العارف لا يرى له على أحد حقا
لكن التذكير بهذا المعنى مهم - لا سيما في أيامنا هذه - ويكفي أن من حققه أراح واستراح ، ولم يشغل نفسه في أيام الأعياد والمناسبات بمن سأل ومن تجاهل
من جميل ما قاله ابن تيمية رحمه الله :
" العارف لا يرى له على أحد حقا، ولا يشهد على غيره فضلا، ولذلك لا يعاتب، ولا يطالب، ولا يضارب " مدارج السالكين 1 / 519 .
وصحيح أن هذه مرتبة عالية غير واجبة على عموم المكلفين ، وشديدة السمو والمثالية ، لا يبلغها إلا الأقلون ، ولا يطيقها أكثرنا ، وغالب نفوس البشر طبعها الشح ، والمطالبة بما لها ونسيان ما عليها ، وتضخيم ما يصدر منها من خير ، وبخس الناس أشياءهم .
لكن التذكير بهذا المعنى مهم - لا سيما في أيامنا هذه - ويكفي أن من حققه أراح واستراح ، ولم يشغل نفسه في أيام الأعياد والمناسبات بمن سأل ومن تجاهل ، ومن بادر ومن تأخر ، وأنا كلمته وهو لم يكلمني .
أما من يرسلون الرسائل الجماعية ، الخالية من الحياة والخصوصية ، فيكفي أنهم تذكرونا ، ووضعونا ضمن قائمة أصدقائهم ، وبادروا بالتهنئة ، وشيء خير من لا شيء ، والله المستعان .
أحمد قوشتي عبد الرحيم
دكتور بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة
- التصنيف: