الهدي النبوي في تسويك اللسان

منذ 2020-06-10

لقد سبق الحديث الشريف كل العلماء بالتأكيد على تنظيف الفم جيداً لدرجة الإحساس بالتقيؤ، وأن هذه الطريقة ضرورية لإزالة أي أثر للبكتريا الضارة من الفم

الحمد لله رب العالمين القائل:  {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [الحشر: 7]، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم.

سوف نتناول في هذه المقالة إحدى المعجزات النبوية الشريفة في مجال طب الأسنان. فقد حدثنا النبي الكريم عليه الصلاة والسلام عن طريقة متطورة لوقاية الأسنان من التسوس والنخر. وبنفس الوقت وقاية أجزاء الفم مثل اللسان من الالتهابات التي قد تصيبه نتيجة تراكم البكتريا. فقد رُوي عن أبي بردة، عن أبيه قال: (أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فوجدته يستن بسواك بيده، يقول: أع أع، والسواك في فيه كأنه يتهوع) [رواه البخاري ومسلم].

وعن أبي بردة أيضاً، عن أبي موسى قال: (دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وطرف السواك على لسانه) [رواه مسلم].

شرح الحديث:

ورد في كتاب فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني: (جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم السواك على طرف لسانه -كما عند مسلم-، والمراد طرفه الداخل كما عند أحمد يستن إلى فوق، ولهذا قال هنا: كأنه يتهوع. والتهوع: التقيؤ، أي له صوت كصوت المتقيّئ على سبيل المبالغة. ويستفاد منه مشروعية السواك على اللسان طولا أما الأسنان فالأحبّ فيها أن تكون عرضاً) [فتح الباري ج1 ص356]. ومن هنا ظهر معنى قوله على طرف لسانه انه الطرف الداخلي لأن هذا الجزء إن وضعت عليه شيء دفعك للتقيؤ، وهذا ما حدث مع رسول الله في قوله (أع أع).

التفسير العلمي للحديث:

 يلاحظ بالعين المجردة أن اللسان بكامل سطحه العلوي به شقوق واضحة غائرة، ولا شك أن هذه الشقوق يلتصق بها الكثير من بقايا فتات الطعام والشراب الدقيقة مما ينتج عنه بعد ذلك تعفنها وخروج رائحة كريهة. وقد ثبت علمياً أن اللسان أخصب مكان في الفم لنمو شتى أنواع البكتريا الضارة من جراء هذا التعفن، لاسيما المنطقة الخلفية (قاعدة اللسان)؛ لأن المنطقة الأماميه من اللسان تحتكّ دائماً بالأسنان وسقف الفم مما يعمل على تنظيفها من هذه البكتريا بصفة دائمة. كما أن الحليمات الذوقية التي تغلفها شقوقها أقل غوراً وأقل تجعداً بعكس المنطقة الخلفية (قاعدة اللسان) التي تفتقد لهذا، وشقوقها أكثر غوراً وتجعداً، ولا شك أن هذه البكتريا الضارة تندفع إلى داخل جسم الإنسان مع أي وجبة قادمة، وقد تسبب هذه البكتريا بعض التقرحات للسان.

ماذا يقول الطب الحديث؟

أما كيفية تنظيف اللسان فقد ورد في أحد المواقع :(animated-teeth.com) يقول أحد المواقع العلمية المتخصصة في أمراض الفم والأسنان قولهم حول أفضل الطرق لتنظيف وصيانة الفم والأسنان

There are various methods by which you can clean the posterior aspect of your tongue but each of them has the same goal, to scrape away the bacteria and debris that has accumulated on the tongue’s surface.
When cleaning your tongue, no matter which method of tongue cleaning you choose to use, you should try to clean as far back on your tongue as possible. Don’t be surprised if you find you have an active gag reflex. Gagging is a natural reaction, but with time this reflex should decrease

وهذا يعني: “هناك طرق متعددة يمكن من خلالها تنظيف المنطقة الخلفية للسان، لكن كل منها لها نفس الهدف، هو قشط البكتيريا والأوساخ التي تجمعت على سطح اللسان. عندما تنظف لسانك، ليست المشكلة في الطريقة التي اخترت استعمالها ولكن يجب عليك أن تحاول تنظيف المنطقة الخلفية البعيدة في لسانك. لا تتفاجأ إذا وجدت شعوراً بالغثيان (رغبة في التقيؤ)، إن شعورك بالغثيان هو رد فعل طبيعي سوف يزول مع الوقت”.

 

وجه الإعجاز في الحديث:

لقد سبق الحديث الشريف كل العلماء بالتأكيد على تنظيف الفم جيداً لدرجة الإحساس بالتقيؤ، وأن هذه الطريقة ضرورية لإزالة أي أثر للبكتريا الضارة من الفم، والتي تسبب مختلف أنواع الالتهابات للثة والفم. لقد أثبت العلم الحديث فعالية السواك في وقاية الأسنان من النخر والتسوس، وهذا ما أكده الحديث النبوي أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم كان يحافظ على السواك.

 وقفة تأمل:

وهنا نقف نتأمل ونتساءل من عَلّم النبي صلى الله عليه وسلم أن ينظّف لسانه بهذا الأسلوب المتطور والذي يشابه أحد الأساليب العلمية؟ إنه رب العالمين الذي خلق السماوات والأرض وأرسله رحمة للعالمين. {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31) قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ} [سورة آل عمران 31 – 32].
___________________________________
المصدر: موقع إعجاز القرآن والسنة
بقلم الأستاذ طارق عبده إسماعيل/ باحث في الطب النبوي والأعشاب