وباء كورونا - (10) بلاء وشدة
هذا وقت بلاء وشدة، يحب الله فيه التضرع إليه والإلحاح عليه بالدعاء.
هذا وقت بلاء وشدة، يحب الله فيه التضرع إليه والإلحاح عليه بالدعاء؛
وقد قال تعالى: {فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا}.
ويعاني بعضنا من مشكلات متكررة في الدعاء، وللشيطان مداخل متنوعة في هذا. أحدها أن يستعجل الإنسان عندما لا يرى دعاءه يستجاب له، فييأس أو يمل ويترك الدعاء.
قال المصطفى ﷺ: «يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول دعوت فلم يُستجب لي»، (رواه البخاري ومسلم).
وقد يقول قائل: ولماذا لم يستجب لي وقد وعدنا الله تعالى وقال (ادعوني أستجب لكم)؟
فاعلم أخي الحبيب أن كرم الله وعطاءه لا تنقضي حكمته، واستجابة الدعاء لابد واقعة لأن وعد الله حق، ولكن قد تأتي الاستجابة بأشكال مختلفة، فقد قال رسول الله ﷺ قال:
«ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها أثم ولا قطيعة رحم الا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: - إما أن تعجل له دعوته، - وإما أن يدخرها له في الآخرة، - وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها».
قالوا: إذا نكثر. قال: «الله أكثر»
(مسند الإمام أحمد، برقم: 11149، وقال فيه الأرناؤوط: إسناده جيد)
فاستجابة الله تبارك وتعالى لكل دعاء مؤكدة وحاصلة، لكنها بحسب حكمته البالغة، وليس بحسب رغباتنا قصيرة النظر، فكم يدعو الإنسان بأمر وفيه مضرة له لا ينتبه لها ولا يدركها وهذا مشاهد في حياة كل منا،
ولذلك لا تقع الإجابة المباشرة تماما كما يرغب الداعي، وقد قال الحق تبارك وتعالى {ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن}.
فأخرس الشيطان ووسواسه، وداوم على دعائك وثق بمولاك واطمئن لوعده.
محمد هشام راغب
كاتب وداعية إسلامي
- التصنيف:
- المصدر: