وباء كورونا - (6) النفس البشرية
رجل مسن يحتضر توسل باكيا يطلب رؤية أبنائه وبعد إلحاح بدأنا تجهيز المكان واتصلت بأبنائه فرفضوا وبعد إلحاحي أغلقوا الهاتف بوجهي
خلق الله الإنسان باستعداد تام للخير والشر، للهدى والضلال (وهديناه النجدين)
وباء كورونا يُظهر وسيُظهر هذا الاستعداد
وكأن الوباء مرآة صافية لطبيعة الإنسان،
أوضح من كل رواية أو فيلم أو خيال.
شاهدت أمس وثائقيا على البي بي سي (برنامج Our World) عن زوجين شابين من مدينة ووهان الصينية، وثق الزوج بالفيديو التجربة المريرة التي عاشاها منذ ظهور الوباء.
زوجته ممرضة، وقد أصيبت بالفيروس ولم يكن لها مكان للعلاج في المستشفى التي كانت تعمل بها فقضت فترة الحجر والعلاج في البيت. الشاب عنده حس إنساني راقي جدا، وبرغم محنته مع زوجته تطوع لمساعدة المحتاجين في المدينة، وكان يجوب بسيارته يوميا لتوصيل العلاج بين الأحياء والقرى المختلفة للمرضى العالقين في منازلهم.
بعدها بقليل قرأت تغريدة مؤلمة لطبيب فرنسي يقول:
رجل مسن يحتضر توسل باكيا يطلب رؤية أبنائه وبعد إلحاح بدأنا تجهيز المكان واتصلت بأبنائه فرفضوا وبعد إلحاحي أغلقوا الهاتف بوجهي !
هذه هي النفس البشرية بوجهيها.
الدعوة إلى الله هدفها إنعاش الاستعداد الحسن في النفس البشرية وإظهاره وتنميته،
وإماتة الاستعداد السيء للشر أو تقليصه وتهميشه.
محمد هشام راغب
كاتب وداعية إسلامي
- التصنيف:
- المصدر: