هذه إسلاميتنا
حياتنا دائمًا تتَّسمُ بالرضا والطمأنينة والعدل والرحمة، وهم لا يؤمنون بذلك ولا يرونه أمرًا كائنًا في نظام الحياة، فهم لذلك يكثر في حياتهم القلق والاضطراب، ويعم جوانب كثيرة منه اليأس والقنوط، وتتسم في غالبها بسمة الشدة والقسوة وتطبع بطابع الظلم والعنف.
هذه إسلاميينا... وهذه مبادئها:
1- الإيمان الصادق.
2- العمل الصالح.
3- التضامن الحق.
وهذا هدفها: رضوان الله تعالى، ومرافقة الصالحين، في الملكوت الأعلى في الجنة دار السلام. قال الله تعالى: {وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [العصر: 1 - 3].
وبعد: فهذا أصل إسلاميتنا، ومن هنا استوحينا مبادئها، واستقينا هدفها، وغايتها. من هنا من كتاب الله تعالى، لا من الرأسمالية الغربية، ولا من الشيوعية الماركسية، وإنما من كتاب الله عزَّ وجلَّ، كتاب محمد نبي الرحمة ورسول الهدى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
وفي الأسطر التالية عرض سريع لمبادئها، وهدفها، وغايتها، لمن أراد أن يعرف ذلك منها:
1- الإيمان الصادق:
من مبادئ إسلاميتنا: الإيمان الصادق، فلا مكان بيننا لشيوعي ملحدٍ، ولا لاشتراكي منافق، ولا لماسوني زنديق، إذ إننا وإياهم على طرفي نقيض.
نحن نؤمن بالله تعالى الخالق ربًّا وإلهًا، فنعبده ونطيعه راجين رحمته، خائفين من عذابه، وهم يكفرون به، ولا يعترفون بربوبيته كيلا يعبدوه ويطيعوه، فهم غير راجين ولا خائفين.
نحن نؤمن بلقاء الله تعالى، وصدقِ وعده ووعيدِه فنكيف حياتنا كلها بحسب ذلك، وهم يكذِّبونَ بلقاء الله تعالى، ويجحدونه؛ ليعيشوا إباحيين مستهترين لا يتقيدون بخُلقٍ فاضل، ولا بمروءة شريفة أو دين.
نحن نؤمن برسل الله تعالى، ورسالاتهم إلى البشر، ونؤمن أن سعادة الإنسانية في اتباع أولئك الرسل، والعمل بتلك الرسالات، فلذا نحن نجلُّ الرسل ونعظمهم، ونقدِّس تلك الرسالات، ونقدرها.
ولا يرون رسالاتِهم إلا مادةَ تخدير للإنسان، وإيقاف لنشاطه العقلي، ونمائه الفكري!!
نحن نؤمن بقانون الأخلاق، والقيم الروحية، ونزن الأفراد بأخلاقِهم، وقيمهم الروحية، وكمالاتهم النفسية، ونرى الحياة بدون خُلقٍ ودين لا قيمة لها، ولا معنى لوجودها.
وهم لا يعترفون بذلك، ولا يرون الأخلاق الفاضلة من حياءٍ وعفَّةٍ إلا عجزًا وضعفًا، ولا الخوف من الله تعالى ومراقبته والشوق إلى الملكوت الأعلى ومرافقة الصالحين إليه، ومجاورتهم فيه إلا ضربًا من المرض النفسي، والجنون العقلي.
نحن نؤمن بحتمية القضاء والقدر، وأن التخطيط الكامل للحياة بأسرها قد سبقها بأزمان، ووُضِع لها قبل أن تكون الأكوان، وأن شيئًا ما وكائنا ما كان لا يمكن أن يكون على غير وفقِ ما رُسِم أزلًا، وخُطِّطَ قديمًا في كتاب المقادير، وأننا لذلك لا نتبرَّم من الحياة مهما كانت قاسية، ولا نجزع منها أو نسخط، كما لا نيأس أو نقنط، أو ننزع عند العجز إلى الانتقام والبطش.
فحياتنا دائمًا تتَّسمُ بالرضا والطمأنينة والعدل والرحمة، وهم لا يؤمنون بذلك ولا يرونه أمرًا كائنًا في نظام الحياة، فهم لذلك يكثر في حياتهم القلق والاضطراب، ويعم جوانب كثيرة منه اليأس والقنوط، وتتسم في غالبها بسمة الشدة والقسوة وتطبع بطابع الظلم والعنف، ولا سيما عند الشعور بالعجز أمام تصاريف القدر، ومجاري القضاء، فينزعون إلى البطش والانتقام، وإلى التنكيل بالأبرياء والتعذيب كما يشهد بذلك تاريخ حياتهم، وتنطق به أعمالهم في أي مكان حَلُّوا به أو واد نزلوا فيه. عياذًا باللهِ تعالى منهم.
وإلى اللقاء مع مبدأ العملِ الصَّالح في العددِ القادمِ إن شاء اللهُ تعالى.
المصدر: «مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية»، العدد: 3 ذو القعدة 1388هـ
أبو بكر جابر الجزائري
مدرس بالمسجد النبوي وعضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية سابقا
- التصنيف:
- المصدر: