نفسكِ فأصبحتِ تركضين هنا وهناك !
وكم أصبحتِ أيتها الجميلة تفتقرين للتّوازن الذي خلقك عليه خالق الكون !
لمَ نُصِّر على فقدان فطرتنا، ونُصبح نتقمص أدوارا غير أدوارنا ؟
لا تبحثي عن الإجابة بعيدا ولا تسرحي بخيالك للبحث عنها.
الإجابة تعلمينها ونعلمها جميعا عن ظهر قلب، لقوله سبحانه وتعالى: " {وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى} " [سورة آل عمران الآية ٣٦] .
رسالة صريحة من ربّ الكون لكلِّ امرأة بدأت تفقد فطرة أنوثتها بتقمص دور غير الدور الذي كلّفها به سبحانه وتعالى.
أُرسلت يا جميلتي لدور محدد تقومين به، كما أن الرجل كذلك خلق لدوره الذي حدده له رب العالمين.
أرسلت أيتها الأنثى لتُفجِّري طاقة أنوثتك في رعاية من حولك والاهتمام بنفسك، فلنفسك عليك حق.
لمَ تُصِّر بعض النساء في تبنّي طاقة غير الطاقة التي فُطِرت عليها ؟
لمَ تُصِّر في تقمص شخصية رجولية بحماية من حولها ؟
فنرى بعض النساء أصبحن لا شعوريا يرفعن أصواتهن على من حولهن، هذا التصرف لم يظهر بين عشيّة وضحاها ولكنه ظهر بعد أن أصبحتِ المرأة تحسّ بالضغط ولم تعد تستطع قول لا للعوامل الضاغطة عليها، فلقد عهد منها أخاها أن تلبي كلّ طلباته، ثم استمر الأمر معها بعد زواجها، فبدأت تعمل على الاعتماد على نفسها حتى في تغيير مكان الأثاث الثقيل الذي يستوجب وجود أكثر من رجل لحمله وتغيير مكانه، فأصبح الأمر يبدو بديهيا جدا بالنسبة لها، غير مُدركة بذلك أنها تهدم أنوثتها رويدا رويدا.
فبدأت لا شعوريا تقارن نفسها بزوجها، والذي أصبح المسكين يشعر وكأنها لا تختلف عنه، ليست بحاجة له ولرجولته، أصبح يشعر بعدم التناغم الذي خلقه الله فيهما، أصبح يشعر أنها نسخة منه تختلف عنه في الشكل فقط.
كما أننا نرى بعض النساء تعمل على تقمّص شخصيّة المسيطر والمراقب والنّاقد.
لا تُدرك معظم النساء بتصرفاتها هذه أنها تمتص كل يوم جرعات الطاقة الذكورية وأنها تفقد مع تلك الجرعات اليومية أنوثتها وحبيبها.
وللأسف بتلك التصرفات أنتِ لا تفقدين فقط ما سبق ذكره وإنما أنِ تُحدثين خللا كبيرا في المجتمع بما أنك المسؤولة عن نشأة الأجيال.
لو استوعبت كل امرأة أن طاقتها التي خُلقت بها هي طاقة استقبال وليست طاقة إرسال، فستنعم في العيشة الهانئة.
لو استوعبت أن طاقتها هي طاقة تفهّم وليست طاقة تحكّم فستنعم في الحياة بطمأنينة.
كلماتي هذه لكل جميلة تتخبط بين فِطرتها وبين الأدوار الجديدة التي وجدت نفسها غريقة بين ثناياها، رسالتي هذه لإعادة البريق للأنوثة التي بدأت تضمحِّل في غضون العصرنة التي نعيشها.
الحل بين يديك عليكِ للرجوع لفطرتكِ برعاية من حولك لا بحمايتهم فهي ببساطة طاقة ذكورية.
لكن لا تنسِ فانسحابك المباشر من المهام التي أوكلتِ نفسك بها أو أوكلت لكِ لن يأتيك بنتيجة جميلة، وإنما عليك أن تنسحبي رويدا رويدا وبذكاء وأن تفوِّضي تلك المهام التي تفوق طاقتكِ لمن يستحقها.
مريم الهامل
- التصنيف: